فاينانشيال تايمز: في سيناء .. استهداف المدنيين يطيل الحرب ضد اﻹرهاب

قوات أمنية تنتشر في سيناء

"المدنيون محاصرون وسط اشتباكات الجيش وداعش" .. جاء هذا  في تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية رصدت فيه المعاناة التي يعيشها اﻷهالي في شمال سيناء خلال محاربة القوات المصرية لتنظيم الدولة اﻹسلامية.

 

وفي التقرير الذي نشر اليوم اﻷحد، حذر ساسة وخبراء من أن رد القوات المسلحة على هجمات داعش، والتي يقتل خلالها في بعض اﻷحيان عدد من السكان المدنيين،  بجانب الإحباط الذي يعاني منه الشباب قد يطيل جهود الدولة في القضاء على اﻹرهاب في سيناء، ﻷن داعش سوف يسعى لاستغلال هذا الإحباط، خاصة بعد تهديدات السكان بعصيان مدني ردا على مقتل العديد من أقاربهم.

 

وفيما يلي نص التقرير:

 

أظهرت لقطات فيديو وزعته وزارة الداخلية المصرية مؤخرا دماء عدد من الرجال في شقة مع أسلحة متناثرة حول جثثهم.

 

وتقول الوزارة إن هذا المشهد الرهيب وقع نتيجة تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن ومسلحين من الدولة اﻹسلامية المعروفة إعلاميا "بدعش" بعد أيام من انفجار سيارة مفخخة في مدينة العريش، أسفرت عن مقتل ثمانية من رجال الشرطة، لكن عائلات الضحايا تصر على أن هذا افتراء، ويقولون إن أبناءهم أعدمتهم الشرطة بعد اعتقال دام عدة أشهر.

 

وينتشر الغضب في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء، مع تهديد أقارب 6 من 10 رجلا قتلوا على يد الشرطة في يناير الماضي بشن حملة عصيان مدني، وهو تعبير نادر عن الغضب في المنطقة المضطربة التي تعتبرها القاهرة حجر الزاوية في معركتها ضد داعش، و لتأمين حدودها مع إسرائيل.

    

عمليات داعش في مصر ظلت محصورة لفترة طويلة في شمال سيناء، ولكن داعش لا تزال أكبر تهديد أمني يواجه الدولة، لقد قتلوا مئات من الجنود ورجال الشرطة.

 

في عام 2014، قنبلة وضعتها داعش على متن طائرة روسية أسقطت الطائرة وقتلت جميع ركابها وتسببت في منع روسيا مواطنيها من القدوم لمصر للسياحة، كما يشكلون تهديدا لإسرائيل حيث أطلق من سيناء وابلا من صواريخ "جراد" على إسرائيل هذا الشهر.

 

ردة الفعل على مقتل الرجال يسلط الضوء على معاناة المدنيين المحاصرين بين المسلحين، وقوات الأمن التي تخوض حربا شرسة للقضاء على اﻹرهاب.

 

ويقول علي عبد العاطي - الذي كان ابنه البالغ من العمر 25 عاما من بين القتلى- :" بغض النظر من المسئول عن وفاة ابني، يجب أن يحاسب هذا الشخص، وإذا لم يحدث، يمكن لأي شخص أن يستغل غضب الشباب في الاتجاه الخاطئ"، في إشارة إلى أن داعش قد تسعى للاستفادة من إحباط شباب سيناء.

 

ويؤكد، أبني وغيرهم ضمن خمسة رجال كانوا رهن الاحتجاز منذ أوائل أكتوبر الماضي، ولم نكن قادرين على رؤيته عندما اعتقل، ولكن سمعنا صوته من خلال الاتصالات.

 

منذ فترة طويلة شمال سيناء، هي منطقة صحراوية كبيرة على الحدود مع غزة وإسرائيل تعاني من الانفلات الأمني، ومهملة من القاهرة.

 

داعش بدأت هجماتها في سيناء بمهاجمة إسرائيل، ولكنها كثفت هجماتها ضد قوات الأمن في 2013 بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وفي عام 2014 بايعت داعش وأطلقت على نفسها "ولاية سيناء".

وفي الأشهر الأخيرة، ركز الجهاديين هجماتهم على العريش، ويقول السكان إنهم يعيشون حاليا وسط الرصاص الذي يثير خوفهم بشدة.

 

ويقول مصطفى سنجر - صحفي مقيم العريش-:" لا يمكن أن نتوقع أي شيء هنا، ولا شيء مضمون .. رصاصة طائشة أو قذيفة يمكن أن تصيب أي شخص، ويمكن أن تعتقل في أي وقت .. هذا يجعل الناس خائفين لدرجة أنهم يقللون تحركاتهم . .هناك ضحايا من المدنيين كل يوم".

 

استخدام المسلحين بانتظام السيارات المفخخة والقذائف الصاروخية لمهاجمة نقاط التفتيش ومراكز الشرطة، تلك التفجيرات تقتل المدنيين أيضا، وقد تستهدف أيضا الأقلية المسيحية.  

ويرد الجيش والشرطة على الهجمات عن طريق عمليات تمشيط واسعة، واعتقال الكثيرين لفترات طويلة، وغالبا بمعزل عن العالم الخارجي، بجانب ضربات جوية ضد أهداف جهادية مفترضة.

 

واجبر العنف آلاف الأشخاص على الفرار من قراهم، تاركين مبان مهدمة، وبساتين مدمرة من جانب قوات بسبب شكوك أن المتشددين يستخدمونها مخابئ.

 

ويقول مختار عوض، باحث في جامعة جورج واشنطن:" الجيش المصري سجل العديد من النجاحات ضد الجهاديين، لكنه من الصعب تقييم مدى قرب قمع هذا التمرد".

 

وأضاف:" لقد رأينا التقدم التدريجي مرات عديدة ونكسات كبيرة .. ولكن المشكلة في العريش الاحتجاج على مقتل الشبان يشير الآن إلى شرخ كبير، ويجب أن يكون هناك ثقة بين الشعب والشرطة لنجاح استراتيجية مكافحة اﻹرهاب".

 

الرابط أﻷصلي

مقالات متعلقة