أعربت الخارجية الجزائرية اليوم الثلاثاء عن انزعاجها من تناقل وسائل الإعلام المحلية لتقارير دولية تضمنت حسبها "تقييمات مغرضة" حول الوضع في البلاد.
جاء ذلك في بيان للوزارة بعد أيام من نشر تقرير لمنظمة "فريدوم هاوس" الأمريكية يصنف الجزائر ضمن الدول "غير الحرة" ديمقراطيا وآخر لبرلمانيين فرنسيين تناول الوضع العام في دول مغاربية هي الجزائر، تونس والمغرب.
ووفق البيان الذي نشر على موقع الوزارة فإن "بعض الصحف الوطنية تتناقل أحيانا وبصفة تهويلية تصريحات منسوبة لأشخاص معروفين أو مجهولين وكذا دراسات يزعم أنها أكاديمية ومواد إعلامية أخرى غايتها تضخيم التقييمات المغرضة حول الوضع في الجزائر وآفاقه".
وأضاف البيان أن "هذه التقارير مهما كان مصدرها من فرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو بلد آخر فإنها تغيب عنها الموضوعية، وتتضمن تزيفا للواقع الحالي وآفاق الجزائر، وأنها لن تصمد أمام حقائق مثل تمسك الجزائريين باستقلالهم وعدم التدخل في شؤونهم".
ولم تذكر الوزارة وسائل الإعلام المعنية بردها وحتى التقارير الدولية التي تناولتها لكن يبدو أنها تشير إلى تقرير منظمة "فريدوم هاوس" السنوي الصدر منذ أيام والذي صنف الجزائر ضمن الدول "غير الحرة" في العالم في مؤشر الديمقراطية.
ويستند التقرير إلى معايير أبرزها الحقوق المدنية والسياسية ونزاهة الانتخابات، واحتلت الجزائر المركز 35 عالميا بين 100 دولة شملها التقرير الذي يصنف الدول تنازليا من "الحرة" إلى "الحرة جزئيا" إلى "غير الحرة".
من جهة أخرى نشر النائبان في البرلمان الفرنسي غي تيسيي (عن حزب الجمهوريين اليميني)، وجين غلافياني (عن الحزب الاشتراكي) نهاية الشهر الماضي تقريرا مفصلا يمثل خلاصة تحقيق نيابي قاما به حول الوضع في ثلاث دول مغاربية هي الجزائر والمغرب وتونس دام ستة أشهر بين يوليو إلى ديسمبر 2016.
وفي الشق المتعلق بالجزائر زعم التقرير وجود تقصير من الجانب الجزائري في التعاون الأمني مع فرنسا لمكافحة "الإرهاب" في المنطقة إلى جانب رسمه مستقبلا غامضا للبلاد بسبب مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وحسب الخارجية الجزائرية، فإن "هذا النوع من التعبير العلني عن آراء أجنبية (تقارير) ليس له بطبيعة الحال أي تأثير لا من حيث المضمون ولا من خلال البلد أو المؤسسة التي يحرص على إبداء انتسابه إليها ولا حتى من خلال التنكر للمواصفات الإيجابية والاستثنائية التي تتميز بها الجزائر من حيث الانجازات الوطنية الملموسة أو الإسهامات الأكيدة في إحلال السلم و الأمن الدوليين".
وأضافت "في عالم مثقل بالضغوطات و المخاوف المترتبة عن التحديات الشاملة والإقليمية التي تهدد الإنسانية قاطبة فإن الدول على شاكلة الجزائر التي نجحت في التحرر من غياهب الاستعمار و القضاء على الإرهاب تعتبر قيمة أكيدة لا يمكن أن تهزها الرياح".