أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن عدم ممانعته لأي حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، طالما يوافق عليه الجانبان سواء أكان ذلك بوجود "دولة واحدة أو دولتين".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، التي يزورها الأخير حالياً.
وقال ترامب: "أتطلع لحل الدولتين أودولة واحدة، وأحب الحل الذي يوافق عليه الجانبان".
ويلمح ترامب هنا إلى إمكانية التخلي عن خيار حل الدولتين، وإقامة دولة واحدة تستوعب الفلسطينيين والإسرائيليين، مخالفاً بذلك إحدى ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالدعوة لحل الدولتين.
وكانت اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة قد طرحت على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في العام 2003 خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل ولذلك سمي بمبدأ "حل الدولتين".
وفي سياق متصل، قال ترامب: "على إسرائيل أن تبدي مرونة أكبر في التفاوض مع الفلسطينيين، وتوقف بناء المستوطنات مؤقتاً كي يمكن التوصل إلى السلام".
وأضاف أن على "الفلسطينيين أن يتخلصوا من بعض الكراهية التي يعلمونها للأطفال ضد الإسرائيليين وأن يعترفوا بإسرائيل، والتحلي ببعض المرونة".
وتابع: "سيكون على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تقديم التنازلات لتحقيق السلام".
وعن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس قال ترامب: "أود أن يحدث ذلك، ونحن ندرس هذا بعمق شديد وبعناية فائقة جداً، صدقوني، وسنرى ما الذي سيحصل بعد ذلك".
وخلال حملته الانتخابية وعد الملياردير الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس، كاسراً بذلك تقليداً أمريكياً دبلوماسياً آخر يتعلق بأزمة الشرق الأوسط.
وأشار الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر إلى أن بلاده "ترفض تصرفات غير عادلة وأحادية الجانب داخل الأمم المتحدة ضد إسرائيل، حيث عاملتها بحسب رأيي، بطريقة غير عادلة على الإطلاق"، في إشارة لقرار مجلس الأمن الداعي لوقف الاستيطان.
وأكد رفضه لمحاولات مقاطعة إسرائيل على أصعدة دولية أخرى.
وبخصوص الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران في يوليو 2015، قال ترامب إنه "أحد أسوأ الصفقات التي رأيتها".
وشدد على أنه سيعمل "على منع إيران من تطوير أي سلاح نووي على الإطلاق، لذا فإن مساعدتنا الأمنية لإسرائيل هي في أعلى مستوياتها، لضمان أنها قادرة على الدفاع عن نفسها".
من جانبه، لفت نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي إلى أن "إيران تسعى لبناء ترسانة نووية كاملة لتدمير إسرائيل وضرب الولايات المتحدة وليس قنبلة نووية واحدة فحسب، بل 100 قنبلة".
ورداً على طلب الرئيس الأمريكي بخصوص وقف مؤقت لبناء المستوطنات قال نتنياهو: "المستوطنات ليست عقبة أمام السلام في المنطقة، وهي ليست جوهر الصراع أوالمحرك الحقيقي له لكن أعتقد أنها قضية يمكن بحثها في إطار مفاوضات السلام".
وبين أن هذه المسالة "بحاجة لبحثها مع الرئيس ترامب، لنتمكن من الوصول إلى فهم لها، كي لا نستمر في التصادم مع بعضنا طيلة الوقت بخصوص هذه القضية".
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإعلان الرئيس الأمريكي، دعمه "لمعاملة إسرائيل بعدالة في المحافل الدولية".
وفي قضية أخرى قال أن "مؤمن بأننا نستطيع أن نوقف المد المتصاعد للإسلام الراديكالي، وفي هذه المهمة، كما في المهمات الأخرى، إسرائيل تقف إلى جانبكم وأنا كذلك أقف إلى جانبكم".
وتابع أن أحد العوامل المساعدة في تلك المواجهة تتمثل في وجود "دول عربية في المنطقة لاترى في إسرائيل عدواً بل تراها بشكل متزايد حليفة لها" دون ذكرها.