في أزمة المصريين اﻷحرار.. صراع على الليبرالية الغائبة

عصام خليل ونجيب ساويرس

الليبرالية كانت المبدأ اﻷساسي لحزب المصريين الأحرار الذي  أسسه المهندس نجيب ساويرس، من خلال برنامج حزبي واضح تبنى مباديء ثورة 25 يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، لكن مع مرور الوقت انحرف الحزب عن مساره الليبرالي نوعا ما، وفقا لرؤية مؤسسيه.

 

وكان الصراع الأيديولوجي الجانب الغالب في أزمة المصريين الأحرار التي احتدمت مع قرار حل مجلس أمناء الحزب والإطاحة بنجيب ساويرس، خلال المؤتمر العام الأخير 30 ديسمبر الماضي، لينقسم الحزب الواحد إلى مقرين وجبهتين.

 

الصراع على الليبرالية متبادل بين الطرفين، فأنصار  ساويرس يتهمون عصام خليل، ونصر القفاص، بأنهما لا يعرفان شيئا عن الليبرالية، فيما يرى خليل وجبهته أن الطرف الثاني لا يعرف الليبرالية والديمقراطية بدليل أنه لم يعترف بقرارت المؤتمر العام رغم صحتها.

 

وقال سمير فرانسيس، عضو الهيئة العليا المفصول من حزب المصريين الأحرار، إن مؤتمر مجلس أمناء الحزب، أصاب جبهة الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب بتخوفات كبيرة، معتبرا أن من كتب بيانات قيادة الحزب "لا يعلم شيئا عن الليبرالية"، على حد تعبيره.

 

وأضاف فرانسيس، في تصريحات لـ "مصر العربية"، أن خليل لا يؤمن بالليبرالية ويؤكد دائما على أنه تابع للتيار المحافظ، كما أن نصر القفاص، أمين لجنة الإعلام بالحزب، متعدد التوجهات، ففي البداية سلك التوجه الناصري، ثم أيد حملة عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسية، وأخيرا يدعي الليبرالية وأنه المدافع عنها.

 

وأوضح أن قرار فصله من الحزب تعسفي و بدون تحقيق ليس مفاجأة له، خاصة في ظل السياسة التي تتبعها إدارة الحزب الحالية في التعامل مع أي صوت معارض لها، مؤكدا أنه راسل الحزب لإبلاغه بأمر التحقيق معه ولم يحصل على رد، ثم علم من أعضاء داخل الحزب بأمر فصله، على حد قوله.

 

واعتبر عضو الهيئة العليا المفصول، أن جميع الخطوات التي تمت داخل الحزب من قياداته الحالية بعد المؤتمر العام، غير شرعية وغير قانونية، لافتا إلى عدم معرفته بكيفية تشكيل لجنة التحقيق.

 

وتوقع فرانسيس، تكرار  الفصل مع عدد من أعضاء الهيئة العليا الموقوفين، وربما يكون قد صدر بالفعل قرار الفصل لكن دون علمهم حتى الآن.

 

وعلى الجانب الآخر، رد الإعلامي نصر القفاص، رئيس لجنة الإعلام بالحزب، على اتهامه بعدم الانتماء لأي تيار سياسي محدد، وأنه يغير المبادئ دائما، قائلا: "دخلت المصريين الأحرار منذ 3 سنوات، واحترم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جدا، لكني لم أنضم لأي حزب سوى حزب المصريين الأحرار".

وأشار القفاص لـ "مصر العربية"، إلى أنه كان في الاتحاد الاشتراكي منذ كان عمره 18 عاما، معربا عن ترحيبه الشديد بمنحه شرف الانتماء للتيار الناصري.

 

وتابع: "بعض المليونيرات الجدد يدعون أنهم وارثون للثروة من آباءهم، وعبد الناصر هو من أمم أموالهم، لكنهم في الحقيقة كانوا فقراء أولاد فقراء، وفجأة أصبحوا بهذه الثروة".

وأوضح القفاص، أنه أيد بالفعل حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الرئاسية، وكتب مقالا لتأييده، وبرغم من أن منافسه في تلك الانتخابات حمدين صباحي، وهو من نفس محافظته، لكنه رأى وتصور أن أبو الفتوح الأفضل في تلك الفترة، معربا عن اعتذاره لتأييد أبو الفتوح، وهذا ليس تغيرا في المواقف وفقا له.

 

وتساءل عضو الهيئة العليا للحزب: "هم لم يكتشفوا ما يقولوه إلا الآن، وأنا عضو هيئة عليا ومكتب سياسي، وأمين إعلام منذ 3 سنوات"، لافتا إلى تبنيه سياسات لإعادة وزارة قطاع الأعمال من جديد خلال حملة تبناها في قناة ساويرس رغم أنفه ومعارضته للأمر.

مقالات متعلقة