شهدت الأسواق الغزية تدفقًا ملحوظاً للبضائع المصرية التي تعبر للقطاع إما عبر الأنفاق على الحدود الفلسطينية المصرية، أو عبر معبر رفح البري في حالات فتحه التي باتت متقاربة مقارنة بالفترة السابقة.
تدفق البضائع المصرية لأسواق غزة ناتج بدون شك عن تقارب حركة حماس مع مصر في ظل الزيارات المتكررة لقيادات الحركة للقاهرة على أمل أن تزداد نسبة وجود البضائع المصرية في الأسواق التي باتت بدون شك كما يقول التجار، وأصحاب المحلات التجارية منافسًا شرسًا للبضائع الإسرائيلية مرتفعة الثمن, والتي غزت أسواق غزة بعد إغلاق الأنفاق, والإغلاق المستمر لمعبر رفح حيث يفضل سكان غزة البضائع المصرية لانخفاض ثمنها وجودتها.
"مصر العربية" ترصد في هذا التقرير كيف غزت البضائع المصرية المحال التجارية, والأسواق؟, وما هي توقعات المحللين الاقتصاديين عن الفترة القادمة في العلاقة مع القاهرة من الناحية الاقتصادية؟
وقال المحلل السياسي محمد أبو شباب إنه "من الواضح تماماً اختلاف الوضع بين القاهرة وغزة اليوم عن الأمس, وهذا ترجم بعودة البضائع المصرية لغزة, وبالتأكيد ليس هذا صدفه بل ناتج عن تقارب بين حماس والقاهرة.
وتابع: غزة بحاجة للقاهرة والعكس، حيث يمكن أن يصل حجم التبادل التجاري إذا ما تم تطويره من 4- 7 مليار دولار سنوياً على المدى البعيد".
وأكد أبو شباب أن إسرائيل هي الخاسر الأكبر من تدفق البضائع المصرية بأنواعها المختلفة لأسواق غزة على كافة الصعد, وهي تحاول عرقلة هذا التقارب بكل الوسائل، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه ستخلو الأسواق الغزية من البضائع الإسرائيلية بشكل كبير وتحل محلها المصرية منتصف هذا العام".
في حين أكد الباحث في مجال الاقتصاد نهاد نشوان لـ"مصر العربية" "يجب التقارب أكثر مع القاهرة, والتحرك من أجل التحرر من التبعية الاقتصادية لدولة الاحتلال التي تمنع عشرات أصناف البضائع من الدخول لغزة تحت ذرائع أمنية.
وأشار نشوان إلى أن غزة على أعتاب مرحلة تجارية جديدة إذا ما استثمرت الجوانب السياسية بشكل جيد من أجل التخفيف من معاناة غزة خاصة, وأن البضائع المصرية أقل ثمناً مقارنة بالبضائع الإسرائيلية.
وتجولت كاميرا "مصر العربية" في المحال التجارية في غزة لرصد البضائع المصرية، وقال محمد حلس الذي يعمل في محل تجاري بمدينة غزة: "هناك وجود كبير للبضائع المصرية في رفوف المحال التجارية في قطاع غزة, أنواع كثيرة من المواد الغذائية تدفقت لغزة, وتسببت في انخفاض الأسعار مقارنة بالبضائع الإسرائيلية".
في حين يقول صخر صيام الذي يعمل بائعاً في محل تجاري: "الألبان المصرية بأنواعها المختلفة حرمنا منها لعدة سنوات, وهي الآن موجودة بكثرة, وطبعاً معظمها يكون عبر الأنفاق, ونأمل بأن يتطور الوضع أكثر خلال الفترة القادمة بزيادة حجم ونوع البضائع المصرية الواردة لغزة".
وكانت قيادات بارزة في حركة حماس أكدت أكثر من مرة أن الفترة القادمة ستشهد انفراجة أكبر في علاقة غزة بالقاهرة, وسط آمال بالشروع في إقامة منطقة تجارة حرة بين القاهرة وغزة, والتخلص من القيود والتبعية للاقتصاد الإسرائيلي وإن كان هذا التقارب التجاري بين غزة والقاهرة يواجه العديد من العقبات السياسية سواء على الصعيد الداخلي الفلسطيني, أو على صعيد الاحتلال الإسرائيلي الذي ينتفض غضباً من هذا التقارب.