مجددًا سقط حسام البدري، المدير الفني للنادي الأهلي، في اختبار قوي أمام الإسماعيلي، بعد خسارة السوبر أمام الزمالك، قبل 5 أيام، بل قدم واحدة من أسوأ مبارياته مع المارد الأحمر منذ توليه المسؤولية.
بدأ الأهلي المباراة بطريقة لعب لا يعتاد اللعب بها في كثير من الأحيان، إلا في غياب عبدالله السعيد، وهي طريقة 4-4-2، إذ اعتمد المدرب حسام البدري على رباعي في الخط الخلفي، هم محمد هاني، وعلي معلول، ومحمد نجيب، وسعد سمير، وفي الوسط حسام عاشور، وحسام غالي، على يسارهما مؤمن زكريا، ويمينهما ميدو جابر، وفي الأمام عمرو جمال وجونيور أجاي...(هكذا أراد البدري تعويض غياب السعيد)، واستغنى عن الـ4-2-3-1، لكن ماذا حدث في أرض الملعب.
ابحث مع لاعبي الأهلي
افتقد الأهلي في عملية الخروج بالكرة من الخلف للأمام، للاعب وسط الملعب، الذي يستطيع توزيع الكرات على الأطراف، وفي العمق، الجميع يركض بلا هدف، كل لاعب يتسلم الكرة يريد فقط التخلص منها، وكأنها ستحرقه مثلا!، بالتأكيد هو لا يعرف ماذا سيفعل بها، يمكنك تخيل المشهد التالي، نجيب يخرج بالكرة، يبحث عن عاشور، عاشور يتسلم، يرى كل اللاعبين يركضون أمامه في الأمام، وعلى الأطراف، بدوره يرجع للخلف مجددًا، أو يمرر بشكل عرضي، وهكذا في كل مرة، أو أن يعود أحد رأسي الحربة للاستلام في أماكن بعيدة للغاية عن مناطق الخطورة، الأمر الذي أفقد الأهلي أهم مميزاته، وهي الاستحواذ على الكرة.
الأطراف
حسنًا، عمق الملعب لا يقوم بدوره، وهو أمر طبيعي (في وجود غالي وعاشور)، نلجأ للأطراف الآن، فالطريقة في الأصل تعتمد بشكل كبير على انطلاقات الظهيرين، ومنها تظهر الخطورة، لكن هل حدث ذلك؟.
لا، لم تظهير خطورة ظهيري الأهلي، خاصة علي معلول، صاحب المجهود الهجومي الأكبر، وذلك لسبب بسيط، هو كثرة خروج مهاجمي الفريق، عمرو جمال، وأجاي على الأطراف، بالإضافة للثنائي ميدو جابر، ومؤمن زكريا.
تخيل معي هذا المشهد، معلول يسلم الكرة وينطلق يجد أمامه مؤمن زكريا ،وأجاي، على الجانب الآخر ميدو جابر ، وعمرو جمال، ثم بعد ذلك إن فلح أحدهما في لعب عرضية لا تجد الكثافة العددية المناسبة، أجاي وعمرو يخرجان كثيرًا، ميدو جابر لا يدخل للعمق كثيرًا (المرة الوحيدة التي قام بها كاد يسجل هدفًا وأنقذها عواد).
تدخلات البدري
البديهي والذي كان من المفترض أن يحدث من المدرب حسام البدري من البداية، اللعب بنفس الطريقة التي يلعب بها دومًا، مع استبدال السعيد بصالح جمعة، حينها يكون الفريق اكتسب عنصر أكثر مهارة وقوة بدنية، لكن ذلك لم يحدث.
في الدقيقة 46 سحب البدري مؤمن زكريا، ودفع بكريم نيدفيد، وهو تغيير غير مفهوم بالمرة، ففي الوقت الذي يخرج فيه مهاجمي الفريق خارج منطقة الجزاء، ويكتفي ميدو جابر بالطرف، يكون تواجد مؤمن زكريا في الملعب مهم على الصعيد الهجومي، إلا إذا استبدلته بلاعب يقوم بدور أكثر إضافة على الجانب الهجومي، فنيدفيد لم يضف جديدًا.
مجددًا يدفع البدري بعنصر جديد في الدقيقة 60، صالح جمعة بديلًا لحسام عاشور، ليعود نيدفيد بجوار غالي في وسط الملعب، لتتحول الطريقة لـ4-2-3-1، أجاي، وميدو جابر وصالح جمعة خلف رأس الحربة، عمرو جمال، ثم في النهاية خرج ميدو جابر، ولعب وليد سليمان، في تغيير نمطي معتاد من البدري.
بالتأكيد أحدث تغيير صالح جمعة نشاطًا كبيرًا في وسط الأهلي، لكن صانع اللعب التقليدي يحتاج لأمرين كي يظهر تأثيره بالشكل الأمثل، الأول وهو عامل الوقت، فصالح شارك في نصف ساعة فقط، والثاني هو خروج مهاجمي الأهلي كثيرًا من مناطق الخطورة كما أوضحنا في السطور السابقة، وعدم وجود زيادة عددية هجومية، وهو الأمر الذي ميز الأهلي في المباريات السابقة، (وجود لاعب على القائم الأول وآخر على الثاني، وثالث في وسط المرمى، ورابع ينتظر الكرة الثانية المرتدة(هل شاهدت هذا المشهد طوال الـ90 دقيقة اليوم؟!
يمكن تلخيص كل عيوب الأهلي هجوميًا في المشهد التالي..
خروج أجاي بعيدًا عن مناطق الخطورة- الطريق مغلق أمام معلول من أجاي ومؤمن- حتى إن مرت الكرة من ستجد؟ ميدو جابر متأخر للغاية- عمرو جمال وحيدًا)
الإسماعيلي
لعب الإسماعيلي بطريقة متوقعة، وكحال معظم فرق الدوري، التأمين جيدًا والاعتماد على المرتدات، وهو ما كاد يحدث في أكثر من لعبة، أهمها كرة عماد حمدي التي ارتدت من العارضة.
ما ساعد الإسماعيلي أكثر، الطريقة التي بدأ بها البدري، واستفاقته في وقت متأخر، بالإضافة للثنائي غالي وعاشور، وتقديمهما لمستوى متدني للغاية على الصعيدين الهجومي والدفاعي، خاصةً الأخير، حيث تعمد لاعبو الإسماعيلي دومًا استلام الكرة خلف الثنائي، وهو ما تكرر في أكثر من كرة خطيرة، عن طريق كالديرون وإسلام عبدالنعيم.