في كل مرة يغيب فيها عبدالله السعيد عن تشكيل الأهلي، يصبح المدير الفني، حسام البدري، في مأزق كبير "مكرر"، لا مفر منه، بالرغم من وجود أكثر من بديل في نفس المركز، ناهيك عن قدرات اللاعبين المختلفة في كل المراكز، الأمر الذي يعين أي مدرب، ويساعده على تغيير الطريقة، وتحقيق الفوز أيضًا، لكن ذلك لا يحدث، وإن فاز الأحمر، لا يكون إلا بشق الأنفس.
مجددًا يغيب السعيد عن لقاء الأهلي، في مواجهة المقاولون، مساء غدٍ الأحد، ببطولة الدوري الممتاز، لكن هل لا تزال الحلول غائبة أمام هذا المأزق المكرر؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
الحل التقليدي
يجيد صالح جمعة في مركز صانع الألعاب، بشكل أكثر من رائع، وذلك لتميزه في التمرير الطولي المؤثر في العمق، ومهاراته العالية في المواقف الفردية، بالإضافة لقدرته على التصويب المتقن والمؤثر من الحركة والثبات بشكل رائع للغاية، الأمر الذي يجعله بديلًا أكثر من ممتاز لعبدالله السع،يد الذي يغيب بداعي الإصابة عن المباريات في الفترة الأخيرة، فًضلا عن حديث البدري في وقت سابق أن صالح جمعة هو بديل السعيد.
وبالرغم من كل هذه المميزات في صالح جمعة، إلا أن البدري لم يدفع به في مباراة الفريق السابقة أمام الإسماعيلي، وفضل تجميده حتى آخر 30 دقيقة من المباراةو، إذا ما تكرر الأمر أمام المقاولون سيكون أزمة حقيقية للمدرب إلا لو قرر اللعب بسيناريو آخر، ونجح في تطبي،قه حينها سنرفع له القبعة.
سيناريو آخر
لعب البدري في مباراة الإسماعيلي بطريقة 4-4-2، لتعويض غياب السعيد، مستغنيًا عن طريقته المفضلة 4-2-3-1، لكنه لم ينجح، وذلك لاختياره العناصر التي لا تناسب الطريقة بشكل كبير، أو لفشلهم في التطبيق، ومهما تغير السبب فالنتيجة في النهاية واحدة"فشل".
افتقد البدري بشكل كبير للتواجد الهجومي في منطقة الجزاء، وذلك لكثرة خروج عمرو جمال، وجونيور أجاي خارج مناطق الخطورة، والابتعاد أكثر من اللازم عن منطقة جزاء المنافس، كذلك تأخر ميدو جابر في الزيادة العكسية داخل منطقة الجزاء بشكل كبير الأمر، الذي يجهض الهجمات، حينها لم يكن للأهلي أي أنياب هجومية منظمة على الإطلاق، وظهرت النزعة الفردية والهجمات العنترية بشكل كبير.
ورقة جديدة
يُعد عمرو بركات من أجدد العناصر التي انضمت للأهلي في الفترة الأخيرة، ومن العناصر المهارية المميزة في قائمة الفريق الأحمر، يمكن للمدرب حسام البدري الاستعانة بها من بداية المباراة في مركز صانع الألعاب، خاصةً وأنه يجيد اللعب في مركز الجناح، بجوار الخطوط، بالإضافة للانطلاقات المؤثرة من العمق وتمريراته المؤثرة للغاية، فضلًا عن سلاح التصويب، كما أن مواجهة المقاولون لا تعد بالمباراة القوية التي يصعب الدفع خلالها بعنصر جديد، فعلى الأقل بركات يساوي هؤلاء اللاعبين، إن لم يتفوق عليهم، وهي فرصة جيدة لاختبار وإثبات اللاعب، ومعرفة هل يمكنه قيادة الوسط الهجومي للأحمر أم لا.
الأقرب لعقل البدري
بكل تأكيد وكعادته، قليلًا ما غير حسام البدري من قناعاته، والتي تظهر بشكل كبير في المباريات، فبمنطق البدري وفقًا للقاءات السابقة لن يلعب بعمرو بركات من البداية "بداعي الخوف على اللاعب"، كذلك ربما لا يدفع بصالح لنفس الأسباب التي بسببها لم يلعب من بداية لقاء الإسماعيلي، حينها لا مفر من طريقة 4-4-2.. لكن، يجب أن تتغير عن اللقاء السابق في عدة أمور كما أوضحنا في السطور السابقة، بضرورة اختيار العناصر التي تجيد تطبيق الطريقة، كذلك إذا ما تقرر تغييرها في وقت من المباراة، لابد وأن يكون مبكرًا، كي يستطيع البديل إحداث الفارق، ولا يتكرر سيناريو صالح جمعة في لقاء الإسماعيلي.
الأمر الأخير هو الاعتماد على لاعب ممول قوي من وسط الملعب للهجوم ليساند الأطراف، بخلاف حسام غالي، و حسام عاشور، فالأول بدنيًا لم يعد يقدر على القيام بدوره هجومًا ودفاعًا، والثاني كما يقول أهل الكرة "قليل الحيلة" ولا يجيد إلا في الدور الدفاعي.