تحليل| لماذا ظهر الأهلي بوجهين أمام المقاولون العرب؟

نجح الأهلي في تحقيق فوز هام على المقاولون العرب، بهدفين دون رد، ليواصل تربعه على صدارة جدول الدوري، بعد اهتزاز المستوى في المباريات الأخيرة.

 

"استاد مصر العربية" يلقي الضوء في التحليل التالي على أبرز النقاط الفنية، ويوضح أسباب تباين المستوى في شوطي اللقاء، وتحسن الوضع قليلًا في الشوط الثاني وتحقيق الفوز.

 

عاد البدري مجددًا لطريقته المعتادة 4-2-3-1، معتمدًا على الرباعي الخلفي سعد سمير، وأحمد حجازي، ومحمد هاني، وعلي معلول، وفي وسط الملعب أحمد فتحي، وحسام عاشور، في الأمام جونيور أجاي، وخلفه الثلاثي صالح جمعة، ووليد سليمان، وميدو جابر.

حاول البدري تعويض غياب عبدالله السعيد، باللاعب الذي يراه البدري المناسب لأداء نفس المهمة، وهو صالح جمعة، لكن الأخير لم ينجح في تأدية الدور المطلوب منه، وبناءً عليه، كان الشكل الهجومي للأهلي دون المستوى.

 

في البداية لم يستطع صالح أداء دور السعيد بالرغم من مهاراته الفنية العالية، لأن البدري يعتمد على عبدالله في دور هام آخر بجانب صناعة اللعب، وهو الزيادة للأمام، والدخول كرأس حربة ثان، وهو أمر لا يجيده صالح، بالإضافة إلى أن مهارات صالح وإمكانياته العالية، تظهر بشكل أكبر إذا كان أمامه أكثر من رأس حربة، أو على الأقل من يقوم بهذا الدور، وهنا ننتقل للنقطة التالية.

 

بدأ البدري بالثنائي وليد سليمان، وميدو جابر، على طرفي الملعب، كأجنحة، ولا يجيد أحدهما دور المهاجم الثاني، ربما يقوم وليد سليمان بالدور لكن على استحياء، وبشكل متأخر للغاية (بمعنى أكثر دقة كلاهما ليس مؤمن زكريا، أو ما شابه من هذه النوعية من اللاعبين)، كلاهما كان يترك مكانه ويتوغل للعمق في وسط الملعب، بشكل يضر الفريق في أكثر من أمر، الأول يغلق مساحة لعب صالح، ويصعب مهمته في إيجاد لاعب يمرر له الكرة، بسبب عودتهما كثيرًا لوسط الملعب، بالإضافة لعودة أجاي كثيرًا، ليظهر الأهلي في النهاية بلا أنياب هجومية، أضف لذلك أن صالح لا يجيد على أطراف الملعب.

 

من المرات القليلة التي تسلم فيها الكرة صالح بأريحية في العمق دون مضايقة من زميل أو منافس، لكن لمن يمرر؟، الطبيعي والمعتاد هو تواجد مهاجم أمامه، وانطلاق ظهير أو جناح، مع تكمله من الجناح العكسي، كل ذلك لم يحدث، لهذا لم تظهر للأهلي أنياب هجومية.

 

مجددًا صالح يقوم بدور لا يجيده كرأس حربة ثان، حينها ستكون مهمة المدافع أسهل بكثير، وصعبة للغاية على صالح، فهو لا يجيد ضربات الرأس، فصالح ليس مروان محسن، سينقض على القائم الأول ويحولها لهدف.

السعيد في لقاء سابق للأهلي يتحول لمركز رأس الحربة ومنه سجل هدف وقتها.

أجاي عاد للخلف لتسلم الكرة، الطبيعي هو أن يمررها للظهير الأيسر المنطلق، في الوقت الذي يتحول فيه صالح وميدو ووليد للمرمى على أن ينطلق خلفهما أجاي للتكملة، لكــــــن ذلك لم يحدث، الكرة مع أجاي والثلاثي الآخر جميعم يتوجهون له لاستلام الكرة!!

حتي بعد حصوله على الكرة واكتمال الهجمة بشكل فردي، حين حاول تمرير العرضية لم تجد إلا لاعب واحد وسط دفاع المقاولون.

لماذا تحسن الأهلي في الشوط الثاني؟

في الشوط الثاني فطن البدري للأمر، ودفع بمؤمن زكريا بديلًا لصالح جمعة، وتحول وليد سليمان لمركز صناعة اللعب، ليكون وليد في الوسط، على يساره ميدو جابر، وعلى يمينه مؤمن، خلف أجاي، ثم لعب عمرو جمال بديلًا لميدو جابر، ومتعب على حساب وليد سليمان.

 

دومًا يلعب مؤمن باتجاه المرمى، وهي إحدى المزايا التي طورها فيه البدري، لاستغلاله في العمق، وليس على طرف الملعب، حين تتحرك الكرة باتجاه المنافس، تلقائيًا يتحول مؤمن للأمام في العمق ويترك الخط.

قلما ظهر هذا المشهد لهجوم الأهلي في الشوط الأول بل يكاد يكون انعدم، حين يظهر هذا الشكل للهجوم الأحمر أعلم أن الهدف قادم لا محالة.

هل تلاحظ أين يتواجد متعب، يسلم الكرة ثم ينطلق في العمق ويحولها لهدف، بالتأكيد هدف من طراز رفيع ومجهود كبير من مرعب الحراس، لكن لو كان وحيدا وسط دفاع المقاولون مثل أجاي في الشوط الأول لما وصلت له الكرة من الأساس(بالتأكيد لا نقلل من براعة متعب، لكن نتحدث عن موقف هجومي للفريق ككل).

حتى في كرة الهدف الثاني ومع التسليم أنها خطأ من المدافع إلا أن ترك مؤمن للطرف والتوغل نحو مرمى المقاولون مهده لخطف الكرة واستغلال هفوة المدافع.

 

لمناقشة الكاتب عبر فيس بوك من هنا

مقالات متعلقة