في مفاوضات جنيف .. من يمثل المعارضة السورية؟

تنطلق مباحثات جنيف حول سوريا 23 فبراير المقبل

في 10 ديسمبر 2015 حُلّت مشكلة "من يمثل المعارضة السورية" بتشكيل الهيئة العليا للتفاوض عقب مشاورات بين 100 فصيل من المعارضة المسلحة في مدينة الرياض، ومنذ ذلك الحين وتمثل الهيئة الغطاء السياسي للمعارضة في كل جولات المفاوضات، ولكن في 23 يناير الماضي حاولت روسيا أن تعيد الأمور لنقطة الصفر.

 

في هذا التاريخ عقدت موسكو مباحثات في العاصمة الكازاخستانية الأستانة كان الهدف الأول لها سبل الوصول لحل سياسي بعد سقوط حلب من سيطرة المعارضة، ثم تعدل الهدف لتثبيت الهدنة التي أعلنتها تركيا وروسيا وأنها تمهيد لمباحثات جنيف4، وهنا دعت موسكو غالبية الفصائل العسكرية وقلة من السياسية وتجاهلت الهيئة العليا للتفاوض وكذلك الائتلاف السوري الوطني.

 

وكانت الحجة حينها أن الحوار لتثبيت الهدنة ولا حاجة لحضور المعارضة السياسية، وفي 26 يناير دعت روسيا بعض الفصائل المعارضة للقاء في موسكو في إطار مساع روسية لتشكيل وفد تفاوضي موحد يجمع أطياف المعارضة السورية لتمثيلها في مفاوضات جنيف.

 

ونظمت الخميس الماضي روسيا جولة ثانية من مباحثات الأستانة، دون دعوة المعارضة السياسية أيضًا، التي من المفترض أنها ستشارك في مباحثات جنيف المقرر لها 23 الشهر الجاري، في ظل عودة السؤال القديم "من يمثل المعارضة السورية؟".

 

التغير اللافت كان موقف ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا حين أعلن أنه بصدد تشكيل وفد للمعارضة السورية لجنيف، وهو ما انتقدته المعارضة بشدة وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أن "تحديد وفد المعارضة السورية ليس من اختصاص دي ميستورا"، وأن أهم ما يجب أن ينشغل به الموفد الأممي هو تحديد أجندة المفاوضات وفق بيان جنيف.

 

3 منصات   

فراس الخالدي عضو لجنة مؤتمر القاهرة والحراك السوري قال إن قرار الأمم المتحدة رقم 254 حدد للمعارضة ثلاث منصات تمثلها مؤتمر الرياض "الهيئة العليا للمفاوضات" ومؤتمر القاهرة ومنصة موسكو.

 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن وجود أكثر من وفد يمثل المعارضة لن يؤثر بشكل مباشر على جهودهم إن توافقت الرؤى فيما بينهم ومن دون ذلك سوف تؤثر.  

توحيد الرؤى  

ودعا الخالدي المنصات الثلاث للاتفاق على أرضية مشتركة حتى لا تذهب جهودهم سدى، متابعا:" نحن ذاهبون لحنيف بكل جدية رغم عدم جدية النظام السوري".

 

ولفت إلى أن العمل السياسي تراكمي ويجب أن يشاركوا بفعالية في فرصة تتاح أمامهم، رغم عدم تفاؤلهم بسبب خروقات النظام وحلفائه لاتفاق وقف إطلاق النار لعرقلة الوصول لحل سياسي.

 

واختتم:" نتفاءل بالمباحثات إذا التمسنا جدية من الراعين لها، بالسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول للمناطق المحاصرة، وإخلاء سبيل المعتقلين خاصة النساء والأطفال".

 

الهيئة العليا للتفاوض  

عادل الحلواني القيادي في الائتلاف السوري الوطني قال إن من يمثل المعارضة هي الهيئة العليا للمفاوضات ومحاولة إقحام فصائل أخرى هو تجاوز من دي ميستورا لمهام منصبه.

 

وتابع في حديثه لـ"مصر العربية" أن ليس من حق دي ميستورا تشكيل وفد للتفاوض بموجب نص تكليف الأمم المتحدة له، مطالبا المجتمع الدولي باحترام إرادة الشعب السوري في اختيار من يمثله.

 

وأشار إلى أن الفصائل العسكرية ممثلة في الهيئة العليا للتفاوض، ومحمد علوش رئيس وفد المعارضة في مباحثات الأستانة صرح بأنهم شاركوا من أجل بحث تثبيت وقف إطلاق النار فقط وليسوا كبدلاء عن المعارضة السياسية.

 

واستطرد الحلواني:" إذا أرادت روسيا أن تشرك وفودا للمعارضة، فلتشركهم بجوار النظام السوري، ولا تحسبهم على المعارضة".

 

وأعلن القيادي بالائتلاف السوري عدم تفاؤله بمباحثات جنيف في ظل ما سماه "النفاق الدولي"، داعيا الدول العربية أن تكون الضامن للمباحثات بدلا من الروس والأتراك.

 

 

وبدأت الوفود المشاركة في المفاوضات السلمية حول سوريا بالوصول، إلى جنيف اليوم الاثنين، ومن المقرر أن تنطلق المفاوضات رسميا في 23 فبراير، لكن وفد الأمم المتحدة سيجري مشاورات تمهيدية مع المشاركين بدءا من الاثنين.

 

وأكد الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن جدول أعمال محادثات جنيف سيلتزم بقرار لمجلس الأمن الدولي يهدف إلى إنهاء الصراع ولن يتم تغييره موضحا أن قرار الأمم المتحدة رقم 2254، استند إلى ثلاث نقاط رئيسية، وهي وضع أسس للحكم والاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وشدد على أن محادثات جنيف المقبلة  لا بد أن تبحث  المسار السياسي الضروري لأي حل.

مقالات متعلقة