أهالي يشككون في رواية الداخلية حول تصفية أبنائهم جسديا

التصفية الجسدية

خبر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، عن مقتل أحمد عبد العزيز خلف محمود من قبل قوات الأمن، كان مصدر أسرته لمعرفة مصيره.

 

وأعلنت وزارة الداخلية، في بيانها، قبل يومين، مقتل أحمد، في تبادل إطلاق نيران مع القوات ومحاولته الهروب، مما دفع القوة لتبادل إطلاق النار معه، لكن أسرته تشكك في هذه الرواية.

 

والدة أحمد رفضت الحديث لـ "مصر العربية"، لكن أحد أفراد أسرته أوضح أنهم علموا بمقتله من انتشار البيان على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجوده في المشرحة، ولم يقدم لهم أحد معلومات أو ملابسات ما حدث لنجلهم.

 

فوجئت أسرة أحمد بظهور شقيقه المختفي قسرياً لمدة 17 يوما بعد انتهاء مدة حبسه 3 سنوات، بعد علمهم بمقتل أحمد الذي صدر ضده حكم بالسجن في قضية عسكرية.

 

لم يكن أحمد عبد العزيز حالة التصفية الوحيدة التي وقعت أمس، فوفقا لبيان وزارة الداخلية، قٌتل محمود عنتبلي من مواليد أسيوط، وتبين أنه مطلوب ضبطه وإحضاره على ذمة القضية رقم 598 لسنة 2016 حصر أمن دولة.

 

حصاد سنوي

24 حالة تصفية جسدية خلال عام 2016 رصدها مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب في تقريره السنوي، 9 حالات منهم كانت تصفية بعد القبض، و6 حالات تمت تصفيتهم أمام أسرهم.

 

كانت تلك الأعداد أقل مما رصدته المنظمات الحقوقية خلال عام 2015، فالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات رصدت 143 حالة تصفية بينما رصد النديم 175 في حصادهم السنوي، ففي خلال هذا العام أقدمت قوات اﻷمن على تصفية 13 قيادياً في جماعة الإخوان، داخل أحد العقارات خلال اجتماع لهم، لبحث كيفية دعم أسر المعتقلين والقتلى، وأعقب الواقعة في أغسطس، تصفية ستة قادة من الإخوان في محافظة الفيوم.

 

وعلي الرغم مما تسبب فيه تصفية عدد من الشباب المختفين قسرياً بالعريش خلال الشهر الماضي، من احتجاجات الأهالي لم تتوقف الحوادث في باقي المحافظات.

 

تصفية بالخطأ

 

شهد فبراير الجاري أكثر من حالة تصفية، كان علي عامر سيد حسين، بقرية عرب مطير مركز البداري بأسيوط ضمن هؤلاء، إلا أنه بعد مقتله فوجئت أسرته بأن قوات الأمن كانت تبحث عن شخص آخر يحمل نفس الأسم ويدعى "عبد الله عامر أحمد حسين".

 

علاء محمد، أحد أفراد أسرته يروي لـ"مصر العربية"، أنهم فوجئوا بعربة خرج منها 2 ضباط و عدد من الملثمين أطلقوا النار عليه وقبضوا عليه ووضع داخل تلك العربة وانطلقوا، حاولت أسرته البحث عنه لتجده داخل مستشفى البداري، لكن قوات الأمن أقامت كردونا أمامها ومٌنع دخولهم نهائيا.

 

لم يبق علي داخل المستشفى إلا 15 دقيقة وأحضرت قوات الأمن عربة إسعاف ونٌقل لمستشفى القصر العيني التابع لجامعة أسيوط بحجة وجود إصابة بسيطة، لكن ما تبين لأسرته فيما بعد أنه فارق الحياة قبل وصوله لمستشفى البداري.

 

حرر والد علي محضر برقم 703 إداري نيابة البداري، بما حدث متهماً قوات الأمن بمقتل نجله خاصة بعد تعرفه على 2 من المخبرين المصاحبين للقوة الأمنية التي أطلقت الرصاص عليه، لكنه لم يتوصل لأسماء الضباط، لكنه فوجئ بالقسم يٌرسل محضر باسم "عبد الله عامر سيد" بمقتله أثناء تبادل إطلاق النار بينه وبين الشرطة.

 

رفضت الأسرة تسلم جثمان يحمل اسم شخص آخر، وصممت على تحرير محضر وتغيير الاسم ليتمكنوا من دفنه، وذهبوا في اليوم التالي لتسملها بعد إصرارهم على تحرير محضر باسمه الصحيح.

 

وتابع علاء:"لا نعلم حتى الآن لماذا قتلوه؟، لم يتهم في قضية من قبل وليس لديه أحكام، لكننا نعلم أن حقه لن يأت وحق اللي مات بيروح".

 

مقالات متعلقة