صدر حديثًا عن الآن ناشرون وموزعون، رواية "أحياء على البحر ميت" للكاتب عبد الحافظ الحوارات.
ويطل الكاتب، خلال 110 صفحات، من أعمق مكان على الأرض بعمل روائي يحكي قصص الناس المنسيين في تلك البقعة من العالم ليقول للعالم، وإن البحر الميت ليس ميتاً، وإن أناساً جديرون بالحياة يعيشون عليه. وتحاكي الرواية، واقعًا صعباً جمَّله بالخيال، بطلها راشد العبد الله، ذلك الخارق القادم من الأعماق ومن التهميش السرمدي، ولبسَ بدلة الدفاع المدني وأنقذ طفلين عراقيين واجها خطر الموت غرقاً في البحر الميت سنة 2015. ويقول فيها: "البطل والناجيان من غرق كان محققاً سبحوا 17 كيلومترًا في ليل حالك وريح غبراء وملح أجاج، فألقت بهم البطولة إلى الجانب الغربي من البحر. و"أحياء في بحر ميت" قصة حقيقية كان بطلها الرقيب يوسف البلاونة في جهاز الدفاع المدني، الذي قام بإنقاذ طفلين شارفا على الغرق المحقق في البحر الميت وسبح بهما مسافة طويلة حتى وصلوا إلى الضفة الأخرى. القصة التي انتشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام في حينه. والكاتب عبد الحافظ الحوارات، نال جائزة الشارقة للتميّز التربوي عن فئة المعلّم المتميّز 2005، وعضو في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، صدر له كتابان، هما: "الثميد.. وجدانيات وذكريات مع صحراء الشارقة" 2015، و المجموعة القصصية "على ضفاف القصباء" 2017.
من أجواء الرواية:
"إنه راشد العبدالله، فتىً أسمر اللون، سُمْرَتُهُ ذات مِشـربَين، أحدهما جينيّ الأثر لا إراديّ، وقلّما تجد للغور ساكناً ناصعَ البياض، والمِشـرب الآخر قد أعْمَلتْهُ شمس الغور الحارقة في جلود ساكنيه، والجلد لا ينسـى، فذاكرته طويلة المدى، ما تحفره بالجلد في الصغر يبقى دائماً يهزّكَ أو يعزّكَ في الكبر. راشد هذا يقْبعُ جغرافيّاً في مُنْتصف حفرة الانهدام، حفرة لا تَصْلُح إلّا للمقابر الجماعيّة في أماكن أخرى ولشعوب أخرى، لكنّ ساكنيها المتعلّقين بالأرض هنا، المتشبّثين بالأمل، المثقلين بالديون، قد زرعوها بعشقٍ فأكرمتهم مطعماً ورزقًا.
تهزّهُ منذ الصباح الباكر امرأةٌ جسدها نحيل، قد أُشْبِعَ دمها بحلاوة السكّر حتى نافس حلاوة نفسها المطمئنّة. تِرْفَةٌ، امرأة مثل نساء الغور عامّة؛ يعْملنَ كما يعمل الرجال ويزيد، سمراء رفيعة، طويلة العنق، باسمةُ الثَّغر دوماً، ونادراً ما تُفارق شفتيها سـيجارة الهيْشـي".