"سلام بارد" التصق بالعلاقات الدبلوماسية المصرية الإسرائيلية، بعد اتفاقية السلام بين البلدين، ولكن ما كشفه تقرير لصحيفة "التليجراف" البريطانية، عن سحب السفير الإسرائيلي لدى لمصر؛ لأسباب أمنية لم تُفصح عنها، أثار تساؤلات حول توقيت الإعلان وأسباب هذا القرار.
واستبعد خبراء وجود تهديدات أمنية وراء هذا القرار، ولكنهم اختلفوا حول أسبابه، فهناك من يرى أنها محاولة للضغط على مصر اقتصادياً؛ نتيجة مساندتها قرار وقف الاستيطان بمجلس الأمن، وآخرون يرونه غضب من التقارب بين مصر وحماس أخيرا. وكشفت صحيفة "التلجراف"، عن سحب إسرائيل لسفيرها وجميع موظفي السفارة من مصر سراً، في نهاية ديسمبر الماضي، و أن أسباب سحب السفير يتعلق بمخاوف أمنية، وذلك دون الإفصاح عن ماهية هذه المخاوف.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، في تصريحات صحافية، إن الوزارة ليس لديها أي معلومات أو تفاصيل حول السفير الإسرائيلي وهل سيعود للقاهرة أم لا؟.
وأضاف أبو زيد، أن السفير الإسرائيلي لم يخطر وزارة الخارجية بمغادرة البلاد، موضحا أنه في المعتاد أي سفير يغادر البلاد يخطر الوزارة بمغادرة البلاد، وأن هناك قائما بأعماله.
"إجراء طبيعي" هكذا يراه السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وذلك في إطار الظروف التي تمر بها إسرائيل، والاستهداف الذي أصاب "إيلات" مؤخراً، مُشيراً إلى أن كل دولة لها الحق في تأمين بعثاتها الدبلوماسية. وأضاف هريدي، لـ" مصر العربية"، أن استدعاء إسرائيل سفيرها بمصر دون باقي البعثات الدبلوماسية؛ نتيجة لإدعائها أن الصواريخ التي استهدف"إيلات" خرجت من سيناء، وكذلك إمكانية حصولها على معلومات تُفيد بإمكانية استهداف بعثتها الدبلوماسية.
وأشار إلى أن هذا الأمر لا يؤثر على علاقات البلدين، كما أنه لن يأتي بأضرار على مصر سواء من ناحية الاستثمار أو جذب السائحين، إضافة لتصنيفها الأمني حول العالم؛ لأن ما حدث أمر طبيعي ويحدث كثيراً في دول العالم.
أما الدكتور حسن نافعة ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأوضح أن العلاقات المصرية الإسرائيلية، جيدة، ولكن سحب السفير الإسرائيلي حوله العديد من الشكوك، خاصة مع إعلان الخارجية المصرية عدم علمها بمغادرته لمصر.
وأضاف نافعة لـ"مصر العربية"، أن توقيت القرار عقب استهداف "إيلات" والحديث عن مخاوف أمنية إسرائيلية من التواجد بصر، تُعد بداية لسلسة من التطورات الغريبة في العلاقة بين البلدين، مُشيراً إلى أن إسرائيل حريصة على علاقتها الاستراتيجية بمصر، إلا أنها تحاول الاستفادة من أي استهداف يحل بها. وتابع: "إسرائيل تحاول الضغط على مصر، خاصة في تحسن علاقتها مؤخراً بحماس، وهو ما ترفضه إسرائيل".
من جهته، قال محمد حنفي الشنتناوي، الباحث في الشئون الإسرائيلية، إن سحب السفير الإسرائيلي، والتعلل بوجود تهديدات أمنية، هدفه ضرب الاقتصاد المصري، بعد انتعاش السياحة المصرية مؤخراً، نتيجة لرفع بعض الدول الحظر عن السفر إلى مصر، بعد مراجعتها الإجراءات الأمنيىة بمطاراتها.
وتعجب الباحث في الشئون اﻹسرائيلية، من سحب السفير الإسرائيلي حالياً، في ظل تقارب المواقف السياسية المصرية الأمريكية في قضايا الشرق الأوسط، مُشيراً إلى أن القرار له علاقة بمساندة مصر لقرار وقف الاستيطان بمجلس الأمن؛ لأن إسرائيل سحبت سُفرائها من الدول التي ساندت ووافقت على القرار.
وأوضح أن الإعلام الإسرائيلي يحاول بكل وسائله تهديد الأمن القومي المصري بهدف الضغط علي الدولة المصرية لتغيير موقفها تجاه القضية الفلسطينية، وتعكير التقارب بين مصر وحماس الذي حدث مؤخراً ويُقلقها.