أرعب الإسرائيليين منذ صغره، وتعهد بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بالقوة، يراه الاحتلال "متطرفا يمثل التيار الأكثر تعنتا داخل حماس"، وتصنفه الولايات المتحدة إرهابيا، ويراه فلسطينيون القبضة الحديدية داخل حركة حماس.
إنه يحيى السنوار الرئيس الجديد لحركة حماس في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، بعد الانتخابات الداخلية في الحركة التي جرت منذ 10 أيام.
السنوار الذي كسر كلاسيكيات حركة حماس بأن يتولى عسكري القيادة السياسية للحركة، تضعه إسرائيل على قوائم المطلوبين للتصفية في غزة، ويعتلى "قائمة الإرهابيين الدوليين" المطلوبين لدى واشنطن منذ 2015.
في مدينة المجدل التابعة لعسقلان المحتلة جنوب إسرائيل كان ميلاد سنوار 1962 لأسرة لاجئة، ونشأ في مخيم اللاجئين خان يونس، وبعد 20 عاما من مولده كان أحد الأسرى في سجون الاحتلال وأفرج عنه بعد أيام ليعود لمحبسه من جديد في العام نفسه بحكم إسرائيلي يقضي بحبسه 6 سنوات بدعوى المشاركة في أنشطة ضد الاحتلال.
عندما كان في عمر الـ 25 حدد السنوار وجهته بأن يصبح فردا في جماعة الإخوان حماس، وترقى فيها سريعًا ليمر على مناصب قيادية كثيرة في الحركة، بدءًا من رئيس "الكتلة الإسلامية" أثناء دراسته اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في غزة فقد كان رئيس الجناح الطلابي للإخوان المسلمين.
وبعد تخرجه عمل في مجلس الطلاب للجامعة لمدة خمس سنوات، تنقل ما بين أمين اللجنة الفنية، واللجنة الرياضية، وثم أصبح نائبًا لرئيس المجلس، فرئيساً للمجلس ثم نائبا للرئيس مرة أخرى.
قتال الإسرائيليين كان مسيطر على السنوار منذ صغره، فشن وزملاؤه عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال في غزة تحت مسمى جهاز "المجد" الذي أسسه وهو في الثالثة والعشرين من عمره.
يد السنوار منذ القدم كانت غليظة أيضًا على أبناء جلدته الذين يتعاونون مع الاحتلال فكان لهم بالسيف، وهو نفس التوجه الذي سلكه منذ أن شكل جهاز المجد وحتى أن أصبح شيخا.
وواصل السنوار عمله العسكري بعد تأسيس حركة حماس، وكان يمثل حلقة الوصل للربط بين الجناح العسكري الذي قاده محمد ضيف وبين الجناح السياسي الذي رأسه هنية، وارتقى بالحركة حتى أصبح فيما بعد مشرفا على الجناح العسكري "كتائب عز الدين القسام".
تأسيس جهاز"المجد" و"المجاهدون الفلسطينيون" وهو أول كيان عسكري لحركة حماس هي التهم التي دفعت المحاكمة الإسرائيلية للحكم على السنوار بمجموع أحكام تخطى الـ100 عام، بدأ عدها داخل السجون الإسرائيلية من العام 1988.
في سجن نفحة جمّع يحيى السنوار حوله نشطاء مخلصين له، ومن بينهم خرج أشخاص تولوا قيادات في حركة حماس، مثل توفيق أبو نعيم رئيس جهاز الأمن الداخلي في القطاع، و روحي مشتهى مسؤول ملفّ الأسرى.
ينتمي السنوار صاحب الـ55 عاما لأسرة تسير على نفس نهجه، فقد كان شقيقه محمد السنوار أحد المشاركين في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006.
لم يكن رئيس الحركة الجديد ليرى نور الحرية من جديد لولا الصفقة التبادلية التي عقدتها حماس مع إسرائيل لتسليم الجندي الإسرائيلي "شاليط" 2011 في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين كأن سنوار القابع في سجون إسرائيل 23 عاما.
" لن يهدأ لي بال حتى أفرج عن الأسرى الفلسطينيين بالقوة" تعهد قطعه السنوار على نفسه في حشد كبير احتفالا بإطلاق سراحه في قطاع غزة.
بعد عام من الإفراج عنه نجح الرجل الغامض الذي لا يظهر في الكثير من المواسم في اقتناص عضوية المكتب السياسي لحماس وأسند إليه ملف الإشراف على كتائب عز الدين القسام لما له من رصيد في العمل العسكري ضد الاحتلال.
اعتبرته وسائل الإعلام الإسرائيلية انتخاب السنوار يشير إلى تزايد قوة الخط المتشدد والقيادة العسكرية داخل حماس بقطاع غزة، فتراه أقوى رجال الجناح العسكري في حماس.
تصفه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه "رئيس جناح الصقور في القيادة الغزاوية"