نفقات باهظة وإجراءات أمنية مشددة شهدتها مصر استعدادًا لاستقبال النجم العالمي ميسي في حملة للترويج للسياحة العلاجية، وفي ظل حالة من السخط الشعبي نتيجة لارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، هل حققت زيارة ميسي إلى مصر الهدف المرجو من الحملة في تنشيط السياحة العلاجية؟.
ردًا على ذلك، قال ريمون نجيب، الخبير السياحي، حتى الآن لم نر أو نسمع خطة واضحة من وزارة السياحة أو هيئة تنشيط السياحة في كيفية جذب هذا النوع من السياحة، لما تم نشره من قبل الشركة الراعية الهدف هو تسويق المنتج الدوائي لفيروس سي وتنشيط السياحة العلاجية.
وأضاف ريمون لـ"مصر العربية" أن الوزارة لم تفصح أيضًا عن الأسواق المستهدفة وأين سيتم العلاج و ما هي خطة الدعاية لتسويق هذا المنتج السياحي و ما هو دور وزارة الصحة و وزارة الخارجية في دعم هذا النوع من السياحة.
وأشار إلى أن الحدث كان فريدًا من نوعه حيث لم تتبن أي دولة آخرى مثل باكستان أو الصين محاربة هذا المرض، معلنًا أن هذا شيء محترم يحسب للشركة الراعية و يضيف الكثير لاسم مصر في الريادة لمحاربة الأمراض المزمنة بالإضافة أنها صورة جيدة لرعاية مصر لمثل هذه الأحداث و نشر الأخبار الإيجابية عن مصر و ترويج لنوع سياحة جديد لم تهتم بة الدولة من قبل.
وأكد أن الراعي حاول تقديم أحسن ما لديه وإن كان هناك أخطاء تنظيمية أو تنفيذية فيجب أن تطرح و يتم تحسينها في المستقبل، معربًا عن آماله في ابهار العالم ولكننا نحتاج إلى شركات منظمة ذو قدرة أكبر على التنظيم، وفقًا لقوله.
في المقابل، قال اللواء أحمد حمدى، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن زيارة ميسي تمثل خطوة بالغة الأهمية في الترويج للسياحة العلاجية في مصر، في ظل سعي الهيئة إلى الترويج لأنماط جديدة من السياحة.
وأعلن حمدي، في تصريحات لـ"مصر العربية"، أن الحملة تهدف لاستقطاب المصابين بفيروس سي خاصة مع انخفاض تكلفة العلاج مقارنة بتكلفته بالخارج، معلنًا أن الخطة الترويجية تهدف التسويق عن السياحة العلاجية والاستشفائية، والسياحة الدينية الممثلة في رحلة مسار العائلة المقدسة لاستقطاب أسواق جديدة.
وأشار إلى، أن الحملات التي تقوم بها الهيئة تم إعدادها وسيتم طرحها في الأسواق المستهدفة، لتنشيط الحركة السياحية وتيسير طيران بصفة مستمرة لنقل أكبر أعداد من السياح.
وطالب عماري عبدالعظيم، رئيس غرف السياحة والطيران بالغرف التجارية سابقاً، بضرورة استخدام الإعلام الخارجي للترويج والتسويق لمثل هذه الأحداث، من خلال المنظمات والمكاتب السياحية بالخارج، لتوضح كل هذه الحقائق بالخارج.
ولفت إلى أنه لابد من استغلال التسويق الإلكتروني في إبراز هذه الأحداث، خاصة أنه يستطيع الوصول إلى كل دول العالم بتكلفة أقل من الحملات الاعلانية، موضحًا أنه لابد أن تعمل الحكومة على صناعة أحداث لا تنتظر الحدث ثم تقوم بالتسويق إليه، وكل هذا يعجل في عودة الحركة السياحية في القريب العاجل.
وكانت وزارتا السياحة والصحة أعلنتا تفعيل برنامج السياحة العلاجية لمرضى فيروس سي من خلال النجم العالمي ليونيل ميسي لاعب فريق برشلونة الأسبانى بهدف الترويج للبرنامج.
وأكدت وزارة السياحة أن زيارة اللاعب الأرجنتيني ميسي تأتي في أعقاب إعلان أربع دول رفع حظر السفر عن المقاصد السياحية في مصر وهي السويد وفنلندا والنرويج والدنمارك واستئناف العديد من الدول طيرانها بشكل شبه منتظم إلى المقاصد السياحية، موضحة أن زيارة ميسي تمثل خطوة بالغة الأهمية في الترويج لمنتج السياحة العلاجية التي تعد إحدى الكنوز السياحية غير المستغلة وغير المكتشفة في مصر.