“الدوائر الأمنية في إسرائيل قلقة من قصة الحب الجديدة، التي تطورت في الأسابيع الأخيرة بين مصر وحركة حماس، وتتبلور في إطارها تفاهمات جديدة تتعلق بتأمين حدود قطاع غزة مع مصر. وتتضمن هذه التفاهمات فتح معبر رفح، وإدخال البضائع بدون تفتيش، وتخفيفات أخرى للحصار، من شأنها تعزيز مكانة حركة حماس في القطاع".
هكذا كتب "يوني بن مناحيم" محلل الشئون العربية في تحليل نشره مركز القدس للشئون العامة والسياسية، "كشف فيه المخاوف الإسرائيلية من التقارب الذي حدث مؤخرا بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، مذكرا الرئيس المصري أن حركة حماس "إرهابية".
وقال "بن مناحيم":تخشى الدوائر الأمنية الإسرائيلية من تطورين نتيجة للتفاهمات الجديدة بين مصر وحماس. الأول، إدخال بضائع من مصر لقطاع غزة عبر معبر رفح، دون تفتيش، وبداخلها كميات كبيرة من الأسمنت والحديد، المستخدمين في بناء أنفاق حماس. والثاني، غض المصريين طرفهم عن تهريب السلاح من شمال سيناء إلى الجناح العسكري لحماس بالقطاع من خلال الأنفاق. يدور القلق الإسرائيلي حول إحتمالية أن تتصدى مصر فقط لتهريب السلاح من القطاع لشمال سيناء، وليس في الاتجاه المعاكس، لأن ذلك لا ينطوي على تهديد مباشر على الأمن المصري".
هل يضحي السيسي بالعلاقات مع إسرائيل؟ سؤال طرحه "بن مناحيم" في ثنايا تحليله، موضحا أن :”التعاون الأمني بين إسرائيل والرئيس المصري السيسي ممتاز. وفقا لتقارير أجنبية، تساعد إسرائيل مصر في الحرب على إرهاب داعش من خلال توفير المعلومات الاستخبارية وكذلك شن هجمات فعلية بواسطة الطائرات بدون طيار على أهداف تابعة لداعش بشمال سيناء".
واستطرد بالقول :”ليس لمصر مصلحة في خسارة التعاون الأمني مع إسرائيل، فهي بحاجة له، وكذلك بحاجة للدعم الإسرائيلي في الولايات المتحدة، من أجل توطيد العلاقة مع إدارة ترامب. تحسين الوضع الاقتصادي بقطاع غزة يصب أيضا في مصلحة إسرائيل، طالما لا يضر بأمنها. لذلك على إسرائيل أن توضح لمصر بشكل قاطع، أن أي تخفيف للحصار على غزة هو أمر إيجابي، شريطة ألا يمس بأمن إسرائيل، وأن على مصر الاستمرار في منع مرور الأسلحة من شمال سيناء إلى داخل القطاع، عبر الأنفاق أو المعابر الحدودية".
وذكر "بن مناحيم" السيسي أن حركة حماس جماعة "إرهابية" تسعى لإسقاط نظامه وتنتمي للإسلام المتطرف الذي يرنو لإسقاط الأنظمة العربية وإقامة "الخلافة الإسلامية" مكانها. مختتما بالقول "حماس حركة إرهابية تماما مثل داعش والقاعدة، خرجت من رحم جماعة "الإخوان المسلمين" التي أسسها حسن البنا، وكما يقول المثل "هل يغير الكوشي جلده أو النمر رقطه".
وذلك في إشارة إلى الآية رقم 23 من الإصحاح 13 بسفر إرميا أحد أسفار "التناخ" أو العهد القديم تقول:"هل يغير الكوشي جلده او النمر رقطه فانتم ايضا تقدرون ان تصنعوا خيرا ايها المتعلمون الشر"، وتعني صعوبة تغيير الإنسان لطباعه. والكوشي تعني حتى اليوم في العبرية "الزنجي أو أسود البشرة". والحيوان الأرقط كالنمر مثلا هو ما يتألف جلده من لونين.
الخبر من المصدر..