يطرق أبواب العشاق، ليذكرهم بما مضى من الذكريات الجميلة، ويسترجع معهم اللحظات الرومانسية وشريط الأوقات الجميلة.. ويأتي موسم الهدايا والتذكارات والورود التي تلفت أنظار الجميع.. إنه عيد الحب .
وتتميز هدية عيد الحب برونقها وطابعها الخاص الذي يميزها عن غيرها من المناسبات الأخرى، ولكن كيف تطلب المرأة هدية عيد الحب دون جرح لمشاعر الرجل أو تهديده ومقاطعته، وكيف تتعامل معه إن تأخرت الهدية؟
وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن الحب على مستوى المشاعر والأفكار "لا يطلب، ولكن ممكن يطلب على مستوى الأقوال والأفعال"، لافتة إلى أن "أغلب الناس في طلبها للأقوال والأفعال للأسف بتطلبها بشكل يثير حفيظة الطرف التاني وينفره أنه يعملها".
وقالت راجح في تدوينة لها عبر فيسبوك: "أو تخليه يعملها خوف من النكد والبوز والعقاب الأليم من الرفض الجنسي والعاطفي، أو تخليه يحس بالذنب ويعملها غصب عنه، أو تخليه يحس بالخجل ويعملها علشان مكسوف من نفسه".
وأضافت: "في النهاية الحاجة بتطلع بدوافع تانية خالص غير الحب، وبالتالي بتطلع مالهاش طعم حتى لو اتعملت، ودا الي بيخلي الناس تقول الحاجة لما تتطلب بتطلع مالهاش طعم، ودي لأنها مش طالعة بحب، طالعة بدوافع تانية زي الخوف أو الإحساس بالذنب أو الخجل أو القهر".
وأشارت راجح إلى أن "أجمل أنواع الطلب أنك تطلب من الآخر، وتحسسه أنه حر تماما في أنه يعمل أو مايعملش، أنا عايزاها تطلع برغبتك وبدافع من حبك أنت، لكن لو أنت مش عايز مفيش أي مشكلة، ولا هزعل ولا هتضايق ولا هبوز ولا هقعد أقطم فيك ولا أعيرك ولا أفضحك على صفحات الفيس".
وتابعت الاستشارية الأسرية: "دا هيديه مطلق الحرية أنه يعمل أو مايعملش، ولو فعلا حاسس بالحب من قلبه هيعملها، لكن لو مش حاسس برغبة داخلية أنه يعملها يبقى الأفضل أنه يكون صادق مع نفسه أو معايا ومايعملهاش، أحسن ما يعملها من غير طعم ولا لون ولا ريحة".
ولفتت راجح إلى أساليب المرأة في طلب الهدية، قائلة: "أنا عايزه هدية في الفلانتين.. دا أسلوب أمر مثير للاستفزاز، أنت عمرك ماجبتلي هدية في الفلانتين.. دا تعميم مثير لإحساسه بالظلم.. لأني جبت لك هدايا كتير لكن في غير أوقات الفلانتين، أنت ليه مش بتجيب لي هدية في الفلانتين؟.. دا أسلوب لوم وعتاب مثير للإحساس بالذنب".
واستطردت: "أنا عارفة أنك عمرك ماهتجيب لى هدية في الفلانتين.. دا أسلوب مثير للغضب لأنه تنبؤ بحاجة في المستقبل، المفروض تجيب لي هدية في الفلانتين.. دا أسلوب مستفز لأن مين الي فرض دا يعني؟.. اسلوب اللازم والمفروض والصح دا أسلوب مثير جدا".
وأضافت: "هتجيب لي إيه في الفلانتين؟.. ومين قالك أني هعبرك أصلا، أنت عارف لو مجبتش هدية في الفلانتين هزعل إزاي؟.. انتي بتهدديني يعني وبتفرضي عقوباتك كمان، ممكن لو سمحت من فضلك تديني فلوس أجيب لنفسي هدية في الفلانتين.. اسلوب شحاتة مثير للشفقة".
وأكدت راجح أن "بوستات الفلانتين المستفزة الي بتفضحيه بيها قدام الناس أنه مش بيحبك ومش بيجيب لك هدية، كلها أساليب مستفزة ومش بتجيب نتايج لأننا ما اتعلمناش الرقي في الطلب، وحتى لو عمل الي انتي عايزاه مش هتحسي بطعمها أبدا، ولا بالحب الي وراها لأنها بتتعمل غصب عنه مش بدافع الحب".
وأوضحت الاستشارية الأسريو أن "الكلام موجه للرجال أيضا لما بيطلبوا حاجة من زوجاتهم وليس للنساء فقط"، لافتة إلى أن "الراجل بيقعد يطلب بأسلوب الأمر والفرض واللازم والواجب وعايزها تستجيب بحب".
وتابعت: "الأسلوب الأجمل الذي لا يثير الاستفزاز أو الخجل أو الاحساس بالذنب هو التركيز على أنا وليس أنت، التركيز على مشاعري أنا وليس حبك أنت، التركيز على احتياجاتي أنا وليس أفكارك ونواياك ومقاصدك أنت".
وذكرت راجح عدة أمثلة للأسلوب الراقي في طلب الهدية، قائلة: "هكون سعيدة أوى لو جبت لي هدية في يوم الفلانتين، محتاجة أحس بحبك في اليوم دا وهبقى سعيدة لو فاجئتني بالشنطة الي أنا قلت لك عليها، إيه رأيك في فسحة في المكان الفلاني يوم الفلانتين؟ هل ممكن ناخد إجازة من الشغل ونتغذى في المطعم الفلانى يوم الفلانتين؟".
وأشارت راجح إلى أن هذا أسلوب "مفيش فيه لازم وفرض، مفيش فيه اتهامات ولوم وعتاب، أسلوب واضح انتي عايزه إيه تحديدا في تصرفات محددة جدا، بتعبري عن مشاعرك واحتياجاتك انتي بدون أي إشارة ليه هو، وبتديله الحرية في القبول أو الرفض".
وأكدت الاستشارية الأسرية أن "الأهم من الأسلوب استجابتك انتي للرفض أنه لو ماعملش الي انتي عايزاه يبقى مفيش عقوبات ولا لوم ولا إعلان للحداد ولا يوم النكد العالمي، أنه يحس أنه حر في الاستجابة"، لافتة إلى أن الإنسان "لما بيحس أنه حر بيبقى عنده استعداد أكبر للاستجابة في المرات القادمة، أنا أعملها لما يجيلي مزاجي مش لما أنت تطلبها".
واستطردت راجح: "على فكرة كلنا كده مش الرجال بس، لكنها عند الرجال بتكون ناقحة حبتين لأن استجابته لطلبات مراته بتحسسه أنه قيد يفقده الحرية والاستقلالية التي يعشقها الرجال أكتر من النساء".
وأضافت راجح أنه في حال استجاب الرجل لطلب المرأة فيجب أن تعبر عن حبها وامتنانها له، وأما في حالة الرفض وعدم الاستجابة، قالت راجح: "يبقى محصلش حاجة وهنعديه زي أي يوم تاني من غير بوز ولا تكشير ولا عقوبات بالرفض الجنسي".
وتابعت: "وهروح أعبر عن حبي لصديقاتي وأهلي وحبايبي، وممكن أجيب هدايا للناس الي بحبهم وخاصة أولادي، وممكن أبعت رسايل حب لكل الناس الي بحبهم وأتلقى منهم رسايل الحب، وممكن أطلب نفس الطلب من صديقاتي حبيباتي الي ممكن أوي يستجيبوا لأنهم بيعانوا برده من جفاء أزواجهم".
واختتمت راجح تدوينتها قائلة: "وبدل ما الحب يبقى مصدره الوحيد الزوج، هيبقى ليه مصادر عديدة ممكن تحقق لي بعض الإشباع في اليوم دا".