يوسف زيدان يكشف أخطاء الجفري التاريخية في الندوة التثقيفية: أراد مجاملة مصر

يوسف زيدان

كشف الكاتب المصري، يوسف زيدان، عن أخطاء تاريخية وقع فيها الداعية اليمني، الحبيبي علي الجفري، خلال الندوة التثقيفية لإدارة الشؤون المعنوية.

 

وكتب "زيدان" عبر حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك" :عملاً بقول ابن النفيس : " و أما نصرة الحق و إعلاء مناره ، و خذلان الباطل و طمس آثاره ، فهو ما التزمناه في كل فن " نقول : إن الكلام اللطيف الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف ، عن مدح النبي لجيش مصر . خطأ . فقد توفي النبي و لم يكن لمصر جيش أصلاً ، و إنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي ، و من قبله الجيش الروماني ، و كلا الجيشين لم يكن يُجند المصريين و إنما يستعملهم كعبيد لجنوده و خدّامين لقواده . . و خلال مئات السنين ، لم يُعرف اسم جندي أو قائد مصري ، قط".

 

مضيفًا: "الكلام المُجامل الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف ، و إشارته إلى عظمة بيبرس التي ظهرت في مصر و لم تظهر في بلاده . خطأ . لأن بيبرس الذي كان مملوكاً من "أولاد الناس" يعني لا يُعرف له أبٌ ، جُلب إلى مصر طفلاً ، و لم يكن بمقدوره إظهار أي شيء في طفولته . و الذي ظهر منه في مصر ، لم يكن فيه عظمة بأي معنى من المعاني ، فقد شارك في موقعة عين جالوت للحفاظ على سلطة المماليك و حُكمهم لمصر ، و فور انتهاء الموقعة تآمر على صاحبه قطز و قتله غدراً و حكم البلاد بدلاً منه ، عملاً بالقاعدة المملوكية الحقيرة : الحُكم لمن غلب . . و لو بالغدر ! فأين هذه العظمة الموهومة".

 

واستطرد "زيدان": " إظهار التحريف ، فيما قيل بجلسة التثقيف ( 3 / 5 ) : سها الأخُ الفاضلُ الحبيب الجفري ، فأخطأ ، حين أراد تمجيد جيشنا بما هو في غنى عنه من المجاملات ، فقال وهو واثقٌ مما يقول ، إن جيش جلال شاه الذي عجز عن صدّ المغول ، كان عشرة أضعاف الجيش المصري الذي انتصر على المغول . . و التاريخ لم يعرف شخصاً اسمه جلال شاه ، و إنما المقصود هو "جلال الدين منكبرتي" ابن السلطان المسلم محمد خوارزمشاه الذي شاكس جنكيزخان و استفزه ، طمعاً مملكته الواسعة . . و قد استطاع جلال الدين منكبرتي في بداية الحروب مع المغول ، تحقيق الانتصارات عليهم ، فلما جاء إليه جنكيزخان بالإمدادات المهولة ، خانه بعض قواده و انشق عنه بجزء كبير من الجيش ، فانهزم . . و لم يكن لهذه الهزيمة أي علاقة بكون جيشه مصري أو خوارزمي ! فكل الجيوش قد تنهزم و قد تنتصر ، بحسب ما تضعه من خطط و ما تملكه من عتاد و سلاح و قيادة . و قد انهزم الجيش المصري أمام جيش إسرائيل مرات ، و انتصر مرة حين استطاع عبور خط بارليف ، و كان في هاتيك المرّات و تلك المرّة مصري".

 

 

وأردف صاحب رواية "عزازيل": "و لحرصه على مجاملة سامعيه و مغازلة مشاعرهم ، تحدث الحبيب الجفري عن مآثر الجيش المصري و انتصاره علي المغول (التتار) في عين جالوت ، فذكر الأوهام المشهورة التي صوابها باختصار ما يلي ، و هو ما يُحجب دوما عن أذهان معاصرينا : الجيش الذي حارب في عين جالوت كان مملوكياً و قواده غير مصريين ، و الذي انهزم في عين جالوت هو مؤخرة الجيش المغولي ، و في غياب قائده هولاكو خان . و تعداد المغول الذين كانوا في عين جالوت كان ثمانية عشر ألفاً ، بينما الذين اجتاحوا بغداد قبلها بعامين كانوا مائة و عشرين ألفاً . و الذي انتصر على هولاكو خان ، فعلاً ، كان ابن عمه بركة خان زعيم القبيلة الذهبية المغولية . . و معرفة حقائق الوقائع التي جرت في حروب المغول و المسلمين ، لا تكون بمشاهدة الفيلم السينمائي الدعائي "وا إسلاماه" و إنما بالرجوع إلى المصادر التاريخية المعتمدة ، و منها مثلاً كتاب الدكتور سيد الباز العريني : المغول".

 

 

واختتم يوسف زيدان حديثه: "اختتم الأخُ الحبيبُ الجفريُّ تثقيفه للسامعين ، و معظمهم من العسكريين ، ختاماً مؤثراً ينكئ جراح القلوب ، فقال مغازلاً ما ملخّصه إن بلده "اليمن" ضاعت مؤخراً و تضيع اليوم ، بسبب تعدُّد الولاءات في جيشها . و جعل نجاة مصر من المصير اليمني ، مرتبطة فقط بعدم تعدُّد ولاءات و أهواء أفراد جيشها . . و نحن نحمد الله ، طبعاً ، على أن لجيشنا ولاءٌ واحد . و لكن ، أكان ذلك حقاً هو السبب في بلاء اليمن و نجاة مصر ? لا يا أخي الحبيب الجفري . فجيش ليبيا لم يكن متعدّد الولاءات ، و حالها اليوم لا يفترق كثيراً في بؤسه عن اليمن . البلاءُ جاء لليمن و لغيرها من بلاد العرب ، بسبب هجمة المجرمين الذين يسميهم الإعلام العاهر بالجماعات الإسلامية المسلحة ، و لا يصرّح باسم الذين يسلحونها . . البلاءُ جاء بسبب استبداد حاكم حيوان اسمه "علي عبد الله طالح" تقاعس مثقفو اليمن عن معارضته مثلما فعل المثقفون المصريون مع حكامهم ، فاكتووا بنيران الاعتقال و الاغتيال و المطاردة طيلة ستين سنة . . البلاءُ جاء لليمن لأن الصفوة من أهلها ، أمثال الحبيب الجفري ، تركوها و ساحوا في البلاد . بينما نحن المصريين بقينا نواجه ضراوة الحكام و شراسة المجرمين الذين يسمونهم إعلامياً الإسلاميين . فلما ارتجت البلاد استعادت توازنها بسرعة بسبب نضج عقلها الجمعي نسبياً ، فنجت ، وكان نضج عقلها الجمعي بفضل جهود الصفوة من مثقفيها و علمائها و مواطنيها المخلصين . البلاءُ جاء لأن المملكة عالجت الطاغية الأخرق "طالح" و أعادته إلى اليمن ليثير الفتن ، بينما رفض المصريون بمن فيهم "المتنّح ، المتنحي" اللجوء إلى المملكة . . و أخيراً ، يا أفراد الجيش المصري العظيم ، لا تغتروا بكلامٍ ملقى على عواهن ، فأنتم في غنى عن مدحكم بما ليس فيكم".

 

 

وشارك الحبيب علي الجفرى، في فاعلية "مواجهة إرهاب - إرادة أمة"، والمختصة بها الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، وقال إن الجيش المصرى هو شعب مصر، لأن غالبية شباب مصر تجندوا فى الجيش المصرى وتدربوا فيه، وكانوا يوما من الأيام جزءًا من هذا الجيش.

مقالات متعلقة