وضع نادي باريس سان جيرمان قدما ونصف القدم في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بالفوز برباعية نظيفة على برشلونة في ملعب "حديقة الأمراء".
وتعد هذه النتيجة كبيرة على النادي الكتالوني ولم تحدث مع الفريق في دوري أبطال أوروبا منذ عام 2013 حينما فاز بايرن ميونخ بالنتيجة ذاتها في نصف النهائي.
ولكن ما الذي حدث؟ كيف صعق باريس سان جيرمان المترنح في الدوري حاليا وصاحب المركز الثاني فريق برشلونة بهذه النتيجة الثقيلة، "ستاد مصر العربية" يطرح الأسباب كالآتي:
1. خط الوسط
رغم أن ميزة برشلونة الدائمة في خط الوسط، الا أن الثلاثي إنيستا وبوسكيتس وجوميز لعبوا أسوأ مباراة لهم وخاصة الأخير الذي لم يظهر في المباراة على الإطلاق ولم يساند سيرجي روبيرتو في الدفاع كما يفعل بديله راكيتيتش ولم يظهر هجوميا سوى في كرة وحيدة هي الأخطر لبرشلونة في المباراة.
وفي المقابل قدم فيراتي وماتويدي ورابيو مباراة للتاريخ بقطع مميز للكرات وقتل هجمات البارسا قبل ميلادها والتحكم الكامل في خط الوسط، في الوقت الذي ترك بوسكيتس مساحات هائلة خلفه لمهاجمي باريس.
"بعد مباراة اليوم من الصعب أن نقنع جماهيرنا أن تثق بنا" - بوسكيتس عقب المباراة
فيكفي القول أن فيراتي خلق فرصتين سانحتين للتسجيل واستخلص الكرة بنجاح في 4 مناسبات فيما مرر 50 كرة بنسبة نجاح بلغت 90%، أما رابيو فاستخلص الكرة في 4 مناسبات من أصل 4 محاولات لقطعها، أي بنسبة نجاح بلغت 100%، أما ثلاثي الوسط الكتالوني فلم يستخلص الكرة سوى في 4 مرات فقط مجتمعين، بحسب إحصائيات موقع "سكواوكا" البريطاني.
2. إنريكي
أغلب مباريات الموسم الجاري، وخاصة منذ بداية العام الحالي، ولويس إنريكي، مدرب البارسا، يلعب بطريقة عقيمة وهي بالتمرير المستمر في المناطق الدفاعية لبرشلونة والتي تجعل المنافس يضغط على فريقه بقوة في محاولة منه لإجهاد المنافس بدنيا، إلا أن أوناي إيمري مدرب سان جيرمان والذي يعرف هذه الطريقة جيدا تجرأ على البارسا واستغل هذا الامر ليسيطر على المباراة فيما اكتفى برشلونة بالإستحواذ السلبي فقط.
هذه الطريقة لعب بها برشلونة ضد ريال بيتيس وعوقب بالتعادل وكررها مع اتليتكو مدريد ولكنها نجى وانتصر بمجموع المبارتين 3-2 ثم كررها مع أتليتك بلباو ولولا فشل الفريق الباسكي في تسجيل الأهداف لكانت المباراة انتهت بنتيجة مختلفة غير 3-0.
ولكن باريس سان جيرمان لم يفوت الفرصة واستغل هذا الأسلوب العقيم ولعب مباراة العمر ليحول فرصه الخطيرة لاهداف، فسدد 9 تسديدات قاتلة على المرمى تحول 4 منها لأهداف وأنقذ تيرشتيجن مرماه من 5 فرص أخرى مقابل هجمة وحيدة للبلوجرانا.
"إنها عار ، كارثة ، اهتزاز . ليلة الأحزان منذ سنوات عديدة ، سلوك الفريق لا يمكن تفسيره" - تصريح كارلوس بويول عقب المباراة
3. ميسي
ما هو دور ميسي في المباراة؟ جناح؟ لاعب خط وسط؟ مهاجم؟ أم ماذا؟ تحركات ميسي في المباراة تؤكد أنه لعب برؤيته للأمور ولما يكن لديه دورا واضحا من مدربه ولكنه تحرك وفقا لما رغب.
تحركات ميسي العشوائية في المباراة وابتعاده عن مناطق الخطورة
فبمتابعة خريطة تحركات ميسي نجد أنها عشوائية وبعيدة عن منطقة الجزاء فلم يلمس الكرة في منطقة ال 18 ولا مرة، وهذه المباراة الثانية هذا الموسم بعد ريال بيتيس التي لايدخل فيها هداف برشلونة التاريخي منطقة العمليات.
ربما يكون الخلل في أن برشلونة أصبح يعتمد بصورة أكبر على المهارات الفردية لميسي وقدرات سواريز التهديفية ومرواغات نيمار، وحينما لم يلعب ليو بأفضل حالاته، ظهرت الفوضى العارمة في هجوم البارسا.
4. DDC Vs MSN
لا يجب أن نغفل الدور المميز الذي لعبه الثلاثي الهجومي لباريس سان جيرمان والذي سجل الأهداف الأربعة، فتحركات دي ماريا ودراكسلر من الأطراف كشفت ضعف روبيرتو الدفاعي وغياب مساندة خط الوسط له، كما أن وجود كافاني في الطرف خلخل دفاعات برشلونة.
فيكفي معرفة أن 51.1% من هجمات نادي العاصمة الفرنسية جاءت من الرواق الأيمن لبرشلونة في ظل سوء تغطية من جوميز وروبيرتو لهذه الجهة.
نسبة هجمات باريس سان جيرمان
في حين لم يظهر أحد من ثلاثي الهجوم سوى نيمار أما سواريز وميسي فلم يلعبا بالصورة المطلوبة، ولم يسدد أي منهما ولا كرة على المرمى، في حين صنع نيمار، الذي لعب مباراة جيدة، كرة واحدة فقط أهدرها جوميز.
5. قتل المنافس بسلاحه
أفضل ما ميز برشلونة لأعوام هو القدرة على الضغط المستمر على المنافس بداية من خسارة الكرة ليتمكنوا من استعادتها مجددًا بأسرع وقت ممكن.
وهذا ما قام به نادي العاصمة الفرنسية في اللقاء بالضغط السريع واستعادة الكرة على أن يبدأ الدفاع من ثلاثي الهجوم.
ونجح خط وسط باريس في إثبات تفوقهم على خط وسط البارسا بصورة واضحة ليظهر الفريق مسخًا مشوهًا.
والخلاصة أن إيمري قرأ المباراة أفضل من إنريكي فيما عجز الأخير عن تحسين وضع الفريق في الشوط الثاني ووضع نفسه في مأزق كبير لاحتياجه لتسجيل 5 أهداف في العودة وصناعة معجزة كروية جديدة، أو كتابة أسوأ صفحة في تاريخه مع البارسا الذي لم يودع التشامبيونزليج في ثمن النهائي منذ 10 سنوات كاملة حينما خرج من ليفربول في 2007.
فهل يصنع إنريكي المستحيل أم ينهي إيمري موسم مدرب البارسا بفضحية؟