تراجعت ولاية حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، غرب ألمانيا، عن منع اللاجئين من حضور كرنفال شعبي سنوي في مدينة كولونيا، بعد انتقادات تحدثت عن "انتقاء علي أساس العرق" للمشاركين في المهرجان الذي يعقد في فبراير من كل عام.
وفي وقت سابق اليوم السبت، قالت صحيفة "كولونيا جازيت" المحلية إن شرطة ولاية شمال الراين ويستفاليا، أرسلت أواخر يناير الماضي، بريدًا إلكترونيا إلى إدارات أحياء كولونيا، لإخبار مؤسسات العناية باللاجئين بضرورة الامتناع عن تنظيم رحلات لنزلائها للمشاركة في كرنفال 2017.
وجاء في البريد الإلكتروني الذي قالت الصحيفة إنها اطلعت عليه "في ظل الأوضاع الأمنية بألمانيا، فإن مشاركة اللاجئين في هذا المهرجان، يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات غير مرغوب فيها مع السكان".
كما دعت الشرطة مؤسسات اللاجئين لتوعية نزلائها بالتشديدات الأمنية في المدينة خلال المهرجان الذي يجري في الأسبوع الاخير من الشهر الجاري، وضرورة الامتثال للتفتيش، والامتناع عن حمل حقائب الظهر، حسب ما نقلته "كولونيا جازيت" عن البريد الإلكتروني.
وذكرت الصحيفة أن إدارات أحياء المدينة أرسلت البريد الالكتروني المذكور إلي 13 مؤسسة معنية باللاجئين في كولونيا.
وبحسب مجلة "فوكس" الألمانية، انتقدت المؤسسات المعنية باللاجئين في المدينة، بشدة، هذه التعليمات، في مراسلات مع الأحياء، واعتبرت إجراءات الشرطة المنصوص عليها في البريد الإلكتروني "محاولة لانتقاء المشاركين في المهرجان علي أساس العرق أو المظهر".
وقال كلاوس اولريش برولس، المسؤول بمجلس اللاجئين (غير حكومي)، وهي مؤسسة تهتم برعاية اللاجئين في كولونيا، في تصريحات صحفية إن "تقييم الإنسان بناء علي مظهره أو عرقه، ووضع إجراءات للتعامل معه علي هذا الاساس، يعتبر عنصرية"، حسب ما نقلته "كولونيا جازيت".
وتراجعت الولاية عن هذه الإجراءات، في ووقت لاحق اليوم، وعبرت عن أسفها مما جاء في البريد الالكتروني، واصفة إياه بأنه "مراسلة داخلية"، وإنها "لم تجز هذه الاجراءات"، حسب ما نقلته المجلة عن بيان لحكومة الولاية.
كما نأت وزارة الداخلية بولاية شمال الراين ويستفاليا بنفسها عن البريد الإلكتروني، وقالت إن مثل هذه الاجراءات "غير ممكنة"، حسب مجلة "فوكس".
ونتيجة للحالة الأمنية في ألمانيا بعد أكثر من شهر ونصف من هجوم برلين الذي أوقع 12 قتيلا، تتجه سلطات مدينة كولوينا لتشديد الإجراءات الأمنية خلال المهرجان، إلى حد منع الشاحنات من الوصول لوسط المدينة، حسب ما ذكرته صحيفة "بيلد" اليمنية اليوم.
ويبدأ كرنفال فبراير، بيوم كرنفال النساء في الـ23 من الشهر، ويستمر أسبوعا، ليبلغ ذروته في 1 مارس. ويرتدي السكان ملابس ملونة وتنتشر الموسيقي والرقص في كل مكان بالمدينة خلال الفعاليات.
وكانت شرطة مدينة كولونيا، محور اتهامات واسعة بـ"الانتقاء العرقي" مطلع العام الجاري، بعد أن عمدت لمنع لاجئين من شمال أفريقيا، من حضور احتفالات بداية العام، خوفا من حدوث حوادث تحرش جماعي كما حدث في احتفالات عام 2016.