الاقتصاد المصري ينمو ببطء. هكذا عنونت "صوت أمريكا" الإذاعة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على التعافي البطيء الذي يشهده الاقتصاد المصري في أعقاب حزمة الإصلاحات التي اتخذتها السلطات في الفترة الأخيرة، وفي مقدمتها بالطبع تحرير سعر صرف العملة ، والذي جاء مصحوبا أيضا بموجة غلاء في الأسعار أثقلت كاهل المواطنين الذين يعانون في الأصل من تراجع مستويات المعيشة.
وإلى نص التقرير:
يُظهر الاقتصاد المصري علامات على التعافي البطيء، وإن كان مؤلما وذلك منذ حصول القاهرة على أول شريحة من قرض صندوق الدولي البالغ قيمته 12 مليار دولار أواخر العام الماضي، والذي جاء في أعقاب حزمة من الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذتها مصر، مثل تحرير سعر صرف العملة أمام العملات الأخرى فيما يُعرف بتعويم الجنيه.
وترتفع مؤشرات السياحة المصرية على ما يبدو، في حين يبدأ المستثمرون الأجانب في شراء أذون الخزانة المصرية مجددا.
وشهد أحد فنادق القاهرة من فئة الخمس نجوم تكدسا بالنزلاء مؤخرا، بعد شهور من تراجع نسبة الإشغال به جراء تردي الأوضاع في القطاع المأزوم منذ ثورة الـ25 من يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك من الحكم.
وتمثل السياحة زهاء 12% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وكانت دائما مقياسا رئيسيا لصحة الأداء الاقتصادي. وزادت الهجمات الإرهابية- اثنان من حوادث الطائرات وإطلاق أعيرة نارية على حافلة تعج بالسياح من قبل مروحيات عسكرية- الطين بلة في صناعة السياحة و لشهور..
وأعرب وزير المالية المصري عمرو الجارحي عن تفاؤله في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا لاستعراض المؤشرات الاقتصادية للبلاد في العام الفائت.
وأكد الجارحي أن العجز الحكومي سجل انخفاضا طفيفا في 2016، وسيتراجع بدرجة أكبر على ما يبدو في العام 2017.
وأضاف الجارحي:” العجز يضع ضعوطا متنامية على الدولة، ما يزيد مشكلات التضخم ويتسبب في تراجع سعر العملة المحلية.”
وتابع:” وبخفض مستويات العجز، سيتراجع الدين المصري، وستقل تباعا الحاجة للاقتراض.”
وقال الجارحي إن المستهلكين ربما يشعرون بالغضب من الزيادات الأخيرة في الأسعار، لكنهم سيرون تحسنا في غضون عام، يعقبه تحسن أكبر خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
متسوقون محبطون
ومع ذلك، نقل برنامج تليفزيوني شهير ردود الأفعال الساخطة في الشارع المصري تجاه الزيادات في الأسعار ونقص السلع الغذائية. وأعرب المتسوقون، في أحد أسواق بيع الخضروات في القاهرة، عن بالغ إحباطهم من المستجدات الأخيرة.
وقالت ربة منزل لم تذكر اسمها إن أسعار زيت الطهي والغاز المستخدم في الطهي شهدت ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة، في حين ذكرت سيدة كانت تقف إلى جوارها إن كل شيء أصبح مرتفع الثمن.
وفي جنوب مصر، أضرم أحد المواطنين النيران في نفسه بعود شعوره بالإحباط.
مصر تحرز تقدما
لاقت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي واجهت حكومته انتقادات شديدة بسبب غلاء الأسعار، تصفيقا حادا، وهو يلقيها أمام مجموعة من الشباب، حينما أكد أن الاقتصاد المصري يحرز تقدما بطيئا.
وقال السيسي إن التنمية تستلزم وعيا جماعيا، وفهم التهديدات التي تواجه البلاد، بهدف وضع الأمور في نصابها، مجددا التأكيد على أن مصر تحرز تقدما، حتى وإن كان المواطنون غير سعداء بأي شيء.
وقال السيسي إنه يبذل قصارى جهده لتحقيق تطلعات 90 مليون شخصا في مصر، لاسيما الشباب.
وأتم:” الشباب اليوم سيرون تقدما كبيرا في السنوات العشر المقبلة.”
المستثمرون الأجانب واثقون
يعرب المستثمرون الأجانب عن ثقتهم في الاقتصاد المصري، وهو ما أكده رجل الأعمال خالد أبو هيف في تصريحات للتلفزيون المصري، حيث قال إن التجار يلمسون طلبا قويا على أذون الخزانة المصرية، ما يظهر الثقة المتنامية في الاقتصاد من قبل المستثمرين الأجانب، ويساعد على سد احتياجات البلاد من العملة الأجنبية.
وعلاوة على ذلك، ارتفعت مؤشرات سوق الأسهم المصري برغم الزيادة في سعر الدولار، بعد تحرير سعر صرف الجنيه.
وأثارت متغيرات أخرى، مثل إيرادات قناة السويس، قلق بعض الخبراء الاقتصاديين، بالنظر إلى الصراع المسلح الدائر في اليمن، التي تطل على مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر. وربما تسببت أسعار النفط المنخفضة أيضا في انخفاض أعداد السفن العابرة في القناة، بحسب بعض المراقبين.
لمطالعة النص الأصلي
.