محمد كامل: «المحليات» من نصيب رجال مبارك.. والمعارضة قادرة على تقديم بديل رئاسي بشرط

الدكتور محمد كامل ، نائب رئيس حزب الوفد السابق

برز اسمه من خلال صراعه الانتخابي مع الراحل كمال الشاذلي، عضو الهيئة العليا للحزب الوطني، في دائرة الباجور، والتي أصبحت من أكثر الدوائر الانتخابية منافسة عام 2000، كما أنه أحد أقطاب حزب الوفد الذين تركوه رفضاً لسياساته الحالية.

 

وتحدث محمد كامل، المحامي والبرلماني السابق، ونائب رئيس حزب الوفد السابق، لـ مصر العربية، عن أوضاع المحامين وأزمة جزيرتي «تيران وصنافير»، كما تأسف على الوضع الذي وصلت له ثورة 25 يناير عقب مرور 6 سنوات عليها.

 

حزب الوفد لم يعد «بيت الأمة» ويوافق الدولة في كل شيء

 

25 يناير ثورة تعتبرها الدولة «وصمة عار»

 

التصالح مع رموز مبارك تجارة بكرامة الدولة

 

نادم على صراعي مع رجال مبارك لبقاء الوضع كما هو عليه

 

المعارضة قادرة على تقديم بديل رئاسي بشرط

 

وإلى نص الحوار..  

ما تفسيرك للاضطرابات التي نسمع عنها كل فترة مع القُضاة؟

 

السبب يرجع لانتشار ظاهرة أبناء العاملين بمؤسسات الدولة ومنها القضاء، وذلك دون استيفاء الشروط المطلوبة في كثير من الأحيان، مما يجعلهم لا يتعاملون بشكل لائق مع الفئات التي تحتك بهم، ومنهم المحامين، الذين يشعرون أحياناً بعدم معاملة القضاء لهم بشكل جيد وهذا يحدث فعلاً، الأمر الذي يتسبب في مشاكل بين الطرفين.

 

برأيك ماهي المشاكل التي تعترض مهنة المحاماة؟

 

إن كل شخص يحصل على ليسانس حقوق يُصبح عضواً بنقابة المحامين، حتى أصبح ثلثا المقيدين بها لا يعملون بالمهنة، ويشاركون من يعملون بها في دخل النقابة والمعاشات، ومشكلة النقابات في مصر يجب تنظيمها، فمنذ العصور الوسطى كان لكل مهنة شيوخ، يتدرب لديهم الراغبون في امتهان هذه المهنة، ولا يعملون بها حتى يُعطوهم الإجازة؛ لذلك يجب تنظيم المهن، ففي أمريكا الذي إذا ما قورن اقتصادها بنا سيكون كل جنيه لدينا يقابله لديهم مليون، عدد المحامين في الـ50 ولاية أقل من المحامين بالقاهرة فقط.

 

يُفهم من حديثك .. أنك مع ضوابط تجديد العضوية للمحامين؟

 

طبعاً.. وتأخرت كثيراً؛ لأنه لا يجب مساواتي كمحامي ممارس بزميل لم يمتهن المحاماة نهائياً.

 

لديك تجربة سابقة في انتخابات نقابة المحامين.. هل تنوي تكرارها؟

 

لا؛ لأنه ليس هناك نية صادقة لدى الحكومات المتعاقبة منذ 1952؛ لمتابعة المهن على نحو جيد، مثلما يحدث في كثير من الدول، إضافة لعدم تعديل القانون بما يجعل عدد المحامين الذي يدخلوا النقابة بقدر احتياج المهنة.

 

نتطرق لـ «تيران وصنافير» هل أغلق حكم «الإدارية العليا» الملف نهائياً؟

قانونياً انتهى هذا الأمر بمحكمة الإدارية العليا الرائع، ولكن يبدو أن هناك اتجاها للجوء للتحكيم الدولي، وهذا لن يحدث إلا بقبول مصر لهذا الأمر، وما أخشاه هو موافقة الدولة على الذهاب للتحكيم الدولي؛ بهدف الحفاظ على علاقتها بالسعودية؛ لأننا حينها قد نخسر القضية؛ لعدم اطمئناني للمحكمين الدوليين حينها. إذا وافقت مصر على الذهاب للتحكيم الدولي.. من يُمثلها؟

هذه مشكلة، فأقل شىء هو تمثيل مصر من قبل أناس بعيدين عن أجهزة الدولة، خاصة مع إقرارها بسعودية الجزيرتين من قبل، كما أن الموظفين بالدولة سيتحدثون بلسانها وهذا سيكون في صالح السعودية. وأعلن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أنها أراض ملكية خاصة للدولة ووضع بها نقطة شرطية، ثم حولها لمحمية طبيعية، وهذا عقب الاتفاقية الدولية لترسيم الحدود البحرية، وبالرجوع للتاريخ نجد أن ألمانيا حاولت في الحرب العالمية الأولى التواجد بهذه المنطقة، إلا أن الخديوي عباس بمشاركة الدول العربية بما فيهم السعودية وقفوا لها ومنعوها.

 

هل يحق للبرلمان تمرير «تيران وصنافير»؟

 

الاتفاقية ليست من اختصاص المحكمة الدستورية، والبرلمان لا يستطيع تمريرها، ولكن ما أخشاه هو مناقشته لها، في ظل صدور حكم قضائي ببطلانها.

 

هل تسببت الجزر في توتر العلاقات المصرية السعودية؟

لها نصيب كبير من هذا التوتر، ولكن للأسف تجاهلنا حقيقة تاريخنا، فمصر حتى 1842 كانت دولة حجمها كبير، ويكفي أن تقرأ معاهدة لندن لهذا العام؛ لتعرف هذا الأمر، وتكتشف أن السعودية لم تكن حينها سوى سلطنة الدرعية فقط، ومصر بموجب هذه المعاهدة تركت الحجاز التي كانت ضمن حدودها لآل سعود، فحدودنا كانت تبدأ من بعد الحديدة باليمن وتقف عند خليج العقبة.

 

لماذا عُدت للحياة السياسية مرة أخرى عقب استقالتك من حزب الوفد؟

 

أعُجبت بأفكار الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ورغبة في التواجد مع حزب يسير في الاتجاه الصحيح، وسبب تركي للسياسة أن الأحزاب أصبحت تتمايل مع الريح، ولا تتخذ مواقف واضحة تجاه القضايا المختلفة التي غالبها يهم المواطنين.

 

لماذا تركت حزب الوفد بعد كل السنوات التي قضيتها بداخله؟

حزب الوفد لم يعد«بيت الأمة» فأصبح موافقاً على كل شيء، ويتعامل بمبدأ « أي حاجة تقولها الدولة موافقين عليها»، وهذا موقف غير صحي ولا يليق بتاريخ الوفد، كما أنه غير منطقي؛ لأن الأخوة في بيت واحد يختلفون في بعض الأمور ولا يتفقون دوماً. ونحن حاولنا تغيير هذا الوضع، ولكن لم نستطع، فالحزب منذ تولية المرحوم نعمان جمعة رئاسته، أصبح يتخذ مواقف لا تليق به، مثل الدفاع عن الوزير السابق يوسف والي، بنشر صورة بالصفحة الرئيسية لجريدة الوفد لدولابه لايحتوي سوى على بدلة واحدة، في إشارة لنزاهته.

وعندما أقرا عن الخلافات الدائرة حالياً بين الدكتور السيد البدوي وفؤاد بداروي، أتحسر على تاريخ الوفد، الذي مات رئيسه مصطفى النحاس وهو لا يمكل شيء ويسكن في بيت بالإيجار.

 

بعد مرور 6 سنوات على ثورة 25 يناير.. ماذا تقول عنها؟

عندما حدثت الثورة كنت بالخارج وتوقع الجميع حينها حريق مصر، مثلما حدث في 1952، ولكننا رأينا ثورة ناصعة البياض، يُنظف الشباب الميادين بعد رحيل النظام، وكنت أسعد عندما أمر بمطار القاهرة عند سفري وأرى بوسترات تحمل الإشادات التي قيلت بحقها من قبل زعماء ورؤساء غالبية الدول حول العالم، ولكن المؤسف أنها بعدما كانت ناجحة يُنظر لها حالياً باعتبارها «وصمة عار» لدرجة أن الدولة أزالت البوسترات التي كانت بمطار القاهرة فهي تراها مشكلة، ولم تُحقق في موقعة الجمل حتى الآن.

 

كيف ترى التصالح الدائر حالياً مع رموز نظام مبارك؟

 

هذه تجارة بكرامة الدولة، واللجوء لأخذ الفلوس من رجال مبارك نتيجة لحاجتنا الملحة، وعدم قدرة الدولة السيطرة على هؤلاء الأشخاص من الخارج أو استراداد الأموال المهربة؛ لأن الأحكام الصادرة بحقهم كان يجب مراعاة صدورها على نحو يمكن قبوله في هذه الدول من حيث التحقيقات، وما أغفلته الدولة أن الفلوس المهربة أخذت شهادات من مكاتب عالمية بأنها دفعت الضرائب الواجبة عليها، بما يعني أن هذه الأموال وأن كانت حُصل عليها بنحو مخالف إلا أنها معترف بها في هذه الدول.

 

هل سوء الأوضاع حالياً سواء اقتصادياً أو سياسياً أدخل ندماً في قلبك على معاركك السياسية ضد الشاذلي وعز؟

 

بالفعل، فعندما أنظر للخلف وأجد ما صارعنا من أجله نظام مبارك مازال موجوداً حتى الآن، مثل عدم تساوي الفقراء في حقوقهم مع الآخرين، وخير مثال أن هناك شخص يُدعى فريد قطب ابنه ضمن العشرة الأوائل على الجمهورية ولا يجد له عملا حتى الآن بسبب الواسطة التي أصبحت أساس للتعيين.

 

ماهي أبرز الصعوبات التي كانت تواجهك مع «الشاذلي وعز»؟

 

بداية لم نتعرض لتهديدات أمنية، ولكن الأمن كان يتدخل لتزوير الانتخابات لصالح مرشحي الحزب الوطني، وتم ضرب النار علينا أنا وأخي إبراهيم الذي كان ينافس عز أكثر من مرة أثناء جولاتنا الانتخابية، كما لُفقت لي تهمة « محاولة قلب نظام الحكم»، عقاباً على عقدي مؤتمر شبابي بالباجور، كما بُلغت من محافظ المنوفية أن هناك خطة لقتلي. وأود التأكيد أنه رغم كل هذه المضايقات، إلا أنه كان هناك بعض الحرية في هذه الفترة أكثر من الآن، والأمن لم يكن راض عن الدور الذي رسمه له النظام.

 

باعتبارك برلماني سابق.. كيف ترى المجلس الحالي؟

تشكيلته غريبة جداً، فلم أرى في حياتي بمصر مثل هذا البرلمان، وهذا ليس تجريحاً في أحد، ولكنه منقسم بشكل حاد ومُناقض لنفسه، ونحن بمصر رأينا برلمانات وقيادات أفضل في عهد مبارك، والتي كان يتواجد بها أشخاص يعبرون عن الجماهير، وهذا يُحسب لمبارك.

 

تراجعت شعبية الرئيس السيسي.. هل تتفق مع هذا الطرح وهل المعارضة قادرة على طرح بديل؟

 

لا يجب إغفال أن قرار «تعويم الجنيه» أثر على شعبية الرئيس؛ لأن أي قرار يؤثر على قوت المواطن اليومي ينعكس بالسلب على النظام السياسي أياً كان هو، ويُخفي أي نجاح يتحقق في مجالات أخرى، والمعارضة قادرة على طرح بدائل، ولكن شريطة إتاحة الفرصة لهم لعرض أنفسهم وبدائلهم، فالكفاءات موجودة بمصر.

 

من سيُسيطر على انتخابات المحليات المقبلة؟

طبيعي أنها ستكون لرجال مبارك؛ لأن الناس ستنتخب المرشح القريب منهم والذي يُساعدهم دوماً في قضاء احتياجاتهم، وكل هذه العوامل تتوافر لديهم دون غيرهم.

 

مقالات متعلقة