منذ انطلاق فعاليات أسبوع الموضة في نيويورك، بدأت العروض تزخر بالرموز السياسية وازدادت هذه الميول على مر الأيام لتتجلى بوضوح في عرض مارا هوفمان والتحية الموجهة من بروينزا سكولر إلى التظاهرات. وانتشرت المناديل البيضاء التي ترمز إلى الوحدة والشارات الزهرية دعماً للتخطيط الأسري والقبعات الحمراء لتحريف شعار الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، خلال هذه الفعاليات المخصصة للموضة في الولايات المتحدة. وفي ظل التوجهات الحمائية والخطاب الشديد اللهجة للرئيس الجديد، رصّ قطاع الموضة صفوفه حول قيم عالمية مثل التآخي والتسامح.
ورفعت مصممة الأزياء مارا هوفمان التي أصلها من نيويورك مستوى التحدي، داعية في افتتاح عرضها المؤسسات الأربع لمسيرة النساء في 21 يناير (كانون الثاني) إلى تلاوة بيان مؤثر عن حقوق المرأة. وجمعت هذه المسيرة، بحسب منظميها، نحو 500 ألف شخص في الحادي والعشرين من يناير غداة تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد. فقد دعت ليندا سرسور المحجبة وبوب بلاند التي ترضع طفلها وتاميكا مالوري السوداء وكارمن بيريز المكسيكية الأصل، النساء الاثنين إلى التضامن والدفاع عن من هم "أكثر تهميشاً" وتقبل الاختلاف ولكن خصوصاً إلى النضال ... وذلك من أجل هؤلاء "العالقات في المطار" و"خلف القضبان" و"النساء المسلمات" و"اللواتي قدمن أو تعذر عليهن القدوم"، في إشارة إلى التدابير التي اعتمدها ترامب في مجال الهجرة. وكانت مارا هوفمان التي شاركت في مسيرة النساء في واشنطن قد قالت إنها أرادت "إنارة الأشخاص الذين يحتاجون اليوم إلى تنوير". وذكرت مصممة الأزياء بأنها لطالما سعت من خلال ماركتها التي أطلقت سنة 2000 إلى "تعزيز دور" المرأة، مشيرة إلى أن 29 من موظفي الشركة الثلاثين هم من النساء. وهي قالت: "هي بكل بساطة فرصة لرفع الصوت، في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى دفع ما". وأراد المصممان في ماركة بروينزا سكولر من جهتهما تجسيد هذا الزخم المولد في المدن الأمريكية الكبيرة وفي العالم منذ 20 يناير. وفي عرضهما الأخير في الولايات المتحدة قبل الانتقال إلى باريس، حرصاً على الاحتفاء "بكل ما هو عزيز (عليهما) في نيويورك" وخصوصاً بهذه النزعة الطبيعية إلى التحرك.