قال الدكتور، محمد مشبال، المثقف المغربي، إنه مصري الهوى منذ الطفولة، مشيرًا إلى أهمية العلاقات المغربية المصرية، مستعرضًا تاريخها، بداية من رحلات الحج من المغرب إلى بلاد الحجاز والتي كانت تمر بمصر، وصولاً إلى العصر الحديث.
وأشار إلى أن الأزهر وعلماءه لعبوا دورًا كبيرًا في تشكيل مخيلة الرحالة المغاربة، وقد تطور هذا الشكل في العصر الحديث من خلال متابعة المغاربة للفن والثقافة المصرية، ومتابعة كتابات كبار الكتاب، كطه حسين والمازني، وكبار المطربين أمثال: أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، وغيرهم.
وسرد مشبال كتابات الرحالة المغاربة عن مصر، مشيرا إلى أن الرحالة المغربي"العياشي"، ذكر في كتاباته عن مصر كل ما شاهده فيها، بالرغم من مخالفة ما شاهده العياشي للواقع المغربي، بينما انتقد "الإسحاقي" في كتاباته كل ما شاهده فيها.
وأضاف أن هناك العديد من الكتاب المغاربة فتنتهم مصر بسحرها وأهلها دون أن يزوروها، وجاءت هذه الفتنة من خلال قرأتهم فقط، ولا عجب في ذلك فقد وصف محمد براده مصر بقوله: "القاهرة أشبه بصندوق العجائب، يجذب الكل إليه بداية من الطفل وصولاً للمراهق".
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "مصر بعيون مغربية"، أمس السبت، بقاعة "ضيف الشرف"، ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي حضرها مجموعة من المثقفين المغاربة، وهم: محمد مشبال، رشيد يحياوي، حسن خضيري، وأدارها الدكتور حسين حمودة.
وقال حمودة إن مصر بشكل عام والإسكندرية بشكل خاص، احتلت الصدارة في كتابات الرحالة المغاربة، الذين زاروا مصر، ومنهم من فضل البقاء بها، كما كتبت العديد من الروايات المغربية، عن مصر، منها على سبيل المثال لا الحصر "صيف لن يتكرر" لمحمد برادة، وغيرها من الروايات المغربية التي تناولت مصر وشعبها.
وقال الدكتور، رشيد اليحياوي، إن هناك العديد من العيون التي كتبت عن مصر، سواء في مجال الأدب أو في السينما أو من خلال تلك الحكايات القديمة التي لا زالت موجودة في التراث المغربي، ومع هذا فما كتب عن مصر قليل جدًا، كما أنه في غالبيته ركز على الأشياء غير المألوفة التي شاهدها المغاربة في أرض مصر.
وأشار إلى أن المغاربة كانوا يسمون سيدة الغناء العربي أم كلثوم بـ"أمي كلثوم" ما يدلل على أن المجتمع المغربي كان مُغرمًا بأم كلثوم لدرجة تدعو للدهشة.
وعن العلاقات القديمة بين مصر والمغرب، قال الدكتور، حسن خضيري، إن الجامع الأزهر به رواق يسمى رواق المغاربة، كما توجد قرى في مصر تنسب لقبائل مغربية منها قرية"منية كتامة" بمركز بسيون بمحافظة الغربية وغيرها الكثير والكثير.
ولعل أشهر الهجرات المغربية التي جاءت إلى مصر، هي تلك التي جاءت مع جوهر الصقلي، وقبل ذلك استعان أحمد بن طولون بالمغاربة في إدارة شؤون مصر، وقد اختارت القبائل المغربية التي كانت على المذهب السني مدينة الإسكندرية لتستقر بها، بعيدًا عن قاهرة المعز، التي كانت مقر حكم الدولة الفاطمية الشيعية. كما كانت مصر وجهة المتصوفين المغاربة ومنهم عبدالرحيم القنائي والحسن الشاذلي والمرسي أبو العباس وأحمد البدوي وغيرهم.