بخيط رفيع تجد نفسك فى أعماق قصة تراجيدية لرجل يعيش بين ماضي مؤلم، وحاضر مربك، ومستقبل مظلم كل هذا يدور في قالب عميق من الدراما"..
رجل فى الثلاثين من عمره يصبح مسئولًا عن ابن اخيه المراهق، مع هذا فإن عنصر الجذب حاضر لتعرف نهاية الحدوتة التي تسهم بشكل غير مباشر في بناء الشخصية، هذا ما يفعله فيلم "Manchester by the Sea" الذي ينافس 8 أفلام، على ست جوائز للأوسكار 2017.
ومنذ اللحظات الأولى يستطيع "كيسي أفليك"، والذي يجسد دور "لي" أن يجذبك ليس لوسامته أو شخصيته الفريدة، ولكن لغموضه الذي يُثيرك للتعرف أكثر على جوانب حياته. "لي" شخص يعمل لدى مكتب في خدمة العقارات، ويقوم بأعمال لا ينص عليها القانون فهو نجار وسباك وعامل نظافة، لكنه مستسلم لصاحب العمل، وقليل الكلام مع ساكني العقارات وينفذ كل ما يطلبون، مما يثير شغفهم لمعرفة الكثير عنه، لكنه لا يعيرهم أي اهتمام. وباتصال تليفوني، تُفتح النافذة على حياة "لي" لندخل لعالمه بالفلاش باك بين الماضي والحاضر لنتعرف أكثر عنه، بداية من علاقته المعقدة مع زوجته، وانتقاله لمدينة بوسطن للعمل، ورعاية أخيه المريض، ومن بعده ابن أخيه. الواقعية، هي أكثر ما يشعرك بقربك من شخصيات الفيلم الذي جاء اختارهم موفقًا، هذا إلى جانب واقعية الحوارات والجمل، فالمنطقية كان لها تأثير قوي، وهو ما جعل الفيلم ينافس على أفضل سيناريو أصلي. وبالرغم من أن تقنيات التصوير الآن فاقت كل التصورات، إلا أن المخرج قرر أن تكون أماكن التصوير والمشاهد أقرب للصورة الواقعية التي رسمها من خلال الشخصيات والخط الحواري الدرامي، ولذلك لن تشعر بأي قصور في الناحية التصويرية. وحجز Manchester by the Sea مكانه في ست جوائز للأوسكار، لجعلك أحد أبطال الفيلم وتعيش الأحداث لحظة بلحظة وتتفاعل مع الشخصيات، كما يجعلكك تفكر كيف ستكون النهاية.
ورشح Manchester by the Sea للمنافسة على جائزة أفضل فيلم، وأفضل نص أصلي، وأفضل ممثل رئيسي للبطل Casey Affleck "كيسي أفليك"، وأفضل ممثلة مساعدة Michelle Williams "ميشيل وليامز"، وأفضل ممثل مساعد Lucas Hedges "لوكاس هيدجز"، وأفضل مخرج Kenneth Lonergan "كينيث لونيرجان". وحصد الفيلم جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل، وكان مرشح لأربعة منها، كما اختير من معهد الفيلم الأمريكي كواحد من أفضل عشرة أفلام عام 2016.
شاهد إعلان الفيلم: