قمع حرية الإعلام هي الطريقة التي يبدأ بها أي ديكتاتور عهده.. هكذا دافع السيناتور الجمهوري جون ماكين عن حرية الإعلام على خلفية التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا ووصف فيها الصحف والشبكات الإخبارية بأنهم "أعداء الشعب الأمريكي."
ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية تصريحات ماكين التي جاءت خلال حوار حصري له مع شبكة "‘إن بي سي" الأمريكية والتي قال فيها:" أنا أكره الصحافة،" مضيفًا: "لكن الحقيقة هي أننا نحتاجكم. إننا نحتاج لصحافة حرة. ولابد أن يكون لدينا صحافة حرة."
وتابع ماكين:" أتحدث بجدية الآن، إذا أردت أن تحمي الديمقراطية كما نعرفها، يجب أن يكون لديك صحافة حرة، بل وتختلف معك في أوقات كثيرة."
وتابع:" بدون هذه الصحافة الحرة، أخشى أن نفقد الكثير من حرياتنا الفردية بمرور الوقت. وهكذا يبدأ أي ديكتاتور عهده."
وأتم: "يبدأ بقمع حرية الصحافة، وفى قول آخر تكريس النفوذ، عندما تنظر إلى التاريخ تجد أن أول ما يفعله أى دكتاتور هو قمع الصحافة، وأنا لا أقول إن الرئيس "ترامب" يحاول أن يكون دكتاتورًا، أنا فقط أقول إننا يتعين علينا التعلم من دروس التاريخ."
ولطالما انتقد ماكين، المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2008، أفكار ترامب كمرشح رئاسي وكرئيس حالي للولايات المتحدة الأمريكية.
الحوار الذي أجراه ماكين مع "إن بي سي" وتم بثه أمس الأحد يجيء بعد يومين فقط من تغريدة مثيرة للجدل أطلقها ترامب مساء الجمعة الماضية والتي وصف فيها الإعلام بأنه "عدو الشعب الأمريكي."
ولم يتوقف ترامب عند هذا الحد، فقد خرج بعدها بيوم ليصرح أمام حشد من أنصاره بولاية فلوريدا، قائلا:" عندما يكذب الإعلام على الشعب، فلن أسمح أن يمر هذا الأمر مرور الكرام."
كان ماكين قد ذكر في تصريحات منفصلة مؤخرًا أن إدارة ترامب "في حالة اضطراب" وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في مؤتمر صحفي أن إدارته "آلة متناغمة منضبطة.
وردًا على سؤال حول هذا الموضوع في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية والدفاعية، وهو اجتماع سنوي بين مسؤولي السياسة الخارجية والدفاعية، قال ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إنّ الاستقالة الأخيرة لمايكل فلين مستشار الأمن القومي لترامب بمثابة مؤشر على أن كل شيء لا يسير على ما يرام في البيت الأبيض.
وكان ماكين قد قال في وقت سابق: "إنّ هذه الاستقالة هي دليل مقلق على الخلل الذي يسود حاليًا إدارة الأمن القومي"، وتساءل حول النية الحقيقية للإدارة الامريكية الحالية حيال روسيا.
يذكر أنّ أجواء من القلق تخيم على مؤتمر الأمن في ميونيخ حيث تخشى أوروبا من تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دور القيادة التقليدي للولايات المتحدة في وقت تواجه فيه القارة مساعي روسيا لتعزيز نفوذها وحروبًا في دول بشرق وجنوب البحر المتوسط وهجمات من متشددين.
وكان الرئيس الأمريكي قد ألقى باللائمة على إدارة سلفه باراك أوباما، قائلاً: "لنكن صادقين، ورثت حالة من الفوضى، إنها فوضى.”
واعتبر أن الرئيس المنتهية ولايته، هو المسؤول عن “انخفاض الأجور والرواتب” و “عدم الاستقرار الهائل في الخارج.”
لمطالعة النص الأصلي