علاء الأسواني: 6 أوهام تحجب العقل المصري وتمنعه من رؤية العالم

علاء الأسواني

استعرض الأديب والروائي علاء الأسواني، العديد من "الأوهام" التي ذكر أنها تحجب العقل المصري، من وجهة نظره.

 

وسرد الأسواني في مقال نشره بموقع "دويتشة فيله"، بعنوان "6 أوهام تحجب العقل المصري"، طريقة تعامل الشعب المصري مع الديمقراطية، ودول الغرب، وجاءت الأوهام الـ 6 كالآتي..

 

الوهم الأول: إن الجيش هو الأصلح لحكم البلاد

ذكر الأسواني: "الجيش مؤسسة وطنية عظيمة لكن التجارب في العالم كله أثبتت أن الحكم العسكري يؤدى دائمًا إلى فشل وكوارث، والعقلية العسكرية تعتمد على الاحترام المطلق للأقدمية وحتمية تنفيذ الأوامر بدون مناقشة واعتبار كل من يعترض عليها متمردًا تجب محاكمته، هذه المبادئ تصلح فقط في الحرب أما إذا تم تطبيقها في حكم بلد أو مؤسسة مدنية فإنها تؤدي إلى كوارث ونحن في مصر منذ عام 1952 حتى اليوم تحت حكم عسكري أدى بنا إلى الحضيض في كل المجالات".

 

وتابع: "لا يجرؤ أحد في مصر على السؤال عن ميزانية الجيش ولا مشروعاته ولا نعرف حتى الآن من المتسبب في هزيمة 1967 ولا في حدوث الثغرة أثناء حرب 1973، ولم تجر أي محاكمة لأفراد من الجيش تورطوا في قتل المصريين منذ عام 2011، والحكم العسكري يؤسس لفكرة الجهات السيادية التى هي فوق المحاسبة ويتم خلط الأوراق بحيث يعتبر كل من يطالب بمحاسبة المخطئ في الجيش أو الشرطة خائنا لبلاده، والنتيجة سلطة مطلقة تكون مفسدة مطلقة وتؤدي بنا إلى المزيد من التدهور".

 

الوهم الثاني: الإسلام قدم نموذجًا للدولة هو الخلافة الإسلامية

وتطرق الأسواني إلى الخلافة الإسلامية فقال: "هذا الوهم نشرته جماعات الإسلام السياسي عن طريق تزوير التاريخ، الإسلام قدم مبادئ إنسانية عامة ولم يقدم أي نموذج للحكم، وعلى مدى 15 قرنًا لم يتمتع المسلمون بالحكم الرشيد إلا 31 عامًا فقط (29 عامًا فترة الخلفاء الراشدين وعامان في خلافة عمر بن عبد العزيز)، فيما عدا ذلك كانت الدولة الإسلامية امبراطورية مثل غيرها في ذلك الزمان قامت على القتل وسفك الدماء من أجل السلطة".

 

وواصل: "كل من يشكك في ذلك عليه أن يراجع جرائم أبي العباس السفاح مؤسس الدولة العباسية ويقرأ كيف ضربت الكعبة بالمنجنيق فاحترقت مرتين أثناء الدولة الأموية من أجل الصراع على السلطة، أما الدولة العثمانية فلم تكن خلافة ولا يحزنون، الاحتلال العثماني كان أسوأ بكثير على مصر من الاحتلال البريطاني ولنراجع هنا ما كتبه المؤرخ المصري ابن إياس الحنفي ( 1448 ــــ1523) الذي وصف الفظائع التي ارتكبها العثمانيون في مصر حتى إنهم قتلوا 10 آلاف مصري في اليوم الأول لاحتلالهم مصر".

 

الوهم الثالث: إن الغربيين جميعًا أعداء للإسلام والمسلمين

وانتقل الأسواني في مقاله إلى دول الغرب فقال: "هذا وهم آخر يروج له الإسلام السياسي لكى يحمس أتباعه لفكرة الجهاد، الحكومات الغربية لايعنيها الإسلام ولا أي ملة أخرى، كل ما يهمها مصالحها الاقتصادية، وعلى مدى نصف قرن كان أقرب حليف للولايات المتحدة هو ملك السعودية خادم الحرمين الشريفين وكم دعمت الحكومات الغربية جماعات وأفرادًا إسلاميين كانوا يحققون مصالحها من أول الجنرال ضياء الحق في باكستان وحتى الإخوان المسلمين في مصر والمقاتلين الإسلاميين الذين مولتهم المخابرات الأمريكية لمقاومة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان".

 

وأوضح: "أما المواطنون الغربيون فهما نوعان عنصريون أو متسامحون، العنصريون لايكرهون المسلمين فقط وإنما يكرهون أيضًا السود والمكسيكيين والهنود والصينيين، وهؤلاء مسيحيون وهندوس وبوذيون، أما المتسامحون فيدافعون عن حقوق الأقليات بدون تمييز كما رأينا في المظاهرات الضخمة التي خرجت في الغرب اعتراضًا على قرار ترامب بمنع المسلمين من دخول أمريكا، أما خوف بعض الغربيين من الإسلام فهو نتيجة طبيعية للإرهاب باسم الإسلام وكل من عاش في الغرب حتى الثمانينيات يعلم أنه لم يكن هناك خوف من الإسلام آنذاك".

 

الوهم الرابع: الديمقراطية لاتصلح للمصريين لأنهم جهلاء

ورأى الأسواني أن الشعب المصري يعتبر الديمقراطية لا تصلح في مصر، فقال: "هذا الوهم يروج له حكام مصر منذ عام 1952، الديمقراطية ليست معادلات معقدة وإنما تعتمد على حق الاختيار وأي إنسان حتى لو كان أميًا يمارس اختياراته يوميًا ولن يعجز أبدًا عن اختيار المرشح الذى يراه مناسبًا، ولو أخطأ في الاختيار يستطيع أن يصحح اختياراته في الانتخابات القادمة".

 

واستطرد: "كما أن المتعلمين في مصر يتجاوز عددهم خمسين مليون مواطنًا وهو تعداد دولة كبيرة، يعلمنا التاريخ أنه منذ صدور أول دستور في مصر عام 1923 وحتى عام 1954 عندما ألغى عبد الناصر الديمقراطية، في كل مرة أجريت انتخابات نزيهة كان الوفد يكتسحها، ومعنى ذلك أن المصري البسيط كان ينتخب الوفد الذي يدافع عن مصالحه ضد أحزاب الإقطاعيين".

 

الوهم الخامس: إن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام

وتطرق الأسواني إلى نقطة أخرى وهي علاقة الإرهاب بالإسلام، فقال: "هذا الوهم يتجاهل أن القراءة الوهابية التي انتشرت في أنحاء العالم بدعم من أموال النفط، تحتقر غير المسلمين ولا تعترف لهم بحقوق متساوية مع المسلمين، معظم الفقهاء لايقبلون شهادة غير المسلم على المسلم ولا يجيزون إعدام المسلم إذا قتل غير المسلم، هناك أساس للإرهاب في فهمنا للإسلام (وليس في الإسلام نفسه)، إذا لم نقدم فقهًا جديدًا متسامحًا ومواكبًا للعصر، فإن الإرهاب سيستمر".

 

الوهم السادس: أكل العيش أهم من الحريات العامة

واختتم الأسواني مقاله بالحديث عن الحريات العامة، فقال: "هذا الوهم روج له الحكم العسكري منذ عام 1952 تحت مسمى "الحرية الاجتماعية" بمعنى أن يحرم الفقراء من حقوقهم السياسية مقابل تحسين ظروف حياتهم، وقد أثبتت التجربة أن الحريات هي الضمان الوحيد للحفاظ على مكاسب الفقراء وأن كل المكاسب التي يحققها الديكتاتور للفقراء ستتهاوى كقصور الرمال بمجرد خروجه من السلطة كما حدث بعد وفاة عبد الناصر، الحريات العامة هي التي ستمكن الناس من الحفاظ على حقوقهم الاجتماعية".

مقالات متعلقة