قال تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الإثنين، إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي يحتجزون نساء وفتيات عربيات سنيات ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتهم في العراق بشكل تعسفي، ويسيئون معاملتهن ويعذبوهن ويتزوجوهن قسرا.
وجاء في التقرير الذي نشرته المنظمة، اليوم، على موقعها، أنه "رغم وجود شهادات عن حالات عنف قائم على الجنس في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش، تُعتبر هذه أول حالات ضد نساء من العرب السنة في العراق تتمكن هيومن رايتس ووتش من توثيقها، بعد مقابلة 6 نساء في مدينة كركوك (شمال) كن قد فررن من بلدة الحويجة، (125 كم جنوب الموصل)، والتي لا تزال تحت سيطرة داعش".
قالت لمى فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، بحسب التقرير إنه "يُعرف القليل عن الاعتداءات الجنسية ضد النساء العربيات السُنيّات اللاتي يعشن تحت حكم داعش، ونأمل بذل السلطات المحلية والمجتمع الدولي كل ما في وسعهم لتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة من الضحايا".
وأضافت "فقيه"، "تعاني النساء ضحايا العنف القائم على الجنس، من عواقب الانتهاكات الجنسية لفترة طويلة بعد فرارهن من داعش".
ولفتت إلى أن "تقديم الرعاية لهن وتأهيلهن يتطلب استجابة متعددة الأوجه، والسلطات مطالبة بتقديم الدعم الطبي والنفسي اللازمين، والعمل على القضاء على الوصم المرتبط بالعنف الجنسي في المجتمع الأوسع".
وأشار تقرير المنظمة إلى أنه "في يناير 2017، قابلت هيومن رايتس ووتش، أربعة نساء قلن إن داعش، اعتقلهن في 2016، لفترات تتراوح بين ثلاثة أيام وشهر، وقالت امرأة خامسة إن أحد مقاتلي داعش، ابن عمها، أجبرها على الزواج منه، ثم اغتصبها، وقالت سادسة إن مقاتلي داعش، دمروا منزلها كعقاب على هرب زوجها منهم، وحاولوا الزواج منها قسرا، وقالت 5 من 6 نساء إن مقاتلي داعش ضربوهن".
ووفقا للتقرير فإن "امرأة قالت إنها حاولت الفرار من الحويجة، مع أطفالها الثلاثة ومجموعة كبيرة من العائلات الأخرى في أبريل 2016، أمسك مقاتلو داعش بالمجموعة، واحتجزوا 50 امرأة منهم في منزل مهجور، وأن مقاتلا من داعش اغتصبها بشكل يومي طيلة الشهر التالي أمام أطفالها، وقالت إن عدة نساء محتجزات تعرضن على الأرجح للاغتصاب".
وقال خبراء من أربع منظمات دولية، منها منظمتان طبيتان، تعملان مع ضحايا الاعتداءات الجنسي شمالي العراق، لـ هيومن رايتس ووتش، بحسب التقرير إنه "من الصعب تقييم مدى انتشار العنف القائم على الجنس الذي مارسه داعش ضد النساء الفارات من أراضٍ واقعة تحت سيطرته".
وتتقلى النساء اللاتي قابلناهن منظمة هيومن رايتش ووتش علاجا في مركز بمحافظة كركوك، الذي يوجد فيه 12 موظفا يقدمون المشورة النفسية والسلوكية للنساء والأطفال.
الدكتور عبد الكريم الخليفة، مدير المركز، أفاد في يناير الماضي، بحسب ما أورده التقرير، أن "المركز يعالج وقتها 30 مريضا، منهم 15 طفلا، يعانون من صدمات متصلة بتجاربهم التي عاشوها في ظل داعش، وفي عام 2016، تمت معالجة حوالي 400 مريضا هربوا من أراض خاضعة لسيطرة داعش".
وأضاف أن "مقاتلي داعش اغتصبوا مريضتين على الأقل من مرضاه الحاليين".
ولا يزال "داعش" الذي خسر مناطق عديدة بالموصل، يسيطر على جيب كبير في جنوب غرب محافظة كركوك وتضم قضاء الحويجة وناحيتا الرياض والزاب، بينما تسيطر قوات البيشمركة (جيش الإدارة الكردية في الشمال) على بقية أجزاء المحافظة منذ فرار قوات الجيش العراقي أمام اجتياح مسلحي "داعش" لشمالي وغربي البلاد صيف 2014.
ويشتهر "داعش" بتنفيذ عمليات إعدام واسعة النطاق بحق المناوئين لحكمه المتشدد بعد أن تتم إدانتهم في ما يطلق عليها التنظيم "محاكمه الشرعية".