"لا أرغب في لعب كرة القدم بعد الآن، لقد سئمت من كرة القدم، وسئمت من هؤلاء الذين يعملون في هذه اللعبة، لا أرغب في لعبها بعد الآن، وأنا أتكلم جديًا".
هكذا استنكر كارلوس تيفيز، مهاجم مانشستر سيتي آنذاك، غزو رؤوس الأموال للعبة كرة القدم وتحولها إلى صناعة واستثمار يقتل قيمًا مثل الوفاء والانتماء.
المهاجم الأرجنتيني يحتفل اليوم الأحد بعيد ميلاده الـ33، لكن هذا العام لن يكون عيد ميلاده كأي عيد ميلاد آخر مر على المهاجم المخضرم. القصة بدأت حين عاد تيفيز إلى صفوف فريقه الأول -والأقرب لقلبه- بوكا جونيورز قادما من صفوف يوفنتوس؛ من أجل رغبته في انهاء مسيرته الاحترافية ضمن صفوفه.
ورفض تيفيز حينها العديد من العروض الأوروبية المغرية مفضلًا العودة إلى بوكا، ورفض التجديد للبيانكونيري من أجل العودة لملعب البومبونيرا، وأكد وقتها أن الأموال لا تشتري السعادة.
"المال لا يشتري السعادة" تيفيز عند عودته كلاعب لبوكا جونيورز وتقديمه للجماهير في ملعب البونبونيرا.
وأكد تيفيز بعد تقديم نادي شنجهاي الصيني عرضًا للحصول على خدماته، أنه لا يستطيع تخيل نفسه خارج صفوف البوكا، وأن المال ليس كل ما يفكر فيه خلال مسيرته الكروية.
"من الصعب دائمًا أن تتواصل مع ناد أنت تنتمي له وتحبه للغاية، لكن في بعض الأوقات يجب عليك إتخاذ قرارات مصيرية"
لكن الأمر تغير بعد إغراء شنجهاي للأرجنتيني براتب أسبوعي قدره 615.000 جنيه إسترليني، ما دفع اللاعب للموافقة على الانضمام لصفوفه، والتخلي عن مبادئه السابقة.
وحاول تيفيز الدفاع عن قراره بالرحيل عن صفوف بوكا، قائلا: "عليّ أن أرغب في البقاء مع بوكا بنسبة 100%، لم أستطع أن تكون النسبة 99%، لأن هذا كان سيئًا للنادي". وأضاف: "هذا ماحدث معي، لطالما أعتقدت أنه حينما لا ترغب في البقاء بنسبة 100% فإنك لا تستطيع أن تؤدي، من الصعب دائمًا أن تتواصل مع ناد أنت تنتمي له وتحبه للغاية، لكن في بعض الأوقات يجب عليك إتخاذ قرارات مصيرية".
محاولات تيفيز للدفاع عن موقفه وعن تغييره مبادئه لن تُنسي جماهير البوكا تصريحاته الساخطة على من يسعون وراء المال فقط، ومن حول كرة القدم إلى صناعة واستثمار.
تيفيز أثبت بعد رحيله عن بوكا جونيورز أن المال لا يشتري فقط السعادة، بل أحيانًا يشتري الأشخاص والمبادئ والمواقف، فالمال أصبح قادرًا على تغيير كل شيء.