شهدت محافظة أسوان صباح اليوم، حدثا سنويا اعتاد أن يجذب آلاف السائحين من الأجانب والمصريين مرتين كل عام لمشاهدته، ظاهرة "تعامد أشعة الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبد رمسيس".
حيث تتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، يومين على مدار السنه هما يوم مولده 22 أكتوبر ويوم تتويجه ملكًا على مصر وهو يوم 22 فبراير
وأعلن خيري محمد، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، استقبال المدينة للعديد من السياح من مختلف الجنسيات لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل.
وأضاف محمد، لـ"مصر العربية"، أن الحدث أدى إلى نشاط الحركة السياحية، وزادت نسبة الإشغالات الفندقية إلى 45 % بعد أن كانت نسبتها لاتتخطى الـ20% على حد قوله.
وأوضح أن النسبة الأكبر من إشغالات الفنادق كانت من جانب سياح الصين وألمانيا واليابان وأميركا والمكسيك والأرجنتين.
ومن جانبه، أكد ثروت عجمي، مستشار غرفة شركات السياحة بالأقصر،
إلى أن الحدث ساهم في زياد نسبة الإشغالات في الأقصر و أسوان حتى وصلت إلى 40 % بالمقارنة بالعام الماضي.
وأضاف عجمي، لـ"مصر العربية"، أن الزيادة في نسبة الإشغالات كانت من السوق الياباني، والصيني، والهندي، و الألماني، معلنًا أن السوق البريطاني مازال يعاني من الانخفاض في عدد السياح.
وكانت مدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان، شهدت صباح اليوم، ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد رمسيس الثاني، ولمدة 200 دقيقة، في ظاهرة فلكية تتكرر مرتين فقط كل عام، في 22 فبراير و22 أكتوبر.
وتخترق أشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 200 متراً حتى تصل إلى قدس الأقداس الذي يتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح.
ولا تتعامد الشمس على وجه تمثال "بتاح" الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام.
وهناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى: هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه، والرواية الثانية: هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم جلوسه على العرش.
وكان يحتفل بظاهرة تعامد الشمس قبل عام 1964 يومى 21 فبراير و21 أكتوبر، ومع نقل المعبد إلى موقعه الجديد، تغيير توقيت الظاهرة إلى 22 فبراير و22 أكتوبر.
وتعرض معبد أبو سمبل عقب بناء السد العالى للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالى وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار. ونقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها فى موقعها الجديد على ارتفاع 65 متراً أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال فى الهندسة الأثرية. وتم اكتشاف معابد أبو سمبل فى الأول من أغسطس عام 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالى جيوفانى بيلونزى، فى العثور عليها ما بين رمال الجنوب. واكتشفت ظاهرة تعامد الشمس تم اكتشافها فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة "إميليا إدوارذ" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل". ولا تزال ظاهرة تعامد الشمس تحير العلماء فى المجالات المختلفة، ويصبح سر صناعىة هذه الظاهرة الفلكية الإعجازية، التى يحتفل بها السائحين وزوار معبد أبو سمبل مرتين كل عام لغز كبير.