ندَّد رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران، اليوم السبت، بالعرقلة التي يمارسها "التجمع الوطني للأحرار"، معتبرًا أنَّها تحول دون تشكيل حكومة جديدة في المملكة، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر من فوز حزبه العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات التشريعية.
وبعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 أكتوبر الماضي، وفاز فيها حزب العدالة والتنمية، كلَّف العاهل المغربي الملك محمد السادس "بنكيران" بتشكيل حكومة جديدة للمرة الثانية بعدما ترأس الحكومة لخمس سنوات، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ومنذ ذلك الحين، كثَّف مشاوراته مع الأحزاب لتشكيل غالبية برلمانية لكنه لم يستطع حتى الآن بلوغ عتبة 198 مقعدًا من أصل 395 هي مجموع مقاعد مجلس النواب "الغرفة الأولى للبرلمان".
وقال بنكيران: "من غير المعقول أن يحقِّق حزب مثل هذه النتيجة في الانتخابات بعرقلة تشكيل الحكومة"، في إشارة إلى التجمع الوطني للأحرار، الحزب الليبرالي الذي حلَّ رابعًا في الانتخابات التشريعية بحصوله على 37 مقعدًا.
وأضاف - خلال دورة المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في بوزنيقة قرب الرباط - أنَّ عملية تشكيل الحكومة لم تتقدم كما كان يفترض، حيث بدأت تظهر في كل مرة عدة اشتراطات جديدة، في إشارة إلى الشروط التي يفرضها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش للمشاركة في الائتلاف الحكومي.
والأزمة الحكومية في المغرب غير مسبوقة منذ نحو 20 سنة من حكم الملك محمد السادس "1999"، كما أنَّ المراقبين يعتبرون أنَّ التأخير هو الأطول في تاريخ البلاد منذ استقلالها العام 1956.
وفي بداية المفاوضات بدت الأمور سهلة، وبخاصةً بعد إعلان حزب الأصالة والمعاصرة "102 مقعد" قراره النهائي بعدم التحالف، ولكن في تغير مفاجئ تحوَّل الأمر إلى مواجهة واستقطاب بين العدالة والتنمية "125 مقعدًا" والتجمع الوطني للأحرار "37 مقعدًا".