رغم رحيله عن عالمنا في أكتوبر ٢٠١٦، إلا أن إبداعه لم يغب، وكان حاضرًا في الدورة ٤٨ من معرض القاهرة الدولي للكتاب.. أنه الشاعر فاروق شوشة.
وفي أمسية شعرية حضرها عدد من المبدعين والمثقفين ليباروا ويستمتعوا بإلقاء الشعر، ومنهم صلاح اللقاني، فولاذ الأنور، مصباح المهدي، رانيا منصور، خلف جابر، وأدارها الشاعر عبده الزراع.
وفي حضرة فاروق شوشة، ألقى الشاعر فولاذ الأنور، قصيدة "لك منا سلام"، والتي كتبها خصيصًا له، ونقرأ منها:-
دلّني يا صديقي على قبره..ِ
تعبَتْ قدماي.. وَكلّتْ يدايَ..
ولم يبق في قبضتي غير هذا الوميضِ..
وبعض خواطر فرّتْ.. وضلّتْ مساراتِها..
في الفضاءِ العريضِ.. وجمر،
يُرادُ له أنْ يظلّ على حالهِ في يدي..
في انتظار القريضِ.. المدى ضاق، وانفرط العقدُ
واشتبهتْ سبل الطالبينَ.. وناء المحبون بالشعر والكلماتِ، هنا
حيثُ ينبهم الصوت والصمت بين الظلالِ،
وينفلت القلبُ من بين أردانهِ ويُغادرُ،
حيث تضيء السماءُ قليلاً،
وتدنو من الأرضِ، مؤذنةً بالوصالِ ،
سأتلو على قبرهِ ما تيسّر من، سورة الشعراءِ، وياسين، والعادياتِ،
وأتبعها بالدعاء النجيعِ ،
فليس سواه العتاد الذي نرتجي،
والسلوّ الذي نرتضي، في المصاب الفجيعِ: ائتني بعسيب نخيلٍ
وضعْهُ معي فوق شاهدة القبرِ ثُمّ تنحّ قليلاً،
سيخضرّ هذا العسيبُ، تنحّ قليلاً إلى الجنبات،
ففي حضرة الموتِ نحتاج عزلتنا برهةً،
ريثما يفرغ الدمع من حالهِ، وتعود له الكبرياءُ،
ويهدأ عنه الوجيب.