مع اقتحام آخر رقعة لداعش بالعراق .. 750 ألفا شخص في خطر

مخاوف من هلاك 750 ألف مدني عالقين في الشق الغربي من مدينة الموصل

فترة من التوقف مرت بها عملية تحرير الموصل عقب تحرير الجانب الأيسر (شرق)، وتبقى الأيمن (غرب) آخر رقعة لداعش في العراق، إذ كان وراء التوقف تساؤل خطير  عن مصير 750 ألف مدني محاصرين في الشق الغربي"، ولكن أطلقت عملية التحرير دون الإجابة على السؤال.

 

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي صباح الأحد انطلاق علمية تحرير الشق الغربي من الموصل من قبضة تنظيم داعش، مفيدا بأنها لكنها ستكون معركة صعبة، نظراً إلى وجود ما بين 650 ألفاً إلى 800 ألف مدني في الجزء الغربي من المدينة وهم يعيشون في أوضاع صعبة.

 

مئات الآلاف من المدنيين ما زالوا قابعين في منطقة سيطرة داعش الأخيرة، حيث أن الفرار يكلفهم حياتهم، إذ يعدم تنظيم داعش كل من يحاول الهرب من المدينة، في حين يتردد فريق آخر في محاولة الهرب في ظل الأوضاع السيئة التي يعانيها النازحون عن المدينة.

 

النازحون عن المدينة يعانون نقص الأدوية والمواد الغذائية وأيضًا المياه الصالحة للشرب وفي ظل الانخفاض الشديد في درجة الحرارة يموت بعض النازحين بردا، وبعضهم يفترش التراب للتدفئة.

 

أوضاع مميتة  

ويعاني العالقون في المدينة أوضاعا لا تقل سوءا عن الهاربين منها، فالمنطقة محاصرة من كل الجوانب ولا يدخل إليها شيء بجانب قطع خطوط الماء والكهرباء، وانعدام الرعاية الصحية.

 

وتتكون الموصل من جانبين أيسر وأيمن يفصلهما نهر دجلة، الجانب الأيمن يمثل الموصل القديمة حيث الأزقة والممرات الضيقة.

 

وفي 24 يناير الماضي أعلن رئيس الوزراء العراقي تحرير الجانب الأيسر (شرق) مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش".

 

وقبل أن تطلق المرحلة الثانية من تحرير عملية الموصل صرح رئيس الوزراء العراقي أن داعش انتهى عسكريًا في العراق، وأن حكومته تعلم مكان وجود زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، مفيدا بمغادرة العناصر غير العراقية من التنظيم باتجاه سوريا، بجانب قتل غالبية قادة التنظيم وأن المواجهة في العراق انتهت وسقوط الشق الغربي من الموصل يصيب داعش بضربة قوية.

 

ومن الموصل قال الطالب المعماري النائب في البرلمان العراقي  إن الوضع الاقتصادي والصحي في الجانب الأيمن للمدينة متدهور للغاية والأهالي في حاجة لتحرير الموصل في أقرب وقت.

 

تحذيرات  

وأوضح المعماري في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه يجري تحرير المدينة عن طريق العمليات الخاصة وعمليات الإنزال وليس عن طريق الطائرات والدبابات كما جرت المعارك السابقة.

 

وحذر من أن المحاصرين في غرب الموصل معرضون للهلاك إذا جرى الاقتحام بالطرق المعتادة، فالبيوت والأزقة لا تحتمل الانفجارات والصواريخ بكل أنواعها.

 

وذكر المعماري أنه منذ انطلاق عملية "قادمون يا نينوى" لتحرير الموصل من داعش 17 أكتوبر الماضي، والتنظيم يتخذ من الأهالي دروعا بشرية لعرقلة تقدم القوات، لذلك التعامل معه يجب أن يكون بحذر شديد.

 

القصف يقتل المدنيين  

من جانبه كشف الناشط الحقوقي بالموصل زياد السنجري أنه قبل  بدء العمليات العسكرية في الجانب الغربي من مدينة الموصل كثفت القوات المشتركة قصفها المكثف على المدينة القديمة التي تعاني من حصار خانق ما أدى الى حالات وفيات عديدة، خاصة بين الأطفال.

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" أن 750 ألف مدني وأكثر من أبناء الموصل حياتهم في خطر محدق نتيجة القصف اليومي العمليات العسكرية.

 

احتياج لمساعدات عاجلة    

ودعا المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للقيام بدورها خاصة في المرحلة المقبلة وتقديم حلول عاجلة وفورية منها إلقاء مساعدات جوية إنسانية وإنشاء مستشفيات طبية وتقديم خدمات إنسانية عاجلة.

 

وعما تواتر حول خلاف أمريكي عراقي أخر عملية تحرير الشق الغربي بسبب أزمة العالقين من المدنيين قال السنجري إن هناك خشية على العسكريين فقط، مردفا:" لم تخش أمريكا على مدنيي الموصل يوما، فمنذ احتلال العراق 2003 وهي تنتج لنا الموت بصور مختلفة".

 

ولفت إلى أن هناك مخاوف أيضًا من خسائر كبيرة في صفوف القوات الحكومية لأن المدينة قديمة وشوارعها ضيقة وخشية، بجانب الحاجة إلى ملء المساحات الكبيرة ولا يوجد إلا الميليشيات وهي سيئة السمعة.  أمنيا،                    

 

ونوه إلى وجود عمليات اعتقال كبيرة جدا تنفذها القوات الحكومية بحق المدنيين في الجزء الشرقي من المدينة.

 

الهلاك  

فيما قال الشيخ ثائر البياتي أمين عام "مجلس العشائر العربية" بالعراق أنه لا يوجد بدائل أمام الأهالي المحاصرين في الموصل إلا الهلاك.

 

ورأى في حديثه لـ"مصر العربية" أن الوضع الراهن جاء تنفيذا لمخطط وضع سلفا وإلا لكان من المفترض أن يعطوا لتنظيم داعش مفرا للهرب من المدينة، متابعا:" ولكنهم أبوا ذلك لكي يدمروا المدينة بأكملها ويقتلوا أهلها".  

 

 

مقالات متعلقة