فرّضت القوات العراقية، اليوم الاثنين، طوقا أمنياً على معسكر "الغزلاني" أكبر معسكرات الجانب الغربي لمدينة الموصل، شمالي البلاد، تمهيدا لاقتحامه، في الوقت الذي نزحت فيه عشرات الأسر من المناطق القريبة من مواقع الاشتباكات والقصف إلى أحياء في عمق المدينة.
وقال المقدم كريم ذياب، الضابط في الشرطة الاتحادية: إن "قوات الشرطة عززت تواجدها في منطقة (البو سيف) على أطراف معسكر الغزلاني من الجهة الجنوبية، فيما تقدمت قوات الرد السريع إلى أطراف المعسكر من المحور الجنوبي انطلاقا من قرية العذبة (جنوب البو سيف) التي تم تحريرها أمس".
وأضاف ذياب أن "المهمة الأساسية لقوات الشرطة والرد السريع اقتحام المعسكر وتحريره وتأمينه من هجمات محتملة لـ"داعش"، واستخدامه كقاعدة استراتيجية مهمة للدعم اللوجستي لتحرير أحياء الجانب الغربي للموصل".
في سياق متصل، قال الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي: إن "عشرات الأسر من حي (المأمون) جنوبي الموصل، القريب من معسكر الغزلاني، الذي يشهد قصفا عنيفا من الطيران الحربي والمدافع الثقيلة العراقية، بدأت بالنزوح من منازلها إلى عمق الجانب الغربي للمدينة".
ورجح الطائي، ارتفاع وتيرة النزوح الداخلي من الضواحي الجنوبية لمدينة الموصل التي بات يصلها صوت الانفجارات الضخمة.
وفي الشأن ذاته، أفاد العقيد في قوات الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي، محمد جابر الداودي، بأن أكثر من 55 عنصرا من تنظيم "داعش" تكروا منازلهم في مناطق "الدواسة خارج" و"الساعة" و"الفاروق" في الجانب الغربي للموصل، وهربوا فجر اليوم، مع عوائلهم إلى قضاء تلعفر.
وانطلقت أمس الأحد، العمليات العسكرية لتحرير أحياء الجانب الغربي للموصل من سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتمكنت القوات العراقية، أمس، من تحرير 17 قرية بمناطق الجانب الغربي للموصل، واستعادة 123 كلم مربع، حسب بيان عسكري أصدره قائد حملة الموصل العسكرية الفريق الركن عبد الأمير يار الله.
والجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة (40 بالمئة من إجمالي مساحة الموصل)، لكن كثافته السكانية أكثر؛ حيث تقدر الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة.