اشتعلت حدة الصراع داخل حزب المصريين الأحرار ما بين الأعضاء المؤيدين للمهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، وجبهة الدكتور عصام خليل، رئيسه الحالي، خاصة بعد رفض الأخير تجديد عضويات 37 من أعضاء الهيئة العليا خلال الأيام القليلة الماضية.
اسم واحد يجمع الفرقاء تحت رايته، "المصريين الأحرار"، الذي أصبح له مقران الآن، أحدهما في مصر الجديدة والأخر في قصر محمد محمود بوسط القاهرة، وكل فريق منهم لا يريد الاعتراف بالأخر، لكن نبقى أمام حقيقة واحدة وهي أن الحزب الآن في قبضة جيهة عصام خليل، بينما تحاول الجبهة الأخرى التعلق بأمل القضاء، الذي تطول حباله.
دعاوى قضائية أمام لجنة شؤون الأحزاب للاعتراض على تغيير لائحة الحزب، وحل مجلس الأمناء الذي أسفر عن الإطاحة بنجيب ساويرس، وفي انتظار نتيجة تلك الطعون لكن ماذا إذا لم ينصف القضاء جبهة ساويرس، هل نشهد ميلاد حزب جديد من رحم المصريين الأحرار.
هاني خليل، عضو الهيئة العليا للحزب الليبرالي، قال إنه أيا كان حكم القضاء فهم سوف يحترمونه ويقدرونه، سواء أتى لصالحهم أم لا، على الرغم من صحة موقفهم القانوني وضعف موقف الأخرين.
وقال خليل، لـ "مصر العربية"، إن قرار تحويله و 36 أخرين من أعضاء الهيئة العليا، إلى لجنة انضباط داخل الحزب مخالف للائحة الحزب وتحديدا المادة 40 في الفصل الثاني من اللائحة، حيث أنها تشترط تشكيل لجنة انضباط عليا وأن تشمل تلك اللجنة أحد أعضاء مجلس الأمناء ليكون التحقيق حياديا.
وحول فكرة إنشاء حزب جديد لهم، أكد أنه لا يمكن حسم هذا الأمر في الوقت الحالي، وليس قبل 6 أشهر حين تفصل لجنة شؤون الأحزاب في الطعون المقدمة إليها على المؤتمر العام للحزب المنعقد 30 ديسمبر الماضي.
وذكر عضو الهيئة العليا للمصريين الأحرار، وجود اتفاقات مباشرة مع المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، حول الخطوات التي سيقومون بها في الفترة المقبلة، كاشفا عن وجود اجتماع قريب جدا لمجلس لأمناء بحضور ساويرس بعد أن تغيب عن الاجتماع الماضي لسفره خارج البلاد.
الدكتور محمود العلايلي، أمين اللجان النوعية المُقال من منصبه مؤخرا، أكد أنهم لا يفكرون في الوقت الحالي في إنشاء حزب جديد حال فشلهم في استعادة المصريين الأحرار من عصام خليل.
وأشار العلايلي، لـ "مصر العربية"، إلى أن كل الاحتمالات مطروحة أمامهم، وحاليا يتلقون مقترحات عديدية من الأعضاء القدامى، بشأن التصرف خلال الفترة المقبلة لكنهم إلى الآن يلتزمون بأحكام القضاء.
وتابع: في الوقت الحالي أعدنا فتح المقر الرئيسي للحزب، ونستقبل الأعضاء القدامى، ومن هجروا الحزب خلال فترة تولي عصام خليل، سواء ممن استقالوا أو من الذين لم يتمكنوا من تجديد عضويتهم.
وفي ذات السياق، لفت المهندس محمد سامي البيلي، عضو الهيئة العليا للحزب، إلى أن كل جهودهم تتركز الآن حول استعادة المصريين الأحرار مرة أخرى، وإعادته لسياسته التي بدأها بعد تأسيسه عام 2011.
ولفت البيلي، في تصريحات صحفية لـ "مصر العربية"، إلى وجود تراجع في صفوف بعض نواب الحزب داخل البرلمان عن تأييد الدكتور عصام خليل، منوها إلى أنهم لن يتركوا المصريين الأحرار وسيواصلون مساعيهم لاستعادته.