موجة عارمة من الغضب احتلت الأوساط الثقافية، الذين اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا لهم للتعبير عن سخطهم من إعلان وزير الثقافة حلمي النمنم، لنقل معرض القاهرة الدولى للكتاب من "أرض المعارض" بمدينة نصر إلى التجمع الخامس. وبهشتاج "رفض نقل معرض الكتاب التجمع الخامس"، بات الجميع من مثقفين ومفكرين وقراء متفقون على ضرورة وقف القرار، معللين ذلك للخسارة التي يحققها المعرض لضعف حركة الإقبال عليه، وذلك لما يتميز به الموقع الجديد من بُعد المسافة وصعوبة المواصلات.
ووسط استنكار القرار، كشفت مستندات، السبب الحقيقي والخفي من نقل معرض القاهرة للكتاب، ليقام خلف مسجد المشير طنطاوي، على مساحة 40 ألف متر بإعداد وتجهيز القوات المسلحة. وأوضح المستند، أن المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، طلب من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الموافقة على تغيير الغرض من استخدام قطعة الأرض المملوكة للهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات والمخصصة كـ"أرض معارض بمدنية نصر" إلى استغلالها عن طريق طرحها للبيع للاستغلال التجاري والاستثماري والإداري. وأرسل أيمن جوهر؛ رئيس الهيئة العامة للخدمات الحكومية خطابًا إلى محمد محمود سامي، رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات الدولية التابعة لوزارة التجارة والصناعة، طلب فيه صور واضحة من عقد شراء أرض المعارض التى آلت ملكيتها إلى الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات عن طريق الشراء من شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير بموجب عقد البيع الرسمى والمشهر برقم "65 أ" بتاريخ 10/1/1996، مأمورية مدينة نصر والمخصصة كأرض دائمة للمعارض، حتى يتنسى للهيئة العامة للخدمات الحكومة دراسة موضوع بيع الأرض. وأرسلت أمانة الشئون التشريعية بمجلس الوزاراء خطابًا إلى مكتب وزير المالية لعرض قرار وزير التجارة والصناعة رقم "4311" والمؤرخ بتاريخ 5/3/2016، بشأن طلب الموافقة على تغيير الغرض من إستخدام قطعة الأرض المملوكة للهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات والمخصصة كأرض معارض بمدنية نصر إلى استغلالها عن طريق طرحها للبيع للاستغلال التجاري والاستثماري والإداري. وطلب أمانة الشئون التشريعية بمجلس الوزاراء، وزير المالية بالتنبيه بالدراسة والإفادة بالرأى حتى يتنسى عرض الأمر على رئيس مجلس الوزراء.
كان حلمى النمنم، وزير الثقافة، أعلن أن معرض الكتاب سيقام في مقر آخر، خلف مسجد المشير طنطاوى في التجمع الخامس، موضحًا في تصريحات صحفية مؤخرا أن القوات المسلحة، تعد تلك الأرض البالغ مساحتها حوالى 40 ألف متر للمعرض المقبل.
وتسبب القرار في خلق موجة من الغضب والسخط بين عدد من المثقفين، الذي اعتبره البعض بأنّه "غير مدروس"، فيما أطلق آخرون حملة على موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” تحمل عنوان “رفض نقل معرض الكتاب إلى التجمع الخامس”، لما يمثله من تهديد لصناعة النشر.
جدير بالذكر أن مشروع أرض المعارض بالقاهرة كانت المعمارية العراقية زها حديد قد وضعت تصميما مقترحا له منذ سنوات، فالمشروع كان يندرج تحت خطة كبيرة تحت عنوان "مدينة القاهرة للمعارض والمؤتمرات" تتضمن إنشاء صالات عرض علي مساحة 90700 متر مربع بارتفاع 24 متر، بالإضافة إلي الخدمات المساندة من مطاعم ومكاتب ومخازن وجمارك وبنوك بمساحة 89000 متر مربع.
كما يضم قاعة مؤتمرات تسع خمسة آلاف شخص بمساحة 45 ألف متر مربع بارتفاع 40 مترًا، بها 12 غرفة اجتماعات تسع كل منها 100 فرد، وفندق خمس نجوم بسعة 1100 غرفة بارتفاع 145 مترًا، ومونوريل يربط مركز المؤتمرات بأرض المعارض الجديدة بالإضافة إلى مشروعات البنية الأساسية التابعة لها.