قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن علماء الدين في مصر يقاومون دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد "الإسلام" .
وتحت عنوان "إصلاح الإسلام في مصر، السيسي في مواجهة الشيوخ"، قالت المجلة: “ القليل من المصريين يجرؤون على مواجهة رئيسهم السلطوي عبد الفتاح السيسي، لكن مؤسسة وحيدة وقفت منه موقف المتحدي".
الشهر الماضي،قال الرئيس لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب: “ تعبتني يا مولانا".
ومر عامان منذ أن تذمر السيسي، المسلم الملتزم قائلا: “مش معقول يكون الفكر اللي احنا بنقدسه ده يدفع بالأمة بالكامل إن هو يبقى مصدر للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها"، وحث علماء الدين على صد الجهاديين وداعش، مطالبا بضرورة إحداث ثورة دينية.
وطالب السيسي بضرورة أن يقوم الأزهر والعالم السني بقيادة تلك الثورة.
واستدركت المجلة البريطانية: “لكن الشيوخ بقيادة الطيب قاوموا بشكل كبير نداء السيسي، وبالرغم من أن الأزهر يصف نفسه بالقوة المعتدلة، لكن منتقدين ذكروا أنه سمح لمتشددين بالبقاء في مناصب بارزة، وفشل في إصلاح المناهج، التي تتضمن نصوصا مر عليها عقود، يستشهد بها المتطرفون".
الأزهر، بحسب المجلة، قاوم جهودا تسعى لإحداث إصلاحات اجتماعية، ويحاول حظر منتقديه.
من جانبه قال وزير الثقافة حلمي النمنم في أغسطس الماضي: “لم يحدث شيء منذ دعوة الرئيس السيسي إلى إصلاح الخطاب الديني".
وفي معظم فترات تاريخه الممتد لأكثر من 1000 عام، دأب الأزهر على التصرف بشكل مستقل. ويقوم كل عام بتدريب آلاف الأئمة، ويدرس عشرات الآلاف من الطلاب المصريين والأجانب في مدارسه، لكنه أيضا يخوض في عالم السياسة، بما يسبب إحباطا للحكام".
واستطاع الرئيس جمال عبد الناصر كبح جماح الشيوخ عبر تأميم الأوقاف.
ودأب عبد الناصر ومن جاءوا بعده على ممارسة ضغوط ضد المؤسسة الدينية لإصدار فتاوى لتبرير سياساتهم، ورغم أن ذلك أضر بمصداقية الشيوخ لكنه منحهم تقديسا خاصا باعتبارهم "الحكم" الرئيسي للعقيدة في مصر.
السيسي استغل الأزهر أيضا بعد عزله الإخوان من الحكم عام 2013، حيث جلس السيسي بجانب شيخ الأزهر.
الدستور الجديد، الذي جرى تمريره عالم 2014، منح الأزهر استقلالية أكبر.
بيد أن السيسي يحاول منذ ذلك الحين بسط سيطرته على الأمور الدينية، فأغلق مساجد، وحظر دعاة غير مسجلين.
وفي 2015، بدأت السلطات المصرية في محاولة توحيد خطبة الجمعة بهدف تقليص التطرف، والترويج لسياسات الرئيس.
وعلى سبيل المثال، تم وصف توسيع الرئيس لقناة السويس بأنه "هدية من الله".
بيد أن الأزهر صدّ محاولات توحيد خطبة الجمعة مصرا على منح الحرية للشيوخ في هذا الصدد.
بعض الشيوخ كذلك عارضوا على الملأ موقف السيسي الصارم ضد ختان الإناث، رغم موافقة الأزهر الرسمية على تجريم تلك العادة.
وبعد أن طالب الرئيس بإنهاء الطلاق الشفوي، قامت هيئة كبار العلماء بوصف ذلك النوع من الطلاق بأنه أمر من صميم الإسلام.
رابط النص الأصلي