اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من فبراير الجاري الإعلام الغربي بتجاهل تغطية الهجمات الإرهابية التي ينفذها المسلحون المتشددون، وهو الاتهام الذي لم يقدم ترامب أي دليل يثبت صحته.
جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة "إندبندت" البريطانية اليوم الخميس على نسختها الإلكترونية تحت عنوان "مصر تشيد بانتقاد ترامب للإعلام الغربي لتجاهله المتعمد للهجمات الإرهابية"، والذي سلط الضوء على ترحيب السلطات المصرية بالتصريحات التي أطلقها دونالد ترامب مؤخرًا وهاجم فيها وسائل الإعلام الغربية على عدم الالتفات المتعمد من جانبها للهجمات الإرهابية.
وذكر التقرير أنه وفي الوقت الذي شهدت فيه العلاقات المصرية-الأمريكية تدهورًا كبيرًا إبان حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي صراحة عن إعجاب كل منهما بالقيادة القوية للآخر.
ولا عجب فقد كان السيسي أول رئيس دولة عربية يبادر إلى تهنئة ترامب على فوزه بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في الـ8 من نوفمبر الماضي، على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. بحسب التقرير.
وقال ترامب: "لقد رأيتم ماذا حدث فى باريس ونيس. هذا يحصل فى أوروبا بأسرها. لقد بلغنا مرحلة لم تَعُد فيها وسائل الإعلام تغطى" أخبار الاعتداءات.
وأضاف ترامب: "هناك حالات كثيرة لا تريد فيها الصحافة غير النزيهة بالمرة أن تغطي" هذه الهجمات، مؤكدًا أنّ وسائل الإعلام هذه "لديها أسبابها وأنتم تعرفونها جيدًا".
وأفاد ترامب فى خطاب ألقاه فى قاعدة ماكديل العسكرية في تامبا بولاية فلوريدا، التى تعتبر مركز إدارة عمليات مكافحة تنظيم داعش، بأنَّ "تنظيم داعش يشن حملة إبادة جماعية و يرتكب فظائع حول العالم أجمع".
وأكَّد الرئيس الأمريكى أن "الإرهابيين المتشددين" مصممون على شنّ هجمات فى الولايات المتحدة كما سبق لهم وأن فعلوا فى اعتداءات سبتمبر واعتداءين بوسطن وسان برناندينو، وكذلك أيضا فى أوروبا.
واتهم ترامب وسائل الإعلام بالتقليل من شأن التهديد الذي تستشهد به إدارته لتبرير الحظر المفروض على المسافرين القادمين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، مستعرضًا سلسلة من الهجمات في الولايات المتحدة، بما في ذلك 11 سبتمبر، وتفجيرات ماراثون بوسطن، وهجمات أورلاندو ضد مثلي الجنس، ومجزرة في أحد الملاهى الليلية، وحادث إطلاق النار في سان برناردينو.
ونشر البيت الأبيض لاحقًا قائمة بحوادث إرهابية اشتملت على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" والذي قال إنها لم تَلْق التغطية الملائمة من وسائل الإعلام، لكن الكثير منها كان خاطئا، أو حتى تم تغطيتها إعلاميا.
ولم تشر القائمة مطلقًا إلى عدة هجمات لم تَلْق بالفعل تغطية إعلامية بوجه عام، مثل تفجير نفذه مسلحو "داعش" في بيروت ولندن.
كانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بيانا أمس الأول الثلاثاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، أشاد فيه بموقف الإدارة الأمريكية بانتقاد التغطية الإعلامية الغربية لبعض الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وأشار أبوزيد إلى أنه يتفق مع الدعوات المتكررة التي أطلقتها مصر بضرورة تبني المجتمع الدولي استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تتسم بالاتساق وعدم الانتقائية في جميع مكوناتها الأمنية والسياسية والثقافية والإعلامية وغيرها.
وتابع: من المؤسف أن الانتقائية والتحيز الذي انتقده ترامب في بعض دوائر الإعلام الغربية في تناولها للأحداث الإرهابية لم يقتصر فقط على مجرد تجاهل بعضها، وإنّما امتدّ ليشمل أسلوب التغطية الإعلامية لبعض تلك الاعتداءات."
لمطالعة النص الأصلي