قال صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم السبت، إن الجيش الإسرائيلي لم يحقق نتائج ملموسة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014، مشيراً إلى الفشل في القضاء على صواريخ المقاومة الفلسطينية.
وذكر محرر الشؤون العسكرية في الصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل في مقال له أن "نتائج صيد الصواريخ ضعيفة، بل إن الحرب انتهت دون انتصار إسرائيلي".
ولفت أيضا إلى أن المعركة البرية في القطاع كما حدث في عملية "الجرف الصامد" (التسمية الإسرائيلية للحرب) صيف 2014 كانت كذلك محدودة النتائج.
وواصلت المقاومة الفلسطينية خلال تلك الحرب قصف المواقع والمستوطنات والمدن الإسرائيلية بالصواريخ والقذائف وذلك حتى آخر لحظة قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ برعاية ووساطة مصرية.
وبحسب تحقيقات إسرائيلية فإن معظم القتلى الإٍسرائيليين من الضباط والجنود سقطوا خلال الحرب البرية، حيث قالت إن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس نجحت في استدراجهم إلى الدخول بريًا وأوقعت فيها عشرات القتلى والجرحى، وعدد من الأسرى الذين ما زالت الكتائب تحتفظ بهم.
جاء ذلك في معرض مقال لهرئيل حول أسباب امتناع الحرب مع تنظيم حزب الله اللبناني وذلك على الرغم التهديدات المتبادلة بين الكيان الإسرائيلي والحزب.
وأشار إلى ضرورة ردّ المواقف الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين حول الحرب والحسم الواضح فيها، في مواجهة حزب الله، إلى سياقاتها، من دون أن تعني، بالفعل، أن الحرب ستقع.
وذكر هرئيل أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة أمام الحجم الهائل لترسانة حزب الله الصاروخية، بلا رد كامل، إذ قد يصل عدد الصواريخ التي ستسقط على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، إلى ألف صاروخ يومياً، وذلك مع بدء الحرب، فيما التوقع أن يزيد هذا العدد، بعد الايام الأولى لاندلاعها.
ونبه إلى أن الحرب في مواجهة حزب الله ستتسبب في كثير من الخسائر البشرية وتدمير للبنى التحتية في شمال "إسرائيل" ووسطها، حتى وإن كان الثمن المقابل إضراراً بحزب الله ولبنان بصورة أوسع.
وأردف المعلق العسكري الإسرائيلي "لكن في الوقت نفسه، سيتسبب الاستخدام الزائد (من قبل إسرائيل) للقوة العسكرية في تداعيات وأثمان، ومن بينها توتر مع روسيا التي تعتبر، حتى الآن على الاقل، حزب الله جزءاً من التحالف الذي تقوده، لدعم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد في سوريا)".
ورأى أن حجم الأثمان المقدّر أنْ يتكبّدها الطرفان في حال اندلعت المواجهة الشاملة بينهما، يحمل في طياته "جانباً إيجابيا" أي إنه واقع يكمن فيه تعادل استراتيجي مبني على إدراكهما للأضرار المحتملة التي قد يسبّبها له الطرف الثاني، وهو واقع يساهم في إبعاد الحرب المقبلة.
وبحسب هرئيل فإن "هذا التعادل الاستراتيجي يبعد غريزة المغامرة لدى السياسيين في إسرائيل ويبقي فرضية الحرب ضد حزب الله خياراً أخيراً وحسب".