قال الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا، اليوم الأربعاء، إن بلاده وتونس "تتقاسمان الرغبة المشتركة لمساعدة ليبيا، لكي تتوصل إلى تشكيل حكومة مشتركة".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس الإيطالي، مع نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، في ختام محادثات جرت بينهما، بقصر الرئاسة بروما، اليوم.
وأضاف ماتاريلا "متفقون مع تونس في الحاجة إلى بسط الاستقرار في ليبيا، من خلال مؤسسات قادرة على السيطرة الكاملة على أراضي البلاد".
ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة متعددة، وتتصارع حاليا ثلاث حكومات على الحكم والشرعية، إحداها هي حكومة فايز السراج، المعترف بها دولياً.
على صعيد آخر، أشار الرئيس الإيطالي أن البلدين ستوقعان غداً الخميس، ست اتفاقيات في مجالات السياحة، والبيئة، والصحة، والثقافة، والتعاون، والعلاقات الثقافية.
وأوضح أن هذه الاتفاقيات "تهدف إلى أن تكون خطوة أخرى إلى الأمام في التعاون القائم بين البلدين".
وتابع: "لدينا الكثير من التصميم على دفع التعاون فيما بيننا، من أجل التنمية، ومستقبل شبابنا ضد الإرهاب، وضد مهربي البشر".
واعتبر ماتاريلا أن "مشروع الربط الكهربائي مع تونس لا يقتصر فقط على بلديهما، بل ستعم فائدته على جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط الاستراتيجية".
وكانت تونس قد تقدمت بطلب إلى الاتحاد الأوروبي، لتمويل المشروع الذي انطلقت دراسته منذ سنة 2008، ودخل حالياً طور الدراسات التقنية الإقتصادية، وتناهز كلفته 600 مليون يورو، بطاقة 600 ميغاوات، وينص على نقل الطاقة في كلا الاتجاهين.
من جانبه، قال الرئيس السبسي، إن "تونس كانت أول بلد دفع ثمن الوضع القائم اليوم في ليبيا، حيث لا توجد الحكومة المركزية"، مبيناً أن "ثمة 500 كيلومتر من الحدود المشتركة مع ليبيا، وفتح الحدود أدّى إلى عبور إرهابيين أيضاً".
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، دعا "السبسي" المواطنين الإيطاليين إلى استئناف زيارة بلاده، مضيفاً "نأمل أن تحمل جهودنا المشتركة، التي تبدأ مع توقيع ست اتفاقيات للتعاون غداً، الإيطاليين على استئناف زيارة تونس".
وتابع القول "اليوم تحسن الوضع كثيراً وحدودنا آمنة، ولكننا نأمل في أن نحكم السيطرة بشكل كامل بحلول يوليو، من خلال تثبيت نظام التحكم الإلكتروني على الحدود مع ليبيا".
كما حث السبسي نظيره الإيطالي للعودة مرة أخرى لزيارة تونس بعد الزيارة التي قام بها عام 2015، والتي جرت في عقب الهجوم الذي استهدف متحف "باردو" وسقط خلاله أربعة قتلى من السياح الإيطاليين.
وأضاف "بعد زيارتكم الأخيرة التي تمت في ظل ظروف صعبة، نحن نرغب في أن تزوروا تونس مرة أخرى، فأنتم موضع ترحيب باعتباركم رئيساً لدولة صديقة".
ورأى أن "إيطاليا بوابة أوروبا تدفع ضريبة عالية عن سائر أنحاء الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتدفقات الهجرة".
وأضاف "من المهم أن نعمل على معالجة الجذور العميقة لهذه الهجرة في جنوب الصحراء (..) إن هؤلاء الناس يعيشون في الفقر والتخلف، ولا يمكن إدارة الهجرة دون معالجة مصدر هذه المشاكل".
واعتبر أن "الأمر نفسه ينطبق على الإرهاب، والذي لا يمكن أن يهزم بالقوة، إذ يتعين على أوروبا البدء بخطة استراتيجية عالمية متكاملة مع جميع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، من أجل مزيد من السيطرة عليه (الإرهاب)، في سبيل ضمان الأمن والسلام للجميع".
ووصل السبسي اليوم الأربعاء العاصمة روما، في أول زيارة رسمية لرئيس تونسي إلى إيطاليا منذ ثورة عام 2011، التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، وتدوم حتى يوم غد الخميس.
ومن المقرر أن يجري الرئيس التونسي في وقت لاحق محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني.