الثلاثاء الماضي أجرى رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج والمشير خليفة حفتر مباحثات في العاصمة المصرية القاهرة؛ من أجل التوصل إلى حل للحرب اﻷهلية التي تشهدها البلاد منذ ست سنوات، لكن المفاوضات باءت بالفشل.
كان هذا ملخص تقرير نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن حقيقة الأوضاع في ليبيا في الذكرى السادسة للانتفاضة، التي أطاحت بنظام معمر القذافي.
وقالت الصحيفة تزينت الشوارع باﻷعلام، استعدادا للاحتفال الجمعة بالذكرى السنوية لثورة "17 فبراير” التي أسفرت عن مقتل الديكتاتور معمر القذافي وانهيار نظام "الجماهيرية”، لكن مع ذلك الليبيون ليسوا سعداء.
وأشارت إلى أن الذكرى السادسة تحل وسط خيبة أمل الليبيين، فمعظم الأهالي غير نادمين على زوال نظام القذافي، لكنهم يشعرون اليوم أن ربيعهم طعمه مُر.
البلاد تعاني من حالة انقسام وسط استمرار الصراع على السلطة بين ثلاث حكومات متناحرة، والاقتصاد في حالة يرثى لها والعديد من المنظمات الجهادية تستفيد من غياب السلطة المركزية في ليبيا. تكتب "ليبراسيون"
وأوضحت أن اتفاق الصخيرات الذي وقع في ديسمبر 2015، لإنهاء الحرب الأهلية بين الشرق والغرب، فشل في حل الأزمة السياسية التي تشل البلاد.
فالعاصمة طرابلس، مجزأة بين مليشيات فايز السراج، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المدعوم من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني السابق خليفة الغويل.
في شرق البلاد، مجلس النواب أو "برلمان طبرق”، لا يزال يرفض الاعتراف بحكومة السراج، فهو متحالف مع المنشق المشير خليفة حفتر، الذي يحاول منذ عامين سحق المسلحين الإسلاميين في برقة. تضيف الصحيفة.
ولفتت إلى أنه يوم الثلاثاء الماضي، كل من حفتر والسراج، الذين لم يجريا أية مباحثات منذ أكثر من عام، زارا القاهرة.
فالمشير حفتر المدعوم من مصر، والإمارات العربية المتحدة، وروسيا، تمكن من تثبيت أقدامه بعد هزيمة الكتائب الثورية الموالية للإسلاميين في بنغازي، اﻷمر الذي منحه شعبية كبيرة بين سكان الشرق المتعطشين للاستقرار.
لكن السراج، رغم دعمه من قبل الأمم المتحدة، وأوروبا والولايات المتحدة اﻷمريكية، تبين "ليبراسيون"، توجه إلى مصر، وموقفه ضعيف.
فبعد مرور عام على ترأسه حكومة الوفاق، لم يتمكن من التوفيق بين الفرقاء أو تحسين حياة الليبيين، أو حتى بسط الأمن في طرابلس.
بل اﻷكثر من ذلك تعرض للإهانة بعد رفض حفتر الجلوس معه مباشرة، ووفقا لوسائل الإعلام الليبية، المفاوضات التي جرت بينهما كانت من خلال وسيط مصري بطريقة غير مباشرة.
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستعين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض مبعوثا خاصا جديدا إلى ليبيا، ليحل محل الألماني مارتن كوبلر، لكن إدارة الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب أعاقت هذا التعيين، رغم أن الأزمة الليبية، بعيدة عن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وقالت نيكي هالي سفيرة أمريكا في اﻷمم المتحدة في بيان "منذ فترة طويلة جدا، كانت الأمم المتحدة منحازة الى السلطة الفلسطينية بشكل غير عادل، على حساب حلفائنا في إسرائيل"، معربة عن "خيبة أملها" إزاء هذا التعيين.
وأضافت هالي "من الآن فصاعدا، ستقوم الولايات المتحدة بالتحرك دعما لحلفائها ولن تطلق كلاما فقط".
وأكدت "ليبراسيون" أنه بعد ست سنوات من اندلاع الثورة والتدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي التي دعمها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزرء االسابق ديفيد كاميرون، السلام في ليبيا يبدو بعيد المنال.