سعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى سحب فتيل توتر بين بلاده والكويت بشأن قناة مائية على الخليج العربي تعرف بـ"خور عبد الله"، مؤكداً حرص العراق على إقامة أفضل العلاقات مع دول المنطقة، وخاصة الكويت. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده العبادي ببغداد في أعقاب الاجتماع الأسبوعي للحكومة. وقال العبادي إن "العراق ينتهج سياسة خارجية تسعى إلى تحقيق تغيير جذري للسياسة، التي انتهجها النظام السابق (صدام حسين) الذي وضع العراق بأكثر من مأزق دولي من خلال سياساته المنغلقة والعدائية، وذلك عبر الانفتاح على العالم بهدف ضمان عودة العراق إلى وضعه الطبيعي ومكانته المرموقة في المجتمع الدولي". وأضاف أن "العراق يؤكد حرصه دائماً على إقامة علاقات متينة مع دول المنطقة بينها دولة الكويت الشقيق". وفي يناير قررت الحكومة العراقية استكمال التزاماتها في تطبيق اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في "خور عبدالله" مع الكويت ما أثار عاصفة من ردود الفعل السياسية من قبل نواب ووزراء عراقيين حاليين وسابقين فسّروا القرار بأنه بمثابة "تنازل" من بغداد عن خور عبد الله ومنحه للكويت. وتصاعد التوتر عندما تبادل سياسيون ونواب من البلدين الاتهامات والتهديدات بشأن القناة المائية التي تنص الاتفاقية على تقسيمها مناصفة بين البلدين. واتفاقية "خور عبد الله" هي جزء مكمل لاتفاقية دولية حدوديّة بين العراق والكويت، ووقعها البلدان العام 2012، تم المصادقة عليها في بغداد، نوفمبر2013، تنفيذًا للقرار رقم 833 الذي أصدره مجلس الأمن في عام 1993، بعد عدة قرارات تلت الغزو العراقي للكويت في 1990، واستكمالاً لإجراءات ترسيم الحدود بين البلدين. وأدت الاتفاقية إلى تقسيم قناة "خور عبد الله" بين البلدين، والواقعة في أقصى شمال الخليج العربي بين شبه جزيرة الفاو العراقية وجزيرة بوبيان الكويتية. وتجددت الانتقادات للاتفاقية بعد أن قرر مجلس الوزراء العراقي، قبل أيام، تخصيص مبالغ مالية لإعادة تحديد النقاط البحرية في "خور عبد الله" وفقا لبنود الاتفاقية. ويقع خور عبد الله، في شمال الخليج العربي ما بين جزيرتي "بوبيان" و"وربة" الكويتيتان وشبه جزيرة "الفاو" العراقية، ويمتد إلى داخل الأراضي العراقية مشكلا خور "الزبير" الذي يقع به ميناء "أم قصر" العراقي. وتطرق العبادي، خلال المؤتمر الصحفي، إلى العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الجانب الغربي من مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى405 شمال العاصمة بغداد)، لم يعط العبادي موعداً لانطلاق عمليات تحريرها، لكنه قال إن "العملية ستبدأ قريباً". وفيما يتعلق بالنازحين عن شرقي الموصل، قال العبادي إن "القوات الأمنية تعمل على إعادتهم إلى مناطقهم تباعاً، لكن بعد أن يتم تطهير مناطقهم من العبوات الناسفة والقنابل غير المنفجرة". وتابع "بعد إعلاننا عن تحرير الساحل الأيسر (النصف الشرقي) بالكامل من عناصر التنظيم الإرهابي، باشرت قواتنا بتطهير المناطق وعثرت على كميات هائلة من الأسلحة والأعتدة في تلك المناطق يجري الآن نقلها". وخلال المؤتمر الصحفي، دعا رئيس الحكومة العراقية "مجلس النواب العراقي (البرلمان) إلى أخذ دوره في تشكيل مجلس مفوضية انتخابات جديد، استعداداً لإجراء انتخابات مجالس المحافظات". وقررت الحكومة العراقية إجراء انتخابات مجالس المحافظات في 16 سبتمبر المقبل، باستثناء محافظة نينوى (يسيطر داعش على أجزاء منها)، ومحافظات الإقليم الكردي شمالي البلاد.