أعلن الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، أن معرض الكتاب سيقام في مقر آخر، خلف مسجد المشير طنطاوى في التجمع الخامس، موضحًا في تصريحات صحفية مؤخرا أن القوات المسلحة، تعد تلك الأرض البالغ مساحتها حوالى 40 ألف متر للمعرض المقبل.
تسبب تصريح النمنم في خلق موجة من الغضب والسخط بين عدد من المثقفين، الذي اعتبره البعض بأنّه "غير مدروس"، فيما أطلق آخرون حملة على موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” تحمل عنوان “رفض نقل معرض الكتاب إلى التجمع الخامس”، لما يمثله من تهديد لصناعة النشر.
"أدعو كل الزملاء والزميلات الكتّاب والشعراء وأصحاب دور النشر والجمهور المهتم بالكتاب بمشاركتي هذا الرفض والتكاتف الجاد والعمل الموحد لرفض هذا القرار الذي لا يراعي إلا الإعتبارات الأمنية دون النظر لحجم الخسائر التي قد تتعرض لها صناعة النشر في مصر” بهذه العبارة دشن الكاتب الشاب شريف عبد الهادي حملة على الفيس بوك لرفض هذا التصريح.
وأوضح عبد الهادي في تصريح خاص لمصر العربية إن سبب الرفض لصعوبة الوصول للقاهرة الجديدة على الجمهور، وخاصة أنه مر وقت طويل حتى تعود الجمهور على المكان الحالي لأرض المعارض، والتي كان هناك صعوبة في الوصول إليها في بداية الأمر.
وتابع أن هذا القرار سيتسبب في خسارة كبيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ولصناعة النشر في مصر.
ومن جانبه وصف الشاعر شوكت المصري، عضو اللجنة الثقافية العليا بمعرض الكتاب، تصريح وزير الثقافة بأنه غير مدروس، مؤكدًا أن الأمر مجرد كلام من الوزير وليس قرار، فلم يتقرر بعد نقل المعرض إلى التجمع الخامس، وأن هذا الاقتراح جاء بسبب الوضع السيئ في أرض المعارض المنهدمة سراياتها.
وقال المصري في تصريح خاص لمصر العربية إن أرض المعارض الحالية ﻻ تليق بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وغير مجهزة بشكل فني، وتؤجرها وزارة الاستثمار لهيئة الكتاب الأرض الفارغة بثمانية ملايين جنيه في أسبوعين، في الوقت الذي ﻻ تقدم فيه خدمات على المستوى المطلوب للمعرض.
وتابع أنه في حالة توفير وسيلة نقل مجاني للجمهور في القاهرة الجديدة فلا ضرر من نقله، مؤكدًا أنه ﻻ يمكن لوزير الثقافة أو أي أحد أن يأخذ القرار منفردًا بنقل المعرض إلا بعد التنسيق مع اتحاد الناشرين وهيئة الكتاب ودراسة الجدوى للأمر.
وأكد عادل المصري، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن الاتحاد سيستطلع رأي الناشرين في الأمر، وسينظم لجنة لدراسة اﻷمر على أرض الواقع، ومشاهدة المكان، وفي حالة التأكد من صعوبة الأمر وعدم توفر وسيلة موصلات سهلة للجمهور، فسيمتنع الناشرين عن الذهاب.
وعن إصلاح أرض المعارض الحالية وتجهيز بنيتها الأساسية وإقامة صالات عرض عليها لترتقي لمستوى معرض الكتاب أشار المصري في تصريح خاص لمصر العربية إلى أنه في حالة تنفيذ ذلك سيتوقف إقامة المعرض لمدة 3 أعوام.
فيما أوضح علي عبد المنعم، مدير دار سما للنشر والتوزيع، أن هذا الكلام قاله جابر عصفور منذ عامان عندما كان وزير الثقافة، ولم ينفذ، مشيرًا أنه عبارة عن جملة تقال كل عام لتلهي الناس عن الوضع السيء لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ومكان إقامته بأرض المعارض بمدينة نصر.
واستنكر عبد المنعم في تصريح خاص لمصر العربية تضارب التصريحات قائلًا: وزارة التجارة صرحت بأن ارض المعارض ستكون في العاصمة الإدارية الجديدة، فيما أشار وزير الثقافة أنها ستكون في القاهرة الجديدة، لذلك الدنيا غير واضحة المعالم.
جدير بالذكر أن مشروع أرض المعارض بالقاهرة كانت المعمارية العراقية زها حديد قد وضعت تصميما مقترحا له منذ سنوات، فالمشروع كان يندرج تحت خطة كبيرة تحت عنوان "مدينة القاهرة للمعارض والمؤتمرات" تتضمن إنشاء صالات عرض علي مساحة 90700 متر مربع بارتفاع 24 متر، بالإضافة إلي الخدمات المساندة من مطاعم ومكاتب ومخازن وجمارك وبنوك بمساحة 89000 متر مربع.
كما يضم قاعة مؤتمرات تسع خمسة آلاف شخص بمساحة 45 ألف متر مربع بارتفاع 40 مترًا، بها 12 غرفة اجتماعات تسع كل منها 100 فرد، وفندق خمس نجوم بسعة 1100 غرفة بارتفاع 145 مترًا، ومونوريل يربط مركز المؤتمرات بأرض المعارض الجديدة بالإضافة إلى مشروعات البنية الأساسية التابعة لها.