كشف حقوقيون فلسطينيون عن ارتفاع معدلات الطلاق في قطاع غزة إلى 38 ألف حالة، منذ عام 2000 في واحد من التداعيات الاجتماعية السلبية للحصار الإسرائيلي على الأوضاع في القطاع المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات.
وأظهرت الإحصائيات الفلسطينية أن نحو 41 % من حالات الطلاق تمت في فترة الخطوبة خلال عام 2016 فقط، بسبب الظروف النفسية نتيجة الفقر والبطالة، وعدم مقدرة العريس على تلبية متطلبات الزواج فيلجأ للانفصال عن خطيبته.
"مصر العربية" تفتح في هذا التقرير ملف انتشار ظاهرة الطلاق في قطاع غزة ، وتسلط الضوء على أسبابها وانعكاساتها على المجتمع.
يقول يونس الطهراوي مدير الوحدة القانونية في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزعات لـ"مصر العربية" إن :" حالات الطلاق مرتفعة جداً في قطاع غزة، حيث وصل العدد لحوالي 38 ألف حاله طلاق منذ عام 2000، وهذا الرقم كبير جداً يحتاج منا إلى وقفة جادة، نحن نتحدث عن أكثر من عشر سنوات".
وأكد الطهراوي أن تلك النسبة المرتفعة هي نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع المحاصر من تضييق، وإغلاق المعابر، وعدم توفر فرص عمل، وهذه الأسباب تسرع عملية الطلاق، والانفصال بين الزوجين.
وأضاف: في عام 2016 وحده وقعت حوالي 388حالة طلاق في قطاع غزة منها 41%تم الطلاق بها قبل الزواج بسبب عدم توفير الزوج مسكن بالتالي يحدث هنا الانفصال".
بدوره، قال المستشار القانوني محمد عطا الله لـ"مصر العربية" سجل عام 2016 نسب عالية في الطلاق في قطاع غزة ، هذا يرجع إلى الوضع الاقتصادي الصعب حيث إن الأزواج الشابة يقعون ضحية الفقر، والبطالة المنتشرة والحصار المفروض على قطاع غزة منذ فترة طويلة، أيضًا الزواج المبكر أحيانًا أحد الأسباب الهامة لعدم وعيهم لمسؤوليات الزواج وحقوق الزواج ".
من جانبها، قالت المختصة في الصحة النفسية سمر قويدر لـ"مصر العربية" إنّ كثيرًا من أسباب الطلاق التي نشاهدها في قطاع غزة مرتبطة في الوضع الاقتصادي الصعب التي يمر القطاع، وحتى بعد الطلاق تتجدد المشكلات من هذه الأمور التي يمرّ بها الزوجين المطلقين هي عدم سداد الزوج النفقة المفروضة علية؛ بسبب عدم وجود عمل والبطالة المنتشرة، قائلاً: "قد تلجأ المحاكم لتقسيط المبلغ على الزوج بسبب عدم سداد المبلغ.
وكانت تقارير دولية حذرت من الانعكاسات الخطيرة لاستمرار الحصار على قطاع غزة والذي عصف بكافة جوانب الحياة في القطاع.
وقد حذرت مؤسسات دولية ومن بينها الأمم المتحدة من أن قطاع غزة سيصبح غير قابل للحياة البشرية خلال السنوات القليلة القادمة، وأن معظم سكان غزة يعانون من ظروف غاية في القسوة بسبب ما تسببت به الحروب الثلاثة والحصار الإسرائيلي من انعكاسات خطيرة على الغزيين.