بدون مهاجرين، سيتحول الاقتصاد الأمريكي لكارثة.. هكذا عنونت شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على المسيرات الاحتجاجية التي جاب خلالها آلاف المتظاهرين الشوارع أمس الجمعة في عدة مدن من البلاد، رفضا لسياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأيضا إغلاق المتاجر والمطاعم والمدارس أبوابها، وتداعيات تلك الأحداث السلبية على الاقتصاد الأمريكي بالنظر إلى أن المهاجرين يمثلون 15% من الناتج الاقتصادي للولايات المتحدة.
وإلى نص التقرير
المهاجرون في الولايات المتحدة رفضوا الذهاب للعمل أو للمدرسة أو حتى للتسوق أمس الجمعة وذلك في إطار التحرك الذي يجري تحت شعار "يوم بدون مهاجرين،" سلسلة من الاحتجاجات التي تهدف لتسليط الضوء على التأثير الاقتصادي والاجتماعي الكبير للمهاجرين على الولايات المتحدة.
وتجيء الاحتجاجات التي نُظمت على مواقع التواصل الاجتماعي، على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهضة للهجرة في إطار حملة اسم " مهاجرون غير شرعيين، مقيمون، مواطنون، مهاجرون من العالم أجمع، لنتحد جميعا."
وشارك في الاحتجاجات مئات من رجال الأعمال في واشنطن دي. سي وأوستن وتكساس وبوسطن وفيلادلفيا، وغيرها من المدن الأخرى، احتجاجا على ما وصفوه بسياسات ترامب المعادية للمهاجرين والأجانب ، عبر دعوته المتكررة والجادة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين وبناء حائط على طول الحدود الأمريكية-المكسيكية وإجراء تدقيق صارم على المهاجرين من سبعة بلدان تقطنها أغلبية مسلمة.
وقال أندي شلال، رائد الأعمال الأمريكي من أصل عراقي والذي يمتلك أحد المطاعم الشهيرة ومكتبة في واشنطن دي.سي:" أود التأكيد أن المهاجرين، أمثالي، لا نعيش في خوف."
وأضاف شلال في تصريحاته لـ "إيه بي سي نيوز" أنه قرر غلق كافة سلاسل "باص بويز أند بويتس" المملوكة له أمس الجمعة للضغط على الإدارة الأمريكية لإدخال إصلاحات إنسانية على سياسات الهجرة." وتابع:" ثمة أوقات لا يمثل الوقوف خلالها على الهامش أي خيار."
وبالرغم من أن التأثير الاقتصادي لاحتجاجات أمس لا يزال غير واضح، صرح عديد من الخبراء الاقتصاديين لـ "إيه بي سي نيوز" أن الاقتصاد الأمريكي والقوة العاملة في الولايات المتحدة ستتحول إلى "كارثة" حقيقية دون المهاجرين.
وقال دانييل كوستا، مدير قانون الهجرة وبحوث السياسة في معهد السياسة الاقتصادية، منظمة بحثية مقرها واشنطن دي.سي:" إذا ما حدث واختفى كل المهاجرين من القوة العاملة الأمريكية، سيحمل هذا تداعيات سلبية ضخمة على الاقتصاد."
وأضاف كوستا:" المهاجرون يحضرون وبقوة في الكثير من الوظائف، سواء أكانت متدنية أو رفيعة."
وواصل كوستا:" ستشعر بتأثير سلبي وخسارة في الكثير من الوظائف والصناعات المختلفة، بدء من البناء ومرورا بقطاع التمويل وانتهاء بتكنولوجيا المعلومات."
ولفت كوستا إلى أنه وبرغم أن بعض العمال المولودين في الولايات المتحدة من الممكن أن يشغلوا بعض تلك الوظائف، ستظل الفجوات كبيرة في عديد من القطاعات، ما سيتسبب حتما في انخفاض النمو الاقتصادي.
وأوضح التقرير أن المهاجرين حصلوا على ما قيمته 1.3 تريليونات دولار، وأسهموا بما قيمته 105 مليار دولار في الضرائب المحلية، وبحوالي 224 مليار دولار في الضرائب الفيدرالية في العام 2014، بحسب مبادرة "الشراكة لاقتصاد أمريكي جديد" – ائتلاف أطلقه كل من رائدي الأعمال مايكل بلومبرج وروبرت مردوخ، ويضم قادة الأعمال ويهدف لإصلاح السياسات المتعلقة بالهجرة، والتي استندت في تلك البيانات على أحدث دراسة مسحية أجراها مكتب الإحصاءات الأمريكي.
وذكر التقرير أنه وفي العام 2014، قدرت القوة الشرائية الاستهلاكية للمهاجرين بحوالي 927 مليار دولار، وفقا لدراسة مسحية.
وفي هذا الشأن، قال جيريمي روبينز، المدير التنفيذي لمبادرة "الشراكة لاقتصاد أمريكي جديد" إن " المهاجرين جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الأمريكي،" مردفا:" إنهم يساعدون على دفع كل قطاع وصناعة في هذا الاقتصاد."
ولفت إلى أنه وبدون مهاجرين، يقل أعداد الشركات والمخزونات في الولايات المتحدة.
وأتم:" إذا نظرت إلى الشركات الكبرى التي تقود قاطرة الاقتصاد الأمريكي، ستجد أن الكثير منها بدأت على أيدي مهاجرين أو أحفاد المهاجرين، مثل آبل وجوجل."
جدير بالذكر أن ستيف جوبز مؤسس "آبل،" عملاقة التكنولوجيا الأمريكية ينتمي بيولوجيا لأب من اللاجئين السوريين، في حين وُلد سيرجي برين، المؤسس المشارك لـ "جوجل" في موسكو.
يُشار إلى أنه وبرغم أن المهاجرين يمثلون ما نسبته 13% من إجمالي تعداد السكان في الولايات المتحدة، فإنهم يسهمون بحوالي 15% من الناتج الاقتصادي للبلاد، بحسب البيانات الواردات في تقرير معهد السياسة الاقتصادية في العام 2014.
ويعيش 11 مليون مهاجرا غير شرعي في الولايات المتحدة الأمريكية، يعمل نحو 9% منهم في قطاع المطاعم حسب إحصائيات نشرت في العام 2014.
لمطالعة النص الأصلي