في جولته الخارجية .. ميشال يطلب «العون» ويطمئن العرب

الرئيس اللبناني ميشال عون

من السعودية إلى قطر ثم مصر فالأردن، جولات مكوكية يجريها الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون عقب توليه زمام الأمور في 31 أكتوبر الماضي، باعثا رسائل برغبة لبنان العودة للحضن العربي خاصة بعدما أثير من مخاوف من انضمام الدولة للمحور الإيراني.

 

تحالف ميشال عون لحزب الله اللبناني أثار القلق العربي من ميل الرئيس اللبناني لكفة الهلال الشيعي، ولكن عون يحاول بزياراته طمأنة العرب وطلب دعهم وإحداث توازن على المستوى الخارجي، وفقما يرى مراقبون.

 

وطوال عامين ونصف عرقل حزب الله انتخاب رئيس للبنان بمقاطعة نوابه لجلسات البرلمان ونواب التيار الوطني الحر الذي يقوده ميشال عون ما أفقد جلسات انتخاب الرئيس النصاب القانوني اللازم، وكل ذلك من أجل فرض حليف الحزب في سدة الرئاسة بلبنان.

 

ولكن عقدت  صفقة بين حلفاء عون وسعد الحريري زعيم تيار المستقبل وعضو ائتلاف 14 آذار، تقتضي تأييد عون مقابل حصول الأخير على رئاسة الوزراء.

 

السعودية  

وبعد شهرين من توليه رئاسة لبنان، جاءت المملكة العربية السعودية كأولى محطات عون الخارجية، وهي الدولة التي شهدت علاقتها بلبنان تدهورا شديد في الفترات الأخيرة على خلفية سياسات ميليشيا حزب الله الشيعية في المنطقة، ما دفع الرياض فبراير الماضي لوقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي اللبناني.

 

ولم تقف حدة التوتر عند هذا الحد إذ قادت المملكة مجلس التعاون الخليجي بعد شهر لتصنيف حزب الله جماعة إرهابية، وهو نفس الموقف الذي تبنته جامعة الدول العربية، ولكن دون موافقة لبنان، ما زاد الخلاف بين الرياض وبيروت.

 

ولكن الرئيس اللبناني الجديد أثناء زيارته للمملكة في مطلع يناير الماضي أكد الشراكة مع السعودية، وأعلن أن الرياض تدعم الاستقرار في لبنان والعلاقة معهما مهمة.

 

قطر

 

ومن السعودية توجه عون إلى قطر ليتفق مع أميرها الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومة في لبنان وقطر، على أن يتم التواصل لاحقاً لتحديد موعد الاجتماع.

 

ومن المقرر زيارة الرئيس اللبناني مصر بعد غد الاثنين ليلتقي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومجموعة من المسؤولين ومنها ينتقل للمملكة الأردنية الهاشمية.

 

مصر  

ميساء عبدالخالق الكاتبة اللبنانية قالت إن الرئيس عون بزيارة مصر والأردن يستكمل الجولة الخارجية التي بدأها بزيارة السعودية وقطر، مفيدة بأن الملف السوري سيكون على رأس الموضوعات التي سيتم مناقشتها بين عون والسيسي لأن الطرفين يحملان نفس وجهة النظر في القضية بدعم الحل السياسي وعدم الانحياز لطرف على الآخر، ومن ثم مناقشة العلاقات الثنائية.

 

وأشارت في حديثها لـ"مصر العربية" إلى أن مصر تمثل الثقل العربي والإقليمي، والرئيس عون يحاول إحداث من خلال زيارته لمصر وعدة دول عربية أخرى إحداث توازن على المستوى الخارجي.  

التوازن

 

وتابعت:"  الرئيس عون يعتمد سياسة التوازن على صعيد الخارجي والداخلي بالتواصل مع كافة الفرقاء، خاصة  أنه جاء بتسوية داخلية وبتوافق إقليمي، وهو ما  سينعكس على مستوى العلاقات الخارجية"، مردفة:"  لا نستطيع القول أنه خرج من عباءة حزب الله ولكن يريد إحداث توازن".

 

ولفتت الكاتبة اللبنانية أنه حتى الآن لم يصدر عن عون أي تصريح ينذر بأنه بصدد الخروج عن اتفاق حزب الله أو ورقة التفاهم التي تربط الاثنين، ولكنه في الوقت نفسه يريد الانفتاح على الخليج الذي يصنف الميليشيا إرهابية.

 

طمأنة

 

زيارات عون لا تهدف لطمأنة الخليج وحسب بأن توافقه مع حزب الله لا يعني أن يميل كل الميل لصالحه، ولكن أيضًا لطمأنة مصر خاصة أنها عانت من بعض التدخلات من الميليشيا في 2008، مستكملة:" الرئيس يريد إرسال رسائل بأن ما يهمه مصلحة لبنان وليس حزب الله".

 

أبعاد اقتصادية  

وتنوه ميساء بأن للزيارات أبعاد اقتصادية أخرى فكثير من اللبنانيين منتشرين في ربوع الوطن العربي كما أن بيروت في حاجة أن تعيد السعودية دعمها الذي أوقفته، خاصة أن الدين في لبنان وصل 73 مليار دولار، وتريد تعاون اقتصادي كبير مع الخليج، كما أنها في حاجة للمنتجات المصرية التي تصدرها سواء الفاكهة والخضروات  والقطن وخلافه.

 

 

الدكتور محمود حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة بدوره رأى أن عون يتوجه لمصر باعتبارها قوة كبيرة وصديقة لروسيا التي تؤمن أيضًا أن القاهرة مؤثرة في المنطقة.

 

الاستفادة من الجميع  

وأضاف في تصريحه لـ"مصر العربية" أن ميشال عون يمد يده لكل الأطراف للاستفادة من الجميع فيلجأ لمصر ربما للتوسط له لدى روسيا، ويتحالف مع إيران للاستفادة من أنصارها.

 

وذكر أن زيارة رئيس لدولة لا تعني أنه خرج من معسكر لدخول المعسكر الآن، ولكنها توازنات يحاول أن يجريها، خشية أن يساء فهمه من جانب بعض الدول العربية.  

عودة الدعم  

وألمح أستاذ العلاقات الدولية إلى أن ميشال عون يريد عودة الدعم السعودي، ويساعده في ذلك رغبة الرياض في استقرار الأوضاع في لبنان والمنطقة، لأنها تعاني بشدة في الملف اليمني.

 

واختتم:" لم تتعرض السعودية لمحنة مثل التي تعانيها في اليمن، فقد تسرع محمد بن سلمان وزير الدفاع في إعلان الحرب على اليمنيين، ظنا منه أن الحرب قد تنتهي في بحر أسبوعين أو ثلاث، الآن المملكة استنزفت بشدة في الحرب وغير الواضح أن هناك آفاقا للحل، ما دفعها لتقليل الرواتب لديها وتحديد حصص للوقود ورفع الأسعار، بسبب التورط في الحرب، فلا تريد تكرار التجربة في أي مكان".

مقالات متعلقة