موسم 2008 الأفضل في مسيرتي
الإصابة "عطلتني" كثيرًا الأهلي فاوضني مرتين..ولكن ماحصلش نصيب جمهور الإسماعيلي "مجنون كورة" حسن شحاتة وعودة وراء تألقي
عمر جمال، "حريف"، تغنى باسمه عشاق الدراويش، .. طلبه الغريم التقليدي "الأهلي" في أكثر من مناسبة، ولكن حالت الظروف دون انضمامه للقلعة الحمراء.
لعب لأولاد العم "الزمالك"، لفترة وجيزة، قبل أن يقرر الرحيل لضعف المشاركة تحت قيادة المدير الفني، أحمد حسام "ميدو".
شارك مع الجيل الذهبي في حصد لقب كأس الأمم الأفريقية 2008، ومنعته الإصابة بقطع في الرباط الصليبي، من رحلة احتراف واعدة، لكنه لم يفضل الاختيار السهل "الاعتزال"، وعاد يقدم عروضًا طيبة مع ناديه الحالي المقاولون العرب، دفعت جمهور الإسماعيلي للمناداة بضمه من جديد، ليشاركهم عزف أنغام السمسمية، ويساهم في عودة مجد ثالث أركان الكرة المصرية.
ويفرغ عمر جمال في حواره مع "ستاد مصر العربية" ما في جعبته من قصص وأسرار رحلته الكروية الطويلة، وعلاقته الفريدة مع جمهور الإسماعيلي، وما عرقل انضمامه للأهلي، وكيف رحل عن الفارس الأبيض، وتطلعاته التي يسعى لتحقيقها خلال المرحلة المقبلة..
عمر جمال نجم سطع في الإسماعيلي..فهل الدراويش نقطة الانطلاق؟
طبعًا، أدين بالفضل للنادي الإسماعيلي وجمهوره، ولكن البداية تعود للوراء قليلًا عندما كنت أحد ناشئي الألومنيوم، وساعد الكابتن عماد سليمان في انتقالي للإسماعيلي خلال يناير من عام 2004.
حدثنا عن البدايات مع الإسماعيلي؟
في أول موسم لي مع الإسماعيلي، لعبت في البطولة العربية والأفريقية، والدوري والكأس، وأحرزت الكثير من الأهداف، فضلًا عن صناعة عدد أكبر، وخلال 6 شهور فقط فزت بجائزة أفضل ناشئ في مصر لهذا الموسم.
ما هو أفضل مواسمك كرويًا؟
موسم 2008، تألقت حينها مع الدراويش بشكل لافت، ما دفع الكابتن حسن شحاته، المدير الفني للمنتخب حينها، لضمّي ضمن قائمة كأس الأمم الأفريقية بغانا، لنعود باللقب الأفريقي.
ما تعليقك على عدم المشاركة في المنتخب؟
بطولة 2008 كانت من نوع خاص، وكان المنتخب يضم فطاحل أتشرف بالمشاركة في صفوفهم، أمثال محمد أبو تريكة، ومحمد زيدان، واللذان قدما مستوى رفيعًا، ما صعب من مشاركتي، وجاءت إصابتي بالرباط الصليبي في العام اللاحق، حالت دون الانضمام بنسخة 2010.
في العام ذاته فاوضك الأهلي، أليس كذلك؟
بالفعل تواصل معي مسؤولو الأهلي للانضمام للفريق، وقال لي عدلي القيعي وقتها: "خلص نفسك وتعالى"، لكنني طلبت منه التواصل مع إدارة الإسماعيلي، فرد: " لو طلبناك هيحصل مشاكل..وإحنا مش ناقصين..اصبر سنة عقدك يخلص وتعالى"، ولكنني رفضت الانتظار وجددت مع الإسماعيلي، ولن أخفي عليك "ترددت وقتها كثيرًا بسبب تفكيري في رد فعل الجمهور.. فجمهور الدراويش مجنون كورة وشديد التعصب لناديه".
وماذا عن الاحتراف؟
أعلنها لأول مرة، هناك فريق بالدوري الفرنسي كان يتابعني عن كثب، تمهيدًا للتعاقد معي مقابل 11 مليون جنيه، ولكن الإصابة بـ "الصليبي" جاءتني قبل إتمام الصفقة بأيام، ووقتها داعبني السمسار "منك لله يا أخي ضيعت مستقبلك".
كيف أثرت عليك الإصابة؟
الصليبي يهدد مشوار أي لاعب، والإصابة "عطلت" مشواري بشكل كبير، لأنها جاءتني وقت تألقي في شهر مايو، موسم 2009، الموسم الذي خسرنا فيه الدوري لصالح الأهلي بفارق ضئيل من النقاط، ولكن الحمد لله قدر الله وماشاء فعل.
وماذا بعد الإصابة؟
لم تسر الأمور بشكل جيد، ففي عام 2010 اكتشفت أن علاج الإصابة كان خاطئ، واضطررت لخوض رحلة علاج أخرى، و2011 كان عام الثورة، و2012 وقعت كارثة بورسعيد، فاستغرق الأمر 4 سنوات قبل العودة لمستواي، والسفر للاحتراف في صفوف أهلي طرابلس الليبي.
هل حقًا فاوضك الأهلي للمرة الثانية وقتها؟
نعم، سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالقلعة الحمراء، تحدث معي وقتها، أنا وصبري رحيل، بعدما وقعنا العقود مع النادي الليبي، وطالبني برد قيمة التعاقد لأهلي طرابلس ،والانضمام للأهلي، إلا أنني رفضت، لأني لست معتادًا على التراجع في الاتفاق.
وكيف تصف تجربة الاحتراف؟
كانت فترة طيبة، أظهرتني بمستوى جيد، رغم قصر مدتها، وتعاقدت بعدها مع الزمالك، فترة تولي حلمي طولان، وكنت أرغب بتقديم شيء للأبيض، وجمهوره، إلا أن الأمور لم تسر كما يرام، ورحلت وقت قيادة "ميدو" الإدارة الفنية.
هل نستطيع القول إن ميدو سبب الرحيل عن القلعة البيضاء؟
ميدو أحد الأسباب نعم، فأنا كنت أريد الاستمرار، لكن عدم المشاركة، رغم جاهزيتي على المستوى الفني والبدني، عقدت الأمور، ولكن أقولها من باب الإنصاف: "ميدو مدرب جيد..وكانت تجمعني به علاقة طيبة عندما منا زملاء في المنتخب..وكان بيقولي أنت إزاي ماحترفتش لحد دلوقت".
احكي لنا تفاصيل أزمتك مع ميدو؟
هي ليست أزمة بالمعنى الحرفي، وكل ما في الموضوع أنني ذهبت لأخبر ميدو بنيتي في الرحيل لضعف المشاركة، ليفاجئني بقوله: "يا عمر بس أنا مش فاضي.. وبعدين عايز تلعب إزاي وإحنا جايبينك مصاب"، رغم أنه دفع بي قبل هذه الواقعة بيومين، ولا أفهم حتى الآن "مادمت مصابًا إزاي كان بيلاعبني؟!".
ولماذا فضلت الانتقال للمقاولون؟
بعد الرحيل عن الزمالك لم تنهل عليّ العروض مثل السابق، والمقاولون قدم عرضًا جيدًا قبلت به، والمقاولون الآن مختلف كثيرًا، فأصبح يضم أسماء كبار مثل جدو، ومحمد فضل، وأحمد علي، وأصبحنا نسعى للمنافسة والمزاحمة في جدول الدوري، بعدما كنا نصارع الهبوط في مواسم ماضية.
لمن تدين بالفضل من المدربين؟
المعلم حسن شحاته في المرتبة الأولى بالطبع، والذي حققت معه اللقب الأفريقي، كما أنه ساعدني كثيرًا في استعادة مستواي فترة توليه مسؤولية الذئاب، يليه كابتن محمد عودة، الذي اعتمد عليّ بشكل أساسي في تشكيلة الفريق، والذي نجح في خلق أجواء الود بين اللاعبين.
هل ستنهي مشوارك الكروي بالدراويش؟ الآن أعيش فترة هادئة، فاللعب لنادي تابع لمؤسسة وشركة كالمقاولون، يرفع عنك عبء الضغط الجماهيري، والتركيز الإعلامي، خاصة مع تقدمي في السن، ولكن الإسماعيلي بيتي، ولن أبخل عليه وقت الحاجة، ويشرفني إنهاء مسيرتي بصفوفه.
عمر جمال مع محرر "استاد مصر العربية"