قال الدكتور حسن سليمان رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة مصر كابيتال لتقييم المشروعات وإدارة الأصول "MCA" ورئيس مجلس الأمناء للمؤسسة الأفروأسياوية لتقييم المشروعات والتحكييم الدولي، إن مشروع العاصمة الإدارية الجديد هو مشروع القرن بالنسبة لمصر، ويمثل فرصة ذهبية للمستثمرين فهو مشروع تنموي ذا أبعاد اقتصادية وأمنية وتعليمية واجتماعية، وليس مجرد مشروع سكني أو كما يدعي البعض مشروع استعراضي.
وقدر خبير التقييم العقاري متوسط سعر الطرح 3500 جنيه للمتر وذلك بالقياس بالمناطق الشبيهة والقريبة من موقع العاصمة، وهي الشروق ومدينتي وبدر، وذلك على الرغم من أن العاصمة ستكون بمثابة واجهة عمرانية وحضارية لمصر وليس مجرد مدينة جديدة.
وأشار، إلى أن عوائد بيع الأراضي الاستثمارية من المرحلة الأولى والبالغة 1500 فدان تقدر بـ 20 مليار جنيه، في حين تبلغ إجمالي تكلفة كلاً من ترفيق هذه الأراضي حتى حدودها وتكلفة تنفيذ الحي السكني والحي الحكومي 10 مليار جنيه، أي أن تنفيذ كافة أعمال المقاولات بالعاصمة لن يكلف الخزانة العامة للدولة مليماً واحداً، وهو ما يحمي مقدرات الدولة ويسمح بتوجيهها بالكامل لخدمة المواطن البسيط.
وشدد "سليمان"، على أن مصر لا تحتاج لأي جهات أجنبية لتنفيذ العاصمة أو تمويل مد شبكة المرافق، فالمشروع في حد ذاته جاذب للاستثمارات الأجنبية والمحلية، ويمكن تعديل البرامج الزمنية لطرح الأراضي الاستثمارية بحيث تحصل على عوائد بيع هذه الأراضي لتقوم بإعادة توجيهها إلى تنفيذ شبكة المرافق والأحياء غير الاستثمارية مثل محور الوحدات السكنية والحي الحكومي.
وأوضح خبير التقييم العقاري، أن الشركة اقتنعت مؤخراً بصحة هذا الرأي، وسرعان ما شرعت في طرح الأراضي الاستثمارية بالمرحلة الأولى، ثم بدأت في إسناد تنفيذ أعمال الحي الحكومي لــ 12 شركة مقاولات، وقد قامت الشركات بالفعل باستلام الأرض والشروع في أعمال التربة والتنفيذ، مشيراً إلى أن الحي الحكومي يضم مجلس الوزراء ومبنى الرئاسة ومجلس النواب ومقار الوزارات وسفارات، وهو ما سيسهل على المواطن الكثير من الجهد من خلال تجاور كافة الوزارات والسفارات.
وأكد سليمان، أن جميع فئات وشرائح الشعب المصري ستستفيد من هذا المشروع العملاق، بداية من المواطن البسيط محدود الدخل وحتى الشريحة الأعلى دخلاً والمستثمرين.
وطالب خبير التقييم العقاري الجهات القائمة على المشروع ببيان أوجه استفادة كل فئة من فئات الشعب من المشروع، حتى لا يكونوا عرضة للاستقطاب الفكري من جانب بعض وسائل الإعلام التي تصور هذا المشروع على أنه مشروعاً غير هادف للتنمية وإنما نوع من الاستعراض وأنه كان سبباً رئيسياً في استنزاف احتياطي مصر من النقد الأجنبي.
وأشار سليمان إلى أن مساحة العاصمة الإدارية تبلغ 168 ألف فدان، وهي مساحة تعادل مساحة دولة سنغافورة، أي أن مصر بصدد إنشاء دولة جديدة تبعد عن القاهرة 60 كيلو متر ونفس المسافة من العين السخنة، وهو ما يستوجب على الجميع توحيد جهودهم لإنجاح هذا المشروع العملاق.
وأوضح، أن العاصمة الجديدة بالشراكة مع عدد من المشروعات القومية الأخرى مثل المشروع القومي للطرق ومحور قناة السويس سيساهم في عودة مصر إلى خريطة الاستثمارات العالمية، وبالتالي جذب استثمارات دولارية جديدة تساهم في تعافي الاقتصاد المصري من كبوته الحالية، وتكفي الإشارة إلى أن المشروع يضم حديقة مركزية على مساحة 8 أفدنة على غرار حديقة هايد بارك في لندن والحديقة المركزية في نيويورك، بل إن الحديقة الخاصة بالعاصمة ستعادل مرتين ونصف حديقة نيويورك و6 مرات حديقة لندن، وكذلك المدينة الترفيهية التي ستعادل ثلاث مرات ونصف مدنية يونيفيرسال ستوديوز.
ولفت إلى أن العاصمة الجديدة ستساهم في تخفيف الضغط السكاني على القاهرة، حيث من المقرر أن تستوعب المرحلة الأولى فقط والتي تقام على مساحة 10 آلاف فدان العاصمة من 6 إلى 7 مليون نسمة.
وأشار إلى أن أحد أبرز الأبعاد الاجتماعية للمشروع هو محور الإسكان الاجتماعي والمتوسط والذي تنفذه وزارة الإسكان بإجمالي عدد وحدات 25 ألف وحدة سكنية بالعاصمة للمواطن المصري، حيث ستتراوح المساحات بين 100 متر 180 متر وهو ما يتناسب مع الشريحة الأكبر من الطلب على العقار، لافتا إلى أن شركات المقاولون العرب، وطلعت مصطفى وتحالف "أوراسكوم - أبناء علام" وكونكورد قد حققوا معدلات إنجاز جيدة للغاية في هذا الصدد، كما أن المشروع يضم محور فيلات لمخاطبة شرائح الدخل الأعلى نسبياً حيث يتم تنفيذ 4 آلاف فيلا تتضمن منطقتى فيلات وتاون هاوس تضم 190 فيلا و71 تاون هاوس فى الأولى و139 فيلا و50 تاون هاوس بالثانية.
وأضاف سليمان أنه بالنسبة للأبعاد التعليمية للعاصمة، فالمشروع يضم مدينة كاملة تم إطلاق عليها "مدينة المعرفة" على مساحة 417 فدان بالمرحلة الاولى وتشمل جامعة (12 كلية) ومراكز بحثية ومجمع مدارس ومراكز(حضانات) إدارية وصناعية للشباب وكافة الأنشطة العلمية والخدمية بجانب سكن للطلبة وفندق للوافدين مع مركز للمؤتمرات العلمية ويتم التفاوض ايضا مع اكبر الجامعات في العالم لبناء فروع لها بالمدينة، كما أنه من المخطط أن تكون العاصمة مدينة ذكية أي أن يتم تطوير جميع الخدمات الموجودة بها من كهرباء وإضاءة ومياه ومواصلات واتصالات وغيرها ليتم إدارتها بطريقة ذكية واستخدام تلك التقنية الجديدة من خلال بعض الأجهزة مثل الكاميرات، الحساسات و شبكات الاتصالات، ويتم تجميع المعلومات وإدارتها من خلال مركز التحكم الرئيسي بما تسمح بتحسين الخدمات المقدمة للمواطن بالمدينة.
وألمح إلى أن العاصمة تعتبر مشروعاً ترفيهياً لما تملكه من حدائق ومدينة ترفيهية، حيث تحتوي على حدائق تعتبر من أكبر الحدائق على مستوى العالم، حيث تقام على مساحة 5 آلاف فدان، بطول 35 كيلومترا، وستكون مفتوحة للجمهور مجانا وتخدم العاصمة الإدارية بالكامل، والقاهرة الجديدة والقاهرة، وتنقسم الحدائق على 7 قطاعات؛ منها الحديقة التاريخية (ذات طابع تاريخي)، وحديقة للصحة والسكان (للأطفال)، وحديقة للمال والأعمال، والحديقة الدولية، والحديقة الرياضية، وحديقة للعلوم، وحديقة للنباتات، مشيرا إلى أن هذا الكم الهائل من الحدائق سيتم ريه بمياه معالجة، ولا يؤثر على مياه الشرب.
وعاد خبير التقييم العقاري إلى الحديث عن مزايا العاصمة والتي تجعلها تتصدر كافة المعايير الدولية لتقييم المشروعات، حيث من المقرر أن تمتلك شبكة مرافق وسكك حديدية وطرق على اعلى مستوى، وتكفى الإشارة إلى أن سيتم ربط العاصمة بخط سكة حديد مع شبكة سكك حديد الجمهورية من خلال مشروع القطار الكهربائي الذى سيربط مدينة العاشر من رمضان وبلبيس بالعاصمة الإدارية، على أن يمر القطار بمحطات عدلي منصور والعبور1 والعبور2 والمستقبل والشروق1 والشروق2 وبدر والروبيكي والعاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الصناعية ورمضان 1 ورمضان 2، على أن تبلغ السرعة التصميمية للقطارات التي ستعمل خلال هذا المشروع 120كم في الساعة، وبعدد 20 قطارًا، وهو ما يعود بالنفع على المواطن البسيط أيضاً فسيصبح بمقدروه قطع المسافة من مدينة السلام إلى العاشر من رمضان عبر القطار المكهرب بعد تنفيذه في أقل من 45 دقيقة.
وأضاف أن العاصمة تحتوي على مطار دولي تم الانتهاء منه بالفعل على مساحة 16 كيلومتر، والمطار في انتظار الافتتاح من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن المشروع يضم أحدث شبكة طرق علي مستوي العالم بإجمالي أطوال حوالى 200 كيلو متر بأعراض مختلفة تبدأ من 24 مترا، وحتى 94 متراً، ومن المقرر أن يكون الطريق الرئيسي بالعاصمة أحد أكبر الطرق على مستوى العالم حيث يصل عرضه إلى 124 متر بواقع 7حارات مرورية يمين و7 حارات شمال، علاوة على أحدث شبكة أنفاق بطول 10 كيلو متر لخدمات المياه والكهرباء والغاز الطبيعي والخدمات الأخرى وتم عمل حساب الأمطار والصرف في اغلب الطرق، وهي كلها مرافق تدخل بشكل رئيسي في تقييمات أي مستثمر قبل الدخول في مشروع ما.
ولفت إلى نقطة جذب أخرى للعاصمة بالنسبة للمستثمرين وهو ضمان عدم حدوث أي مشكلات متعلقة بالكهرباء، فالمشروع ستحتوي على محطة كهرباء هي الأكبر في العالم بقدرة 4800 ميجا وات، بما يعادل 3 أضعاف الكهرباء المنتجة من السد العالي.
وأوضح أن العاصمة تنطوي على إيجابيات أخرى غير مباشرة، وعلى رأسها مكافحة نسبة البطالة التي تعاني زيادة مطردة، وذلك من خلال خلقها كم كبير من فرص العمل للشباب، سواء عن طريق شركات المقاولات والتي تعج بالآلاف من العمالة في كافة المجالات البنائية أو عن طريق المجالات الاستثمارية الأخرى، وذلك علاوة على حل مشكلة العشوائيات والتي تعد قنبلة موقوتة أخطر من كافة الجبهات الخارجية، كما أنها ستساهم في تعزيز ريادة مصر للمنطقة العربية العرب وإفريقيا، من خلال تصدرها واجهة العرب وافريقيا.