شاب قُتل أمام خطيبته عقب مباراة لكرة القدم، وآخر قُتل في محل عمله لمجرد بيعه للخمور، وأخرى تقتل ابنها خنقًا بكيس مخدة أثناء تشاجره معها، وآخر قتل صديقه لرفضه دفع المقابل بعد ممارسة الشذوذ الجنسي معه، تلك بعض الحوادث التي انتشرت في مصر في الآونة اﻷخيرة، بصورة أصبحت مخيفة حيث إن القتل أصبح أسهل وسيلة للتعبير عن الغضب.
"مصر العربية" حاولت الوقوف على أسباب تزايد عمليات القتل والعنف بمصر، والدوافع وراء هذه اﻷفعال وطرق حلها.
من جانبه، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بمستشفيات القوات المسلحة، أن ظاهرة العنف التي انتشرت بصورة كبيرة في المجتمع المصري خلال اﻵونة اﻷخيرة، عقب ثورة يناير 2011، وما تلاها من حالات عنف مبالغ فيه، جعلت صور القتل متداولة كثيرا، مما سهل فكرة أن القتل ليس مشكلة.
وأضاف فرويز لـ"مصر العربية"، أن المصريين بدأوا في تعلم طرق العنف المختلفة، مؤكداً أن البطء في إجراءات التقاضي في مصر يعتبر من العوامل اﻷساسية لانتشار العنف، ﻷن القضية عندما تستمر 5 سنوات في أروقة المحاكم يتم نسيانها.
وتابع: "لو كان لدينا سرعة في إجراءات التقاضي، ورأينا من ارتكب جريمة قتل يتم إعدامه أو محاسبته بصورة عاجلة، سيفكر من يُقرر اتخاذ خطوة القتل 1000 مرة قبل ارتكابه لجريمته، ولكن ما يحدث في القضاء يجعل المتهم يتحول من جاني إلى مجني عليه".
ولفت إلى أن تناول المخدرات عامل مؤثر جداً لانتشار العنف أيضاً، ﻷن من يتناول المواد المخدرة يفقد درجة الوعي والتركيز، وبالتالي تصبح انفعالاته عالية مما يسهل عمليات القتل، وكذلك تركيز اﻹعلام على حوادث القتل والنهب والنصب والسرقة في أماكن كثيرة يجعل من كلمة القتل مفردة سهلة، موجودة في العقل الباطن للإنسان وينفذها عند أي ضغط عليه.
وأكد فرويز أن الضغوط الاقتصادية لها دور كبير في انتشار هذه الظاهرة، مبينًا أنه يجب أن نتفق على مبررات للعنف، فمثلاً: "الراجل اللي قفل باب الكافيه أكيد في حد نصب عليه قبل كدا، وكذلك الناس اللي دخلت تتفرج على الماتش ومتدفعش فلوس إما هما حرامية أو انهم مش معاهم فلوس يدفعوها وكانوا عايزين يتفرجوا على الماتش ببلاش"، معتبرًا أن هذا ناتج عن ضيق الظروف الاقتصادية.
وأكد أن علاج ظواهر العنف في مصر، وغيرها من الظواهر المستجدة على الشعب المصري، الوحيد هو رفع الوعي بالثقافة العامة.
فيما أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس، أن حالات العنف منتشرة في العالم كله وليس في مصر فقط، لكن ﻷن مصر أصبح لديها انفتاحٌ كبيرٌ على وسائل التواصل الاجتماعي فأصبحنا نندهش.
وأوضحت خضر لـ"مصر العربية"، أن اﻹعلام والصحف لهما عامل كبير، خاصة أن هناك عددًا من القنوات لا تعرض سوى كل ما هو سيئ، وكذلك لدينا صحيفة خاصة بالحوادث، مع العلم أن من يعرض هذه الحوادث لا ينشرها من أجل توضيح طرق تجنبها وإنما لمجرد نفخ العنف في الهواء المجتمعي فقط دون أي هدف آخر.
وضربت أستاذة علم الاجتماع مثالاً على ذلك قائلة: "أحد البرامج عرض في عيد اﻷم حلقة عن أم قتلت 3 من بناتها، فهل هذه صورة جيدة للنشر في احتفالية عيد الأم"، موضحة أن مثل هذه اﻷمور تؤثر بشكل كبير على اﻹنسان خاصة إذا كان يواجه كل هذه اﻷخبار المأساوية.
وأكدت أنه يمكن تجنب العنف عن طريق تعليم اﻷطفال من الصغر للمناقشة بطريقة هادئة وسليمة، وأن يكون هناك من يتحدث عن الهدوء النفسي والنُبل، والضمير واﻷخلاق، خاصة أن المجتمع المصري أصبح مدمنا لنشر كل ما هو سئ وعنيف، وبالتالي يتم تقليد هذه اﻷخبار خاصة أن اﻹنسان مُقلد بطبعه.
ولفتت إلى أن المخدرات سبب رئيس لانتشار العنف، ودائمًا من يحمل السلاح إذا تقصيت عنه تجد معه موادًا مخدرة، مطالبة بأن يكون هناك وزارة خاصة بمكافحة اﻹدمان.
واختتمت أستاذة علم الاجتماع، مؤكدة أنه من المعروف أن اليهود يحاربون المسلمين والعرب بالجنس والمخدرات واﻹعلام.