قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن قوات الأمن المصرية تحقق نجاحات كبيرة ضد تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المحلي لـ"داعش" في سيناء، والذي شهدت عملياته خلال الشهور الأخيرة تراجعا كبيرا سواء من حيث الكم أو الكيف.
وأشار "عاموس هرئيل" المحلل العسكري للصحيفة إلى أن التنظيم يواجه أزمة كبيرة على خلفية تشديد الخناق عليه من القوات المصرية، وحركة حماس في قطاع غزة على حد سواء، لافتا إلى أن "ولاية سيناء" يحمل إسرائيل مسئولية حالة الضعف التي وصل إليها، بقوله إنها تقدم مساعدات ودعما استخباريا للقوات المصرية العاملة بسيناء.
إلى نص المقال..
حققت قوات الأمن المصرية خلال الشهور الأخيرة سلسلة نجاحات عملياتية حقيقية في الحرب على جناح داعش بسيناء، "ولاية سيناء"، وهو ما فاجأ دوائر الاستخبارات الإسرائيلية. بدا أنّ المصريين نجحوا في النيل من عدد كبير نسبيا من عناصر داعش، من بينهم قادة كبار بسيناء. نتيجة لذلك، يجد التنظيم صعوبة مؤخرًا في تنفيذ هجمات إرهابية واسعة مثلما اعتاد أن يفعل في السابق، وكذلك لوحظ تراجع أيضا في عدد الهجمات التي ينفذها أسبوعيا.
يتهم "ولاية سيناء" إسرائيل بتقديم الدعم الاستخباري لمصر في حربها ضده، وكذلك بالمشاركة في الهجمات الجوية التي استهدفت قادته. تؤكد إسرائيل ومصر أن هناك تنسيقا أمنيا بينهما. في يوم الأربعاء الماضي أطلقت 4 صواريخ جراد من سيناء على مدينة إيلات، من على بعد 40 كيلومتر تقريبا. تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض ثلاثة صواريخ فيما سقط الآخر في منطقة مفتوحة. نشر "ولاية سيناء" بيانا أعلن فيه مسئوليته على القصف.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديث للإذاعة المصرية منذ شهر تقريبا، إنه جرى نشر 41 كتيبة تضم ما بين 20 إلى 25 ألف مقاتل في المنطقة التي تدور فيها المعارك ضد جناح داعش. وزعم خلال الحديث أن مصر تتصدى بنجاح للإرهاب في سيناء.
تتضمن عملية الانتشار المصري أيضًا استخدام طائرات ومروحيات مقاتلة ودبابات، إلى جانب انتشار موسع للغاية لقوات التي يسمح بها الملحق الأمني لمعاهدة السلام مع إسرائيل. جرى تنفيذ تلك الخطوات بالتنسيق مع إسرائيل، في ضوء التهديد الذي يعكسه جناح داعش على النظامين.
تحدث السيسي لوسائل الإعلام في أعقاب الهجوم الذي شهدته مدينة العريش بشمال سيناء، وقتل فيه 9 من عناصر الأمن المصري نتيجة انفجار عربة قمامة مفخخة. قوة التفجير شديدة نسبيًا مقارنة بالفترة الأخيرة. وبحسب بيانات نشرها "ولاية سيناء" في السابق، نجحت عناصره في قتل أو إصابة نحو 100 من قوات الأمن المصرية بسيناء بين أكتوبر 2015 وأكتوبر 2016. تعتبر هذه التقديرات موثوقة. إذ يعتقد أن عدد القتلى المصريين تراجع في الشهور الأخيرة إلى 10 قتلى أو أقل أسبوعيا- وهو عدد كبير بالمقاييس الإسرائيلية، لكنه على ما يبدو ثمن يمكن للمجتمع المصري دفعه.
نقل “ولاية سيناء" النسخة الحالية لـ"أنصار بيت المقدس"، ولاءه من القاعدة لداعش نهاية 2014. وفي الشهور التي تلت ذلك شدد قبضته على المنطقة التي تقطنها قبائل بدوية بشمال سيناء. لكن فشلت محاولة طموحة قام بها صيف 2015 للسيطرة على منطقة الشيخ زويد، رغم انتهاء الهجوم بعشرات القتلى في صفوف قوات الأمن المصري. منذ ذلك الوقت، يتعذّر على التنظيم الحفاظ على سيطرة واضحة على المجال الذي يمكن أن يصنفه على أنه خاضع له، وذلك رغم تواجده في شمال شرق سيناء.
ما زال "ولاية سيناء" يتمكن من تنفيذ ما بين 5 إلى 7 هجمات في المتوسط أسبوعيًا، معظمها هجمات بعبوات ناسفة وكذلك عمليات قنص وإطلاق قذائف هاون على القوات المصرية.
قال مصدر في المخابرات الإسرائيلية لـ"هآرتس" :”نرى منذ عدة شهور تغيرًا كبيرًا في نتائج القتال، لصالح الجيش المصري. ضخ المصريون في المنطقة الكثير من القوات التي لا يمكن لولاية سيناء مواجهتها".
يضم التنظيم في صفوفه قرابة 1000 مقاتل. غالبيتهم بدو من مواليد سيناء، لكن هناك تقديرات بأن جزءًا من المقاتلين هم متطوعون أتوا إلى سيناء بعد مشاركتهم في القتال بالعراق وسوريا. بين الناشطين الرئيسيين في سيناء هناك أيضًا مواطنو دول أخرى. وإلى جانب الهجمات الكثيفة على عناصر داعش، يشنّ الجيش المصري عمليات اعتقال، ويمسك أسبوعيا بعشرات المشتبهين ويحقق معهم.
لوحظ خلال الشهور الماضية أيضًا تراجع في علاقات ولاية سيناء والجناح العسكري لحماس في قطاع غزة. تسعى حماس على ما يبدو لتقليص علاقاتها مع داعش، على خلفية تقاربها مع مصر وأملها بأن يوافق نظام الجنرالات في القاهرة على تسهيلات وساعة في الحركة من وإلى القطاع عبر معبر رفح.
لا ترصد المخابرات الإسرائيلية في هذه المرحلة اهتمامًا خاصًا من قبل ولاية سيناء بتنفيذ هجمات طموحة ضد إسرائيل. إذ تشير تقديرات معقولة إلى أن القتال ضد قوات الأمن المصرية يحتل صدارة جدول أعمال التنظيم. مع ذلك، من وقت إلى آخر يعمل ضد أهداف إسرائيلية- كإطلاق صواريخ الكاتيوشا على إيلات الأسبوع الماضي- للحفاظ على توزان ردع ضد إسرائيل، وبهدف التأكيد على أنه قادر على تصفية حسابه معها حول المساعدات التي تقدمها على حد قوله للمصريين في حربهم ضده.
الخبر من المصدر..