قال الدكتور محمد مختار، رئيس شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء، والمشرف على تنفيذ محطة العاصمة اﻹدارية الجديدة، إن تأثير قرار تعويم الجنيه على تنفيذ مشروع العاصمة كان محدودا لعدة أسباب.
وأضاف مختار، في حواره لـ"مصر العربية"، أن التعاقدات تمت بالعملة الصعبة "اليورو"، ما ساهم في ثبات المبلغ المحدد لها، قبل أن يستدرك: "إلا أنه خلال فترة سداد القرض المتعلق بالمشروع، سيظهر تأثيره حينها لانخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية.
وأوضح أن الشركة تقوم حاليا بإنشاء مشروع محطة كهرباء غرب القاهرة، بقدرة تصل إلى 650 ميجاوات، ومن المقرر أن يتم افتتاحه وتشغيله مطلع عام 2019، فضلا عن مشروع كهرباء 6 أكتوبر بقدرة تبلغ 326 ميجاوات سيتم افتتاحه فى مطلع شهر أكتوبر 2018.
وردًا على سؤال حول أهمية بناء محطات جدية رغم وجود فائض، قال مختار إن محطات الكهرباء تحتاج وقتا طويلا ﻹتمام تنفيذها، ومع وضع الدولة خطط جديدة لجذب اﻻستثمار؛ فمن الضروري أن يتم عمل بنية تحتية جيدة، والكهرباء تعد من أهم عوامل جذب اﻻستثمار.
كما تطرق الحوار إلى مديونية الشركة إلى وزارة البترول، وكذلك إلى التعيينات الجديدة بوزارة الكهرباء وإلى أسباب الانقطاعات المتكررة في الفترة الأخيرة بالصعيد رغم الحديث عن وجود فائض، وكذلك أزمة توقف أرامكو السعودية عن إمداد مصر بالبترول وتأثيرها على شركات الكهرباء.
وإلى نص الحوار:
من المسئول عن تنفيذ كهرباء محطة العاصمة اﻹدارية الجديدة؟
تعد الشركة القابضة لكهرباء مصر هى المشرف الأول والرئيسي على تنفيذ مشروعات شركة "سيمنس" ﻹنشاء ثلاث محطات" منها محطة العاصمة الإدارية الجديدة، وبني سويف ومحطة البرلس"، ومن خلالها تم تكليف رؤساء الشركات الإنتاج التي تقع الشركة في نطاق المحيط التابع له، وبالفعل تم تكليفي باﻹشراف على شركة العاصمة اﻹدارية الجديدة.
كم عدد الوحدات التي تم دخولها للشبكة القومية حتى اﻵن؟
حتى اﻵن تم تشغيل وحدتين 24 و 41 ويتم اﻵن انهاء اﻻجراء التجاري لهما قبل دخولهما على الشبكة القومية، ومن المقرر أن يتم دخول ثلاث وحدات في شهر نوفمبر المقبل، بقدرة إنتاجية تصل إلى 1200 ميجاوات، ومن بعدها يتم تشغيل الوحدات البخارية للوحدتين 14 و 42 للوصول إلى إنتاج 1400 ميجاوات.
ومن المقرر أن تدعم محطة العاصمة اﻹدارية الجديدة محافظات القاهرة الكبري، المتمثلة في محافظة القاهرة والجيزة والقليوبية، وبشكل أوضح تقوم بدعم محطات شركة القاهرة ﻹنتاج الكهرباء، وبعد ذلك يتم تصدير التيار للشركات والمناطق اﻷخرى التي تحتاج إلى دعم بسبب نقص اﻹنتاج لديها.
بما أننا لدينا فائض في اﻹنتاج، لماذ نقوم بإنشاء محطة جديدة؟
من المعروف أن محطات الكهرباء تحتاج إلى وقت طويل ﻹتمام تنفيذها، ومع وضع الدولة خطط جديدة لجذب اﻻستثمار؛ فمن الضروري أن يتم عمل بنية تحتية جيدة، والكهرباء تعد من أهم عوامل جذب اﻻستثمار.
كم عدد العمالة المطلوبة فعليا لتشغيل محطة العاصمة اﻹدارية الجديدة؟
على حسب الدراسة التي أجريت حتى اﻵن فمن المقرر أن يتم تشغيل المحطة بـ 100 مهندس و 100 فني، وجميعهم مصريون، للقيام بأعمال التشغيل والصيانة، وبالفعل تم اختيارهم عن طريق إعلان تم نشره، وتم إجراء إختبارات لهم ونظمت وزارة الكهرباء بعثات تدريبية لهم في ألمانيا.
ولكن العدد الذي تم اختياره يعد نسبيا بشكل كبير، ومن المقرر أن يتم إعادة النظر في تلك اﻷعداد مرة أخرى بعد تشغيل المحطة والنظر إلى حساب العجز والزيادة التي تحتاجها المحطة.
ما مدى تأثير تعويم الجنيه على تنفيذ مشروع محطة العاصمة اﻹدارية الجديدة؟
يعد تأثير قرار تعويم الجنيه على تنفيذ مشروع العاصمة اﻹدارية الجديدة محدودا للغاية، ويرجع ذلك إلى أن التعاقدات تمت بالعملة الصعبة "اليورو"، وبذلك تتم عمليات الشراء بالعملة الصعبة أيضا، مما يساهم في ثبات المبلغ المحدد لها.
ويتضح تأثير ارتفاع سعر الدوﻻر وتعويم الجنيه خلال فترة سداد القرض المتعلق بالمشروع، وخاصة أن قيمة الجنيه دائما في انخفاض مستمر، ويظهر ذلك حينها من خلال ارتفاع قيمة العملة الصبعة.
ماهو النطاق الذي تقوم شركة القاهرة ﻹنتاج الكهرباء بدعمه وتغذيته بالتيار؟
الشركة تقوم بإمداد ودعم محافظة القاهرة وبجانبها محافظة الجيزة إضافة إلى محافظة القليوبية، وتمتلك الشركة 12 محطة توليد كهرباء، ومنها 3 محطات تم تنفيذها ضمن الخطة العاجلة عام 2015 لتغطية العجز والقضاء على انقطاع التيار، وتم تصميم كل محطة بقدرة 50 ميجاوات. وتتمثل الشركات التابعة لشركة القاهرة لإنتاج الكهرباء في محطة شمال القاهرة، وجنوب القاهرة، والتبين، ومحطة وادي حوف، وفي الجيزة توجد محطة شمال الجيزة، و 6 أكتوبر، وشبرا الخيمة، ومحطة غرب القاهرة، وتمتلك تلك المحطات قدرة بإجمالى 9050 ميجاوات. هل استطاعت الشركة القضاء على انخفاض الجهد وسد العجز في الإنتاج؟ بالفعل أصبح لدينا قدرة على سد العجز وتم التغلب بشكل نهائي على ظاهرة اﻻنقطاعات، وظهر ذلك بشكل واضح خلال الصيف المنصرم، حيث تم تحقيق فائض بنسبة كبيرة، ويرجع سبب قدرتنا على مواجهة فصل التيار والخروج اﻻضطراري إلى تنفيذ جدول خطة الصيانة الموضوعة بشكل كلي كما هو موضوع. وتم وضع جدول زمنى مقنن لتنفيذ خطط الصيانة للمحطات بشكل دقيق في فترات زمنية محددة، ودائما ما يتم وضعها في شهر سبتمبر استعدادا للبدء فيها بداية من أول شهر أكتوبر على أن تنتهي في 30 أبريل. وارتفعت نسبة إنتاج الشركة للتيار عن المخطط لها بنسبة تتراوح من 8 إلى 10% عن السنة الماضية.
ماهي التكلفة الحقيقية التي تتحملها الشركة لصيانة المحطات؟
تختلف التكلفة الفعلية لجدول الصيانة كل سنة عن اﻷخرى، كما تختلف أنواع الصيانة بحسب نوع الخطة الموضوعة لها، فمثلا الوحدات الغازية تختلف بحسب وحداتها وعلى سبيل المثال أحيانا يتم تنفيذ برنامج بتكلفة 4 ملايين للوحدة وأحيانا تصل تكلفتها إلى 100 مليون. وتختلف أنواع الصيانة بحسب الوحدات المنفذة، أحيانا تشتمل الخطة على كشف غرف اﻻحتراق وأحيانا الكشف على التوربينة، ولكن في الغالب يبلغ متوسط تكلفة برنامج الصيانة من 600 إلى 700 مليون جنيه في السنة.
ما هي أبرز العوامل التي ساهمت في انقطاع التيار في الفترات السابقة؟
يأتي في مقدمة أبرز العوامل التي ساهمت في انقطاع الكهرباء وتخفيف اﻷحمال، نقص الوقود وعدم توفير الكميات اللازمة لتشغيل المحطات، لدرجة أن بعض المحطات توقفت بشكل نهائي والتيار منقطع عن المواطنين دون القدرة على تشغل المحطة، حتى تم التدخل من الجهات السياسية وتوفير مراكب لجلب واستيراد الوقود من الخارج عن طريق البحر المتوسط، وتم تحويل الغاز من سائل إلى غازي وتم تشغيل المحطات بشكل فوري.
الدولة تقوم بحل أزمة الغاز الطبيعي حاليا عن طريق اﻻستيراد من الخارج، إلى أن يتم توفيره داخليا عن طريق الحقول التي تم اكتشافها مؤخرا وعلى رأسهم حقل ظهر، ومن المقرر أن يتم التوقف عن اﻻستيراد واﻻعتماد بشكل كلي على الانتاج المحلي مي منتصف عام 2018.
ويأتي العامل الثاني المتسبب في عملية انقطاع التيار هو عدم تنفيذ خطط الصيانة، وفي الحقيقة في أعوام اﻻنقطاع لم نقم بتنفيذ الصيانة للمحطات نهائيا، وذلك ﻷن إنتاج الوحدات كان محدودا للغاية وفي المقابل لن نستطيع أخذ فرصة خروج الوحدات وإجراء عمليات الصيانة لها.
كيف واجهتم انقطاع التيار وإجراء عمليات الصيانة؟
توجهت الوزارة إلى وضع خطة إسعافية بقدرة 3 آﻻف و200 ميجاوات تم تنفيذها في فترة زمنية قياسية جدا، وتم التعاقد على وحدات متنقلة لتغطية جميع المحافظات، بعدد 20 وحدة بقدرة 25 ميجاوات، تم تركيب 14 وحدة فى الصعيد و6 وحدات في القاهرة و14 وحدة في شرق القناة. كما تم تركيب وحدات غازية لمحطة غرب أسيوط لرفع كفاءتها، حتى تم سد العجز بشكل نهائي وأصبح لدينا فائض في الإنتاج حاليا تزامنا مع دخول محطات ومشاريع جديدة.
ما هو تأثير انسحاب شركة أرامكو على توفير وقود المحطات؟
لم يؤثر انسحاب شركة أرامكو السعودية في أكتوبر الماضي بأي نسبة على توفير الوقود للمحطات، بل يوجد لدينا حاليا احتياطي فائض في الوقود المتواجد بخزانات المحطات حاليا.
ويوجد تنسيق دائم مع وزارة البترول من خلال الشركة القابضة للكهرباء، من أجل التعرف على الكمية المتاحة للاستهلاك اليومي وكذلك التعاقد على الحصة الجديدة، وتستهلك الشركة بكافة محطاتها اﻻستهلاك الطبيعي لها دون وجود وضع حدود أو حواجز لها حيث تم استهلاك4437 مليون متر مكعب غاز فى عام 2014 /2015 وارتفعت كميته عام 2015/ 2016 إلى 7233 مليون متر مكعب، مما يكشف وجود عجز بشكل كبير أثناء فترات اﻻنقطاع.
وأوقفت أرامكو توريد مشتقات النفط لمصر، في أكتوبر الماضي، ما دفع الحكومة لتوريد كميات مع مصادر بديلة، قبل أن توقع اتفاقاً مع العراق يقضي باستيراد نفط البصرة خلال الفترة المقبلة.
وبتسهيلات كبيرة، كانت مصر تستورد مشتقات النفط من "أرامكو" السعودية (أكبر شركة نفطية في العالم)، بموجب اتفاق مدته 5 سنوات، تم توقيعه مع زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لمصر في إبريل الماضي.
هل هناك خطة لفتح باب التعيين بالشركة في الفترة الحالية؟
وزارة الكهرباء تنتهج حاليا خطة لتطبيق منظومة التعيينات بجميع قطاتها، بحيث يتم إصدار إعلانات الوظائف عن طريق الشركة القابضة لكهرباء مصر، ومن بعدها تم إسناد إجراءات التقديم واﻻختبارات إلى شركة "بريمير" لإجراء مقابلات مع المهندسين والفنيين المتقدمين للوظائف طبقا للإعلان المنشور بالجريدة الرسمية.
وبعد إجراء شركة المقابلات وإتمام الاختبارات للمتقدمين يتم ترحيل أوراقهم إلى الشركة القابضة التي تقوم بمباشرة إجراءات التعيين لهم، ولذلك يعد التعيين حاليا يسير بشكل مباشر.
وفي اﻵونة اﻷخيرة، تم فتح باب التعيين للمهندسين ومن بعدهم الفنيين، وتم اﻻنتهاء من اختبارات المهندسن ويتم حاليا إجراء اختبارات للفنيين.
كم تبلغ مديونية شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء للهيئات اﻷخرى؟
غالبا ما تكون مديونية الشركة إلى وزارة البترول، وذلك راجع إلى شراء الوقود منها بكميات كبيرة، حيث بلغت قيمة المديونيات في السنة المالية الماضية 12 مليار جنيه، ومن المقرر أن تحصل الشركة على دعم من وزارة المالية لسداد تلك المبالغ، ودائما ما يحدث مقاصات ثلاثية ما بين الشركة ووزارة البترول ووزارة المالية.
وفي المقابل، نجد أن الشركة لها مستحقات مالية أيضا لدى شركة نقل الكهرباء، ﻷن الشركة ﻻ تحصل على قيمة التيار الذي تم بيعه لشركة النقل في الحال، بل يتم سداد القيمة المالية على فترات، ويتم الحصول عليها أيضا عن طريق مقاصات للحصول على تلك المبالغ.
هل هناك عائد إيجابي من مشروع الربط الكهربائي مع الدول اﻷخرى؟
الربط الكهربائي يساهم في تحسين أداء شركات الإنتاج؛ ﻷنه يساهم في تشغيل المحطات بكامل كفاءتها بعد تشغيلها بكامل قدرتها الإنتاجية. وتساهم عملية الربط الكهربائي في عملية التبادل الإيجابي مع الدول اﻷخرى من خلال تصدير التيار في وقت انخفاض اﻻستهلاك لدينا، وفي المقابل نحصل على التيار الذي نحتاج إليه وقت الذروة لدينا أيضا.
ومن المقرر أن يتم اﻻنتهاء من عملية الربط الكهرباء مع السعودية عام 2018، بقدرة تصل إلى 3 آﻻف ميجا وات، واستيراد 3 آﻻف ميجاوات في وقت الذروة، ويتم ذلك عن طريق عملية تبادلية بين الطرفين. ومن المعروف أن عملية الربط الكهربائي تتم بتكلفة إنشائية كبيرة جدا، حيث إنه يتم عن طريق مد كابلات في البحر، وبالفعل تم البدء في تنفيذ المشروع وبدء المكتب اﻻستشاري لفحص خطوات المشروع حاليا.
ما سبب تكرار عملية انقطاع التيار في الفترة اﻷخيرة وخاصة بمحافظات الصعيد؟
انقطاع التيار حاليا ليس له أي علاقة بنقص اﻹنتاج، ﻷننا بالفعل نمتلك فائضا في اﻻنتاج، وخاصة أننا في فصل الشتاء، ولكن السبب الحقيقي يرجع إلى كثافة الشبورة المائية على خطوط النقل التي تحدث عازﻻ يؤدي إلى فصل دوائر التيار.
ويتعلق فصل التيار في تلك الحالة إلى شبكة نقل التيار، ولكن بمجرد انتهاء كثافة الشبورة يتم إعادة التيار في الحال وترجع اﻷمور إلى طبيعتها.
ماهي المشروعات الاستثمارية الجديدة التي تقوم الشركة بتنفيذها حاليا؟
تقوم الشركة حاليا بإنشاء مشروع محطة كهرباء غرب القاهرة، بقدرة تصل إلى 650 ميجاوات، ومن المقرر أن يتم افتتاحه وتشغيله مطاع عام 2019، وبالفعل تم التعاقد على اﻷعمال اإنشائية والتربينة والغلايات البخارية، ويتم حاليا القيام باﻷعمال اﻹنشائية للموقع.
كما أن هناك مشروعا آخر تقوم الشركة بتنفيذه، مشروع كهرباء 6 أكتوبر، وهو عبارة عن تحويل 4 وحدات غازية إلى دورة مركبة، وتم إسناده إلى شركة إيطالية، وبالفعل تم البدء أيضا في تجهيز موقع العمل،ومن المقرر أن يتم افتتاح المشروع بقدرة تبلغ 326 ميجاوات فى مطلع شهر أكتوبر 2018.